الولايات المتحدة تعترف باتخاذ إجراءات قوّضت النظام الدولي وتتبادل الانتقادات مع روسيا والصين وتحذر من أن تصرفات بعض الدول الكبرى تشجع دولا أخرى على الإفلات من العقاب

اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية، الجمعة، باتخاذ بعض الإجراءات التي أدت إلى تقويض النظام الدولي خلال السنوات الماضية.
جاء ذلك في تصريح لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال جلسة نقاشية لمجلس الأمن الدولي، بعنوان “صون السلم والأمن الدوليين: دعم التعددية والنظام الدولي المتمركز حول الأمم المتحدة”، عبر تقنية الاتصال المرئي.
وقال بلينكن: “أعلم أن بعض أفعالنا في السنوات الأخيرة قوّضت النظام (الدولي) القائم على القواعد، وجعلت الآخرين يتساءلون عما إذا كنا لا زلنا ملتزمين بها؟”.
وأضاف: “يجب على الجميع تحمل المسؤولية عن ولائهم للالتزامات التي قطعوها بشكل طوعي (..) ونطالب العالم أن يحكم على التزاماتنا من خلال أفعالنا”.
وأوضح أن بلاده في “ظل إدارة الرئيس جو بايدن تعود بالفعل إلى العمل مع المجتمع الدولي في إطار المؤسسات متعددة الأطراف”.
ومضى قائلا: “انضممنا إلى اتفاقيات باريس المناخية مرة أخرى، وعدنا للعمل مع منظمة الصحة العالمية، ونعمل على العودة إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة”.
وانسحبت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب (2017-2021) من عدة معاهدات واتفاقيات ومؤسسات دولية، أبرزها اتفاقية باريس للمناخ، والمجلس الأممي لحقوق الإنسان، إضافة إلى تعليق عضويتها بمنظمة الصحة العالمية.

ووجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن انتقادات غير مباشرة لروسيا والصين اليوم الجمعة خلال اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة برئاسة نظيره الصيني وانغ يي وحذر من أن تصرفات بعض الدول الكبرى تشجع دولا أخرى على الإفلات من العقاب.

ويأتي الاجتماع الخاص بالعمل متعدد الأطراف الذي تعقده الصين بصفتها رئيس مجلس الأمن لشهر مايو أيار وسط معركة في الأمم المتحدة على النفوذ بين الدولتين صاحبتي أكبر اقتصادين في العالم وذلك في وقت يسعى فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن لتأكيد القيادة الأمريكية التقليدية خلافا للنهج الفردي للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في مواجهة بكين التي تواصل تثبيت مكانتها.

وشدد بلينكن على الحاجة إلى تمسك الدول بالتزاماتها الدولية والتركيز على حقوق الإنسان واحترام مبدأ المساواة في السيادة.

وقال “عندما تستخف الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، خاصة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، بهذه القواعد وتمنع محاولات محاسبة من ينتهكون القانون الدولي فإنها ترسل رسالة مفادها أن الآخرين يمكنهم كسر تلك القواعد والإفلات من العقاب”.

وروسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا هي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن المكون من 15 دولة.

وتتهم الولايات المتحدة الصين بالإبادة الجماعية من خلال قمع المسلمين الويغور في معسكرات اعتقال في إقليم شينجيانغ الصيني. وتنفي الصين الاتهامات وتقول إنها تحاول القضاء على التطرف.

وقال بلينكن “تأكيد الاختصاص القضائي المحلي لا يمنح أي دولة شيكا على بياض لاستعباد وتعذيب وإخفاء وتطهير شعوبها عرقيا أو انتهاك حقوقها الإنسانية بأي طريقة أخرى”.

وفي حين أن بلينكن لم يذكر روسيا أو الصين بالاسم وجه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف انتقادات شديدة لخطة أمريكية لعقد قمة عن الديمقراطية العالمية باعتبارها “ناديا جديدا للمصالح الخاصة على أساس أيديولوجي… يمكن أن يفاقم التوتر الدولي ويرسم خطوط تقسيم في عالم يحتاج الآن إلى أجندة لتوحيده أكثر من أي وقت مضى”.

وطالما اختلفت موسكو وواشنطن على سلسلة من القضايا لكن العلاقات تراجعت أكثر عندما قال بايدن في تصريحات له مؤخرا إنه يعتقد أن الرئيس بوتين “قاتل”. وفرضت واشنطن عقوبات على موسكو بتهمة التدخل في انتخابات 2020 الأمريكية والتسلل الإلكتروني وسلوكها العدائي تجاه أوكرانيا.

وتنتقد كل من روسيا والصين العقوبات الأحادية الجانب ووصفها وانغ بأنها “غير مشروعة”.