حث البابا فرانسيس مسيحيي العراق الذين طالت معاناتهم على الصفح عن المظالم التي يرتكبها المتطرفون بحقهم، ومواصلة المثابرة على إعادة بناء البلاد بعد سنوات من الحرب والصراعات الطائفية.
وجه البابا فرانسيس النداء، الأحد، خلال زيارة سعيدة لطائفة قرقوش المسيحية في سهل نينوى شمالي العراق.
وخلال حديثه إلى جمهور كنيسة الطاهرة الكبرى (الحبل بلا دنس) المزدحمة، قال البابا فرانسيس إن كلمة “المغفرة” هي كلمة أساسية للمسيحيين.
وأضاف “قد يكون الطريق إلى الشفاء الكامل طويلاً، لكنني أطلب منكم، من فضلكم، ألا تثبطوا عزيمتكم. ما نحتاجه هو القدرة على التسامح، ولكن أيضًا الشجاعة لعدم الاستسلام “.
وتحدث البابا بعد أن روت له دوحة صباح عبد الله، إحدى سكان قرقوش، كيف قُتل ابنها وشابان آخران في قصف بقذائف الهاون في 3 أغسطس 2014.
وفي 6 سبتمبر 2014 مع اقتراب داعش من المدينة، كان مقتل الثلاث شبان بمثابة جرس إنذار لبقية السكان للفرار.
وقالت دوحة: “كان مقتلهم تحذيرًا واضحًا. لولاهم لبقي أهل قرقوش وسقطوا حتماً في أيدي داعش. وفاة ثلاثة أنقذت المدينة بأكملها. على الناجين محاولة مسامحة المعتدي”.
استقبال حافل
واحتشدت الجماهير المبتهجة في الطريق الرئيسي للترحيب به بينما مر موكبه ببطء، متجها إلى الكنيسة، وقام البابا فرانسيس بإنزال زجاج سيارته والتلويح للحشود من سيارته المدرعة، بينما أحاطت به قوات أمن العراق والفاتيكان.
واستقبل موكبه بترحيب كبير من مسيحيين عادوا إلى بلدتهم بعد 3 سنوات من التهجير، وقد حملوا سعف النخيل وارتدوا ملابس تقليدية. وسيؤدي البابا صلاة التبشير الملائكي في الكنيسة.
ويزور البابا فرانسيس المجتمع المقيم في سهول نينوى حيث لم يعد سوى جزء صغير من العائلات بعد فرارها من الهجوم في عام 2014.
خلال رحلته التاريخية إلى العراق، سيبارك البابا فرانسيس تمثالا لـ”مريم العذراء”، سبق أن تم تشويهه من طرف متطرفي تنظيم داعش الإرهابي.
وجرى تدنيس التمثال، الذي كان يتواجد في قرية كرمليس المسيحية الواقعة بين الموصل وأربيل، من خلال قطع رأس “مريم العذراء” ويديها.
وكانت عناصر داعش “دنست” التمثال، خلال احتلالها قرى سهل نينوى من 2014 إلى 2017.
وقام الحرفيون الخبراء بإصلاح وترميم التمثال، حيث أعادوا له قطعة الرأس، إلا أن الأيدي فقدت.
وقال الأب سمير شير، مدير إذاعة مريم في أربيل، لوكالة الأنباء الإيطالية، إن التمثال لا يزال “بدون أيدي لأن الإرهابيين قطعوها”.
وتابع: “في الأصل كان التمثال بدون رأس أيضا، تم انتشالها وإعادة ربطها؛.. وقد تم الانتهاء من ترميمه”.
وذكرت وكالة الأنباء الكاثوليكية أن بابا الفاتيكان سيقوم بمباركة التمثال خلال القداس في أربيل، قبل أن تتم إعادته في وقت لاحق إلى قرية كرمليس.