نصف الدخل العالمي من نصيب أغنى 10 في المئة من السكان


أكثر من 200 اقتصادي يدعون إلى اتخاذ إجراءات في شأن عدم المساواة العالمية الجامحة

كفاية أولير صحافية

يستحوذ أغنى 10 في المئة من سكان العالم حالياً على 52 في المئة من الدخل العالمي، بينما يكسب النصف الأفقر من السكان 8.5 في المئة منه، كما يواجه المليارات من سكان العالم المصاعب الرهيبة المتمثلة في ارتفاع أسعار المواد الغذائية والجوع، في وقت تضاعف عدد المليارديرات في العقد الماضي. هذه الأرقام الحديثة دفعت أكثر من 200 اقتصادي بارز إلى اتهام المجتمع الدولي بالفشل في معالجة الهوة الآخذة في الاتساع بين الأغنياء والفقراء في العالم والتي يقولون إنها سترسخ الفقر وتزيد من أخطار انهيار المناخ.

في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس البنك الدولي أجاي بانغا، دعا كبار الاقتصاديين من 67 دولة الهيئتين إلى بذل مزيد من الجهد لمواجهة أكبر زيادة في عدم المساواة العالمية منذ الحرب العالمية الثانية.

ومن بين المؤيدين للدعوة إلى التحرك الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيسة الوزراء النيوزيلندية السابقة هيلين كلارك، والاقتصاديون جاياتي غوش وجوزيف ستيجليتز وتوماس بيكيتي، وتقول الرسالة إن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة في ضوء التأثير المختلف لوباء “كوفيد-19” في الأغنياء والفقراء.

وكان الحد من عدم المساواة بحلول عام 2030 أحد أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر للأمم المتحدة (SDGS)  التي وافق عليها المجتمع الدولي في عام 2015.

ارتفاع الفقر والثراء في آن واحد

وبحجة أن تزايد عدم المساواة “تم تجاهله إلى حد كبير”، تقول الرسالة إن الوسائل الحالية لتقييم التقدم المحرز في معالجة المشكلة – نمو الدخل الأسرع لأفقر 40 في المئة من السكان ككل – لا تأخذ في الاعتبار تركيز الدخل والثروة بين فاحشي الثراء، وتقول الرسالة الموقعة إنه لأول مرة منذ ربع قرن، ارتفع الفقر المدقع والثراء الفاحش بالعالم في وقت واحد. أضافت “الأهداف مهمة والقيادة مهمة، فالبنك الدولي وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة في وضع فريد لتقديم الدعوة الحاشدة للحد من عدم المساواة الذي يحتاج إليه عالمنا المنقسم بشدة اليوم”.

وطلبت الرسالة قياساً أفضل لعدم المساواة وأهدافاً أكثر طموحاً لتضييق فجوات الدخل والثروة. وقال أكثر من 200 من كبار الاقتصاديين في العالم “إننا نعيش في زمن يتسم بارتفاع غير عادي في التفاوت الاقتصادي، كما ارتفع الفقر والثراء بشكل حاد ومتزامن لأول مرة منذ 25 عاماً، وبين عامي 2019 و2020 نما التفاوت العالمي بسرعة أكبر من أي وقت مضى منذ الحرب العالمية الثانية”.

قلة على المسار الصحيح

وعندما راجع غوتيريش أهداف عام 2030 في أبريل (نيسان) الماضي، وجد عدم المساواة عند مستوى قياسي مرتفع، مع 10 في المئة فقط من البلدان على المسار الصحيح لتحقيق الهدف، بحسب صحيفة “الغارديان”.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي قال البنك الدولي إن التقدم في الحد من الفقر توقف، وتوقع “البنك” أنه من دون تسريع كبير للجهود لن تكون هناك فرصة لتحقيق هدف القضاء على الفقر المدقع بحلول عام 2030.

ويجري بانغا مراجعة لرسالة “البنك” الذي يتعرض اليوم لضغوط من بعض الدول الأعضاء مثل ألمانيا، للتعامل مع مكافحة عدم المساواة بجدية أكبر.

تختتم الرسالة “نحن نعلم أن ارتفاع عدم المساواة يقوض جميع أهدافنا الاجتماعية والبيئية، وهو يفسد سياساتنا، ويدمر الثقة، ويعوق ازدهارنا الاقتصادي الجماعي ويضعف التعددية. نعلم أيضاً أنه من دون حدوث انخفاض حاد في عدم المساواة، سيكون الهدف المزدوج المتمثل في إنهاء الفقر ومنع الانهيار المناخي في صراع واضح”.

اندبندنت