منظمة حقوقية: 12 مليون طفل يمني بحاجة لمساعدات إنسانية

قالت منظمة “سام” للحقوق والحريات: “إن اليوم العالمي للطفولة، يأتي وأطفال اليمن يعيشون جحيما مروعا، حيث خلقت سياسات أطراف الحرب متمثلة في مليشيا الحوثي، ودولتي السعودية والإمارات، خلال الست السنوات الماضية من الحرب وضعا كارثيا في اليمن، خلق أسوأ أزمة إنسانية، جعلت أكثر من 12 مليون طفل بحاجة لمساعدات إنسانية”.

وذكر تقرير لمنظمة “سام” أصدرته اليوم بمناسبة اليوم العالمي للطفل، وأرسلت نسخة منه لـ “عربي21”، أنه ومنذ تصاعد النزاع في آذار (مارس) 2015، فالأطفال في أغلب مناطق اليمن يعيشون بدون خدمات ويعانون الكثير من الانتهاكات والتحديات في سبيل الحصول على الاحتياجات الأساسية من غذاء وكساء ودواء.

وقالت “سام”: “إن الأمراض والأوبئة في اليمن وآخرها كوفيد 19، ضاعفت من معاناة الأطفال في بلد يعاني فيه قرابة 2000.000 مليوني طفل من سوء التغذية الحاد، 400.000 طفل يعانون من سوء تغذية مهدِّد للحياة.

بالتزامن مع اليوم العالمي للطفل #سام تنشر إحصائية مختصرة للانتهاكات بحق الأطفال في #اليمن.. حصيلة خمسة أعوام من الصراع#يوم_الطفل_العالمي

البيان الصحفي: https://t.co/5E9kiSKktz pic.twitter.com/QI7UIU6sp0

وأكدت “سام” أن الحرب في اليمن حرمت آلاف الأطفال من آبائهم الذين يقبعون في السجون، أو قتلوا في المعارك، وأجبرت الآلاف لترك المدارس والذهاب إلى سوق عمل غير آمن وبلا ضمانات قانونية أو أخلاقية لأجل إعالة أسرهم، ما جعل الكثير منهم عرضة للوقوع في أيدي عصابات التجنيد من قبل مليشيا الحوثي، وشبكات الاتجار بالبشر التابعة للسعودية.

كما أن توقف صرف مرتبات المعلمين، وتوقف أكثر من 2500 مدرسة عن استقبال الطلاب بسبب قصف الطيران أو القذائف العشوائية، أو بسبب تحولها إلى مخازن وثكنات عسكرية، الأمر الذي حرم ما يقارب من 200.000 مليوني طالب من الذهاب إلى المدرسة.

ونشرت “سام” إحصائية مختصرة للانتهاكات التي خلفها الصراع الدائر في اليمن بحق الأطفال في اليمن منذ 2014 وحتى نهاية 2019، راصدة الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها أطراف الصراع الدائر بحق الطفولة في اليمن، من قتل متعمد وإعدامات وإصابات بالغة، والتي ترقى لمستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

إحصائية بّينت منظمة “سام”، التي غطّت المدة من العام 2014 وحتى منتصف العام 2020، رصدت أكثر من 30.000 ألف انتهاك ضد الأطفال، توزعت على كل من مليشيا الحوثي بنسبة 70% والتحالف العربي 15% والحكومة الشرعية 5% وأطراف أخرى 10%.

ووفق الإحصائية فإن عدد الأطفال الذين قتلوا خلال هذه الفترة بلغ أكثر من 5700، طفل سقط العدد الأكبر منهم في مدينة “تعز” بعدد 1000 طفلا، تلتها “عمران” (404)، “حجه” (368)، “صعدة” (262)، و”صنعاء” (260).

وذكرت “سام” أن فريقها المكون من 11 راصداً و10 متعاونين من النشطاء والإعلاميين وثقوا تلك الانتهاكات عبر المقابلات الشخصية والاتصال عبر الهاتف، مستخدمين استمارات الرصد، إلى جانب البحث الميداني وزيارة المستشفيات وأماكن وقوع الانتهاكات، عدا عن البلاغات التي تصل للمنظمة من قبل الأهالي.

وأوضحت “سام” في إحصائيتها أنّ 1300 طفلا قتلوا نتيجة تعرضهم لشظايا قاتلة من قبل مليشيا الحوثي، و190 آخرين نتيجة لإصابات مباشرة بالرصاص، بينما قتل 175 بالقنص المباشر، وقتل 250 طفلا نتيجة إصابتهم بشظايا الألغام، وقتل 3000 طفلا في جبهات القتال، في حين قتل 800 طفل بقصف طيران السعودية والإمارات، وقتلت طائرات بلا طيار أميركية 21 طفلا، و41 قتلوا على يد جماعات متطرفة.

وبلغ عدد الأطفال المصابين 8170 مصاب، كانت النسبة الأكبر منهم في مدينة “تعز” بعدد وصل إلى 4000 مصاب، وكان السبب الأكبر لإصابة الأطفال القصف العشوائي، حيث وصل عدد ضحاياه إلى 2500 طفل، و690 طفلا آخرين أصيبوا بالرصاص، بينما أصيب 280 طفلا برصاص قناص حوثي، وأصيب 140 طفلا على يد القوات الحكومية، بينما أصاب طيران التحالف العربي 520 طفلا، وأصيب 40 طفلا من قبل جماعات متطرفة، ولا توجد معلومات دقيقة لعدد من أصيب من الأطفال المجندين في جبهات القتال.

ودعت سام إلى تحييد المؤسسات التعليمية والمناهج الدراسية، وعدم استغلالها في جذب الأطفال إلى ساحات المعارك، حيث رصدت المنظمة تغييراً في مناهج التعليم في المناطق التي تقع تحت سيطرة مليشيا الحوثي تساهم في تشبع الطفل بأيدلوجية قتالية متطرفة، وتجعله سهل الانقياد، والتحول إلى وقود لهذه الحرب.

وأدانت “سام” في تقريرها الانتهاكات الجسيمة المتصاعدة بحق الطفولة في اليمن من قبل جميع الأطراف، مطالبة بدعم أي جهود ترمي لوقف استهداف المدنيين وخصوصا الأطفال، والعمل على تقديم الدعم النفسي والمادي لهم عقب الانتهاكات التي تعرضوا لها.

وطالبت “سام” جميع الأطراف بضرورة الالتزام بقوانين الحرب في الصراع الدائر في اليمن ، ودعت الامم المتحدة إلى إدراج كافة الأطراف ضمن القائمة السوداء لمنتهكي جرائم الطفولة في اليمن والعمل على فتح تحقيق جدي ومستقل بشأن جرائم استهداف الأطفال، وإحالة كل من ثبت ارتكابه جرائم حرب إلى القضاء..

ويشهد اليمن، منذ ستة أعوام، حربا عنيفة بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي، أدت إلى إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، وبات 80 بالمئة من السكان بحاجة لمساعدات، ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة.

وأدى الصراع المستمر، وفق تقرير لوكالة “الأناضول” إلى مقتل 112 ألفا، بينهم 12 ألف مدني، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

ويزيد من تعقيدات النزاع أن له امتدادات إقليمية، فمنذ آذار (مارس) 2015 ينفذ تحالف عربي بقيادة السعودية عمليات عسكرية دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء.