د. أسمهان ماجد الطاهر
في ظل كل الظروف والمتغيرات الصعبة ومع زيادة انتشار كورونا بأعداد غير مسبوقة، علينا طرح السؤال التالي هل الجميع ملتزم بتعليمات السلامة من تباعد ولبس الكمامة في الأماكن العامة! لقد أخذ البعض أساليب التشكيك وأدعى البعض أن الأعداد مبالغ فيها وهذا باعتقادي الشخصي بعيد عن الحقيقية، لقد أصبحنا نسمع ونرى معارف وأصدقاء وطلاب زملاء لأبنائنا في المدارس مصابين.
الظرف خطير ولا يحتمل التهكم والاستهتار، لقد بتنا نشعر في الحرج عندما نقول لصديق يومك سعيدا! والسبب أن ذلك بات يأخذ شكل من أشكال عدم التأكد فالجميع بات يشعر بالتوتر وأصبحنا نفتقد إلى العديد من الأنشطة التي اعتدنا على القيام بها.
الفرح بات مبتور ومغلف بالخوف من فقدان السيطرة على الوضع وحدوث ما لا تحمد عقباه. في الموجه الثانية من انتشار كورونا انقسم الناس إلى نوعين البعض تبنى التفكير العقلاني وآخرون تبنوا التفكير العاطفي. أما المجموعة العقلانية فاجتهدوا في اتخاذ احتياطات السلامة من تغذيه صحية ومكملات الفيتامينات المساعدة إضافة إلى الالتزام بإجراءات الوقاية من ارتداء الكمامة والتعقيم وغسل الايدي باستمرار أخذين بالأسباب وأسس الوقائية الاستباقية.
في الجانب الأخر هناك من أخذوا الأمور بلا مبالاة واضحة وتعاملوا مع ما يحدث بسطحية وعدم التزام بإجراءات السلامة. لقد كان ذلك واضحاً ايضاً في الإقبال غير المسبوق الذي شاهدناه في استخدام المطاعم والمقاهي في اليوم الأول لعودتها للعمل فلم نشاهد أي تباعد مقبول بين الطاولات لا في المطاعم ولا في المقاهي، المظهر كان غريب وعجيب تعامل البعض برد فعل عاطفي بعيد عن أي تفكير عقلاني متجاهلين ما يترتب على ذلك.
نحن جميعا في مركبة واحدة أصحاب التفكير العقلاني يحاولون قيادة المركبة بحذر ووفق التعليمات آخذين بعين الاعتبار نتائج عدم الانتباه والتركيز وهذه الفئة تشكل من يديرون أزمة كورونا والملتزمين بقواعد الحذر من المواطنين. بقية ركاب المركبة يجلسون في المقعد الخلقي يصرخون بصوت عالي لتوجيه المركبة إلى حيث يريدون الذهاب. هذا الصوت يمكن أن نعتبره مؤثر سلبي قد يؤدي إلى حادث مروع يوقع ضحايا عديدة.
باختصار الموضوع ليس لعبة على الجميع التحلي بالوعي والإدراك الكافي وإلا فقدنا مسار الأمن الصحي وحدث ما لا تحمد عقباه. الشعوب العربية بالمجمل تحركها العاطفة وكل فرد يريد الحصول على حياة كريمة وصحة وتعليم عالي الجودة ويطمح الجميع إلى التغيير والإصلاح إلا أنني أكاد أجزم أن التغيير الحقيقي الذي ينادى به الجميع لن يحدث ما لم يبدأ كل شخص بتغيير نفسه، بمعنى على كل شخص أن يبدأ بنفسه من حيث احترام النظام والالتزام بالتعليمات ومراعاة المصلحة الجماعية من أجل تحقيق التغيير والإصلاح الذي نتحدث عنه منذ سنوات ومن أجل حفظ النفس البشرية والصحة والسلامة العامة.
Dr.asmahanaltaher@gmail.com