يفيد أكثر من أشكال رياضية شاعت منذ زمن طويل
سامان جافيد
يبدو أن المشي لوقت قصير وبخطى “سريعة” كل يوم يخفض خطر الإصابة بأمراض القلب أكثر مما يفعله المشي البطيء لفترة طويلة، بحسب دراسة صدرت نتائجها حديثاً.
فقد تبين أن الأشخاص الذين يمشون بوتيرة أسرع لمدة سبع دقائق يومياً يقلصون المخاطر التي تتهدد قلوبهم بنسبة أكبر ممن يمشون على نحو أبطأ طوال 14 دقيقة.
ووفق الخبراء، يرجع ذلك إلى أن التمارين الرياضية لا تدرأ خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، إن لم تكن شديدة باعتدال.
واستطراداً، حللت الدراسة بيانات خاصة بـ88 ألف شخص ارتدوا على معصم الجهة المسيطرة على الحركة لديهم [اليمين أو اليسار] جهازاً لتتبّع النشاط طوال أسبوع.
ثم جمع الخبراء بيانات حول مقدار النشاط البدني الذي مارسه هؤلاء، مع قياس حجم التمارين لتحديد إن كانت معتدلة أو قوية.
في مرحلة لاحقة، سجّل العلماء عدد الحوادث القلبية الوعائية، من بينها أمراض الشريان التاجي والسكتة الدماغية، التي واجهها المشاركون الذين خضعوا للمتابعة طوال 6.8 سنوات في المتوسط.
في النتيجة، كشفت التحليلات أنه حينما مارس المشاركون مزيداً من التمارين عموماً مع الإبقاء على حجم التمارين التي تتراوح شدتها بين المعتدلة والقوية منها، شهد هؤلاء تحسناً طفيفاً في صحة قلبهم. وحينما ضاعفوا مستويات نشاطهم البدني لكن من دون أي تغيير في حجم النشاط القوي، لم تشهد صحة القلب أي تغيير أيضاً. وفي المقابل، حينما ارتفع مستوى النشاط القوي بـ20 في المئة، تراجع خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 23 في المئة. وأكثر من ذلك، عندما ارتفع مستوى النشاط القوي بـ40 في المئة، تقلص الخطر الذي يتهدد صحة القلب بـ40 في المئة.
واستكمالاً، تشير تلك النتائج التي نُشرت في مجلة “يوروبيان هارت جورنال” European Heart Journal [مجلة القلب الأوروبية]، إلى أن الأنشطة الجسدية من قبيل غسل السيارة أو تنظيف الملابس، التي اعتُبِرَتْ سابقاً تمارين رياضية، ربما لا تنطوي على فائدة في ما يتصل بالوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية.
وكذلك أوضح الباحثون أنفسهم أن معدلات الإصابة بأمراض القلب انخفضت بمقدار 14 في المئة حينما بلغ النشاط البدني المعتدل 20 في المئة من إجمالي النشاط الجسدي، حتى في صفوف مجموعة الأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة بانتظام.
ويعادل ذلك الفارق المرصود المشي السريع لمدة سبع دقائق بدلاً من المشي على مهل مدة 14 دقيقة.
في تعقيبه على نتائج الدراسة، ذكر البروفيسور توم ييتس من “جامعة ليستر” البريطانية، وأحد الباحثين الرئيسين في الدراسة، إن التحليل الذي نهض به وزملاؤه “يؤكد أن زيادة الحجم الإجمالي من النشاط الجسدي يقلص خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية على حد سواء. لكننا وجدنا أيضاً أن القيام بالمقدار الإجمالي عينه من التمارين الجسدية، لكن مع تغييرها لتصبح عالية الشدّة، يعود بفائدة إضافية كبيرة”.
أوضح البروفيسور ييتس أن “النتائج التي توصلنا إليها تدعم توصيات بسيطة خاصة بتغيير السلوك مفادها أن “كل خطوة نقوم بها تكتسي أهمية بالفعل” من أجل تشجيع الناس على زيادة نشاطهم البدني العام، وإذا أمكن يمكن أن يُضاف إلى ذلك أنشطة بدنية معتدلة الشدة”.
وخلص البروفيسور ييتس إلى أن الأمر “يبقى بسيطاً كالاستعاضة عن التنزه على مهل بالمشي السريع. يتوجب اتباع مجموعة متنوعة من الأساليب في تشجيع الأفراد ومساعدتهم على اكتشاف الأنشطة الجسدية الأكثر عملية أو إمتاعاً بالنسبة إليهم”.
© The Independent