يعاني مزيد من الأميركيين من الجوع اليوم، أكثر من أي وقت خلال جائحة فيروس كورونا المستجد، وفق بيانات فيدرالية، وهي مشكلة نشأت عن التباطؤ الاقتصادي وفقدان الوظائف وإغلاق الأعمال، وتفاقمت مع برامج الإغاثة الحكومية التي انتهت صلاحيتها أو ستنتهي في نهاية العام.

وبين أواخر أكتوبر وأوائل نوفمبر، أفاد واحد من كل ثمانية أميركيين أنه، في بعض الأحيان أو في كثير من الأحيان، لم يكن لديه ما يكفي من الطعام في الأسبوع الذي سبق، ما يعني أن الجوع أصاب حوالي 26 مليون أميركي من البالغين، وهي زيادة أكبر بعدة مرات من أرقام ما قبل الجائحة، وفقا لبيانات مكتب الإحصاء الأميركي.

لكن هذا المعدل، يرتفع في منازل بها أطفال، ليصبح واحدٌ من كل ستة أميركيين بالغين في عداد الجائعين.

وكشف تقرير لوكالة أسوشييتد برس، الاثنين، أن ملايين الأميركيين، باتوا مع نهاية العام، يعتمدون على بنوك الطعام لتفادي الجوع، مشيرا إلى أن مؤسسة “فيد أميركا”، الأكبر من نوعها لمكافحة الجوع في الولايات المتحدة، وزعت 4.2 مليار وجبة على مدار 8 أشهر، وسجلت المؤسسة، لأول مرة في تاريخها، زيادة قدرها 60 في المئة بين مستخدمي بنوك الطعام أثناء الجائحة.

إليزابيث بلاو، المديرة التنفيذية لمؤسسة “بلاو”، وهي جزء من برنامج “التوزيع بكرامة”، لتقديم وجبات مجانية للفقراء في الولايات المتحدة، قالت في حديث لسكاي نيوز عربية، إن “معدلات الجوع أصبحت محبطة للغاية، وبسبب ظروف الجائحة، بات الناس وخصوصا المسنين، عاجزين عن مغادرة منازلهم، فقمنا بتوزيع نحو 225 ألف وجبة طعام في منطقة جنوبي نيفادا وحدها”.

وأضافت بلاو أن مؤسستها “تعمل هذه الأيام مع أكثر من 40 مؤسسة خيرية لتلبية حاجات الجياع بسبب الارتفاع المستمر في طلبات مساعدة العائلات على تأمين الطعام”.

ولفتت بلاو إلى أن “طوابير المحتاجين التي تصطف أمام بنوك الطعام صارت تقاس بالأميال، وذلك في الولايات المتحدة وهي من بلدان العالم الأول، وهذا أمر محبط للغاية”.

ودعت المديرة التنفيذية لمؤسسة “بلاو”، الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، إلى التركيز خلال إدارته على “دعم أصحاب الأعمال الصغيرة، كونهم يشكلون نسيج المجتمع الأميركي، وخصوصا في قطاع المطاعم”، الذي يعمل ما بوسعه لمساعدة الجياع.

وخلال جائحة كورونا، أصبح الجوع حقيقة قاسية في أغنى بلد في العالم، ويشعر ملايين الأميركيين هذه الأيام بالقلق بسبب موائدهم الخاوية وخزائنهم المقفرة.