يندد نشطاء فلسطينيون بمحاولات لإسكاتهم، تمارسها مواقع التواصل الاجتماعي عبر فرض “رقابة” على منشوراتهم وإزالة حسابات وحجب محتوى يوثق مجريات التصعيد الإسرائيلي الأخير في القدس الشرقية المحتلة، وتحديداً في حي الشيخ جراح والمسجد الأقصى.
وخلال الأيام الأخيرة، شارك فلسطينيون صوراً ومقاطع فيديو عبر حساباتهم على مواقع التواصل، تُظهر القوات الإسرائيلية وهي تقمع الفلسطينيين بعنف لفضّ احتجاجاتهم المناهضة لطرد 4 عائلات فلسطينية من بيوتها في حي الشيخ جراح لمصلحة مستوطنين يهود، والرافضة لقرار إسرائيل منعهم من الصلاة في المسجد الأقصى آخر أيام رمضان.
تمييز رقمي
منصة “صدى سوشال” الفلسطينية التي تُعنى بالدفاع عن الحقوق الرقمية للفلسطينيين، سجّلت أكثر من 200 انتهاك ضد محتوى فلسطيني، الأسبوع الماضي فقط، خصوصاً المحتوى المتعلق بحي الشيخ جراح والمسجد الأقصى.
وأوضح مدير منصة “صدى سوشال”، إياد الرفاعي، لوكالة “فرانس برس”، إن “الانتهاكات بحق المحتوى الفلسطيني كانت بأشكال مختلفة، وكانت على معظم منصات التواصل الاجتماعي، إما عبر إغلاق حسابات مثل ما حصل على تويتر أو إنستغرام، أو منع خاصيات معينة كالبث المباشر على إنستغرام، أو عبر الحدّ من وصول المحتوى المتعلق بقضايا الشيخ جراح وغزة والقدس”.
وأضاف الرفاعي أن “هذه الآلية في التعامل مع المحتوى الفلسطيني هي آلية قديمة جديدة”، لكن “هذه أول مرة يتم التعامل فيها مع حملة إلكترونية فلسطينية بكل هذه العدائية من هذه المنصات مرة واحدة”، معتبراً أن “هذا أمر خطير جداً يمنعنا كفلسطينيين من التمتع بحقوقنا الرقمية مثل باقي مستخدمي هذه المواقع الرقمية حول العالم”.
وأشار الرفاعي إلى استعادة بعض الحسابات التي تم حذفها على “تويتر”، لكنه نوّه بأن العملية “لا تزال مستمرة”.
وتم الإبلاغ أيضاً بحالات إخفاء المحتوى عن المتابعين على “إنستغرام” من دون علم صاحب الحساب بذلك.
“خلل تقني”
وزعم ناطق باسم “تويتر” أن الإجراءات المذكورة حصلت “عن طريق الخطأ بعد تصنيفها تلقائياً مع حسابات غير مرغوب فيها”.
وقال الناطق: “نستخدم مزيجاً من التكنولوجيا والمراجعة البشرية لتعزيز قوانين تويتر. لكن في هذه الحالة، قامت أنظمتنا الآلية المبرمجة باتخاذ إجراءات بحق عدد من الحسابات عن طريق الخطأ”.
وأكد أن “الدفاع واحترام أصوات الأشخاص الذين يستخدمون خدمتنا، من قيمنا الأساسية في تويتر”، وأن إجراءات الحظر ألغيت.
بدورها، ألقت شبكة “إنستغرام” باللوم على “خلل تقني أثّر في منشورات وأرشيف ملايين الأشخاص حول العالم” وأدى إلى اختفائها.
وأكد ناطق باسم شركة “فيسبوك” التي تملك “إنستغرام”، أن وسم #المسجد_الأقصى “تعرض للمنع عن طريق الخطأ”، موضحاً أن “الحظر رُفع”.
وقال: “نعتذر بصدق عن الأمرين، وأيضاً لكل الذين شعروا، بمن فيهم الفلسطينيون، بأن قدرتهم على القيام بنقاش مفتوح حول قضايا مهمة تأثرت بأي شكل من الأشكال”.
“أخطاء تقنية مُجَدْوَلة”
في المقابل، أكدت مروة فطافطة، مديرة سياسات منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة “أكسس ناو” الدولية التي تدافع عن الحقوق الرقمية، أن مستخدمي الإنترنت الفلسطينيين لا يزالون يبلغون بحالات تقييد المحتوى.
وقالت فطافطة لـ”فرانس برس”: “مساء الجمعة، خلال الهجوم الإسرائيلي على المصلين في المسجد الأقصى، حظر فيسبوك وسم #المسجد_الأقصى، وتمت عرقلة أو منع خاصية البث المباشر عبر إنستغرام لكثير من المستخدمين”.
وأضافت أن “تويتر” قام أيضاً بتعليق عشرات الحسابات، أحدها للصحافية الفلسطينية مريم البرغوثي التي لديها 50 ألف متابع، “في وقت كانت تغطي القمع الإسرائيلي للمتظاهرين قرب رام الله” في الضفة الغربية المحتلة، قبل أن تستعيد حسابها لاحقاً.
وانتقدت فطافطة كيف “تميل هذه -الأخطاء التقنية- التعسفية إلى الحدوث في الوقت الملائم، خلال أوقات الذروة، عندما يقوم النشطاء بمشاركة معلومات وتوثيق انتهاكات إسرائيلية في حق المتظاهرين”.
“تقييد مستمر”
في السياق، كشفت الصحافية الفلسطينية هند الخضري التي يتابعها أكثر من 18 ألف حساب على “إنستغرام”، إنها “لا تزال تخضع للرقابة”.
وقالت “خسرت ميزة القصص (ستوري)، ولا يمكن رؤية القصص التي شاركتُها عبر إنستغرام”.