في الوقت الذي كانت فيه مصلحة السجون الإسرائيلية معززةً بقوات عسكرية وشرطية، تنقل أسرى “الجهاد الإسلامي” من سجن جلبوع، الذي فر منه الأسرى الستة فجر الاثنين الماضي، اشتعلت النيران في زنازين سجن النقب الصحراوي، المعروف باسم “كتسيعوت”، ضمن أعمال الاحتجاج التي قام بها الأسرى الفلسطينيون على قرار توزيع أسرى حركة “الجهاد الإسلامي”، وأعمال التنكيل والملاحقة التي تطال الأسرى الفلسطينيين في مختلف السجون
وفي غضون ساعات قليلة، اتسعت رقعة الاحتجاجات إلى مختلف السجون، حيث أحرق الأسرى زنازين عدة. وحدثت أبرز أعمال الاحتجاج في سجن مجيدو، حيث جرت مواجهات بين الأسرى والسجّانين سُكبت خلالها المياه المغلية على وجه أحد رجال الشرطة من قبل الأسير مالك حامد، الذي نُقل إلى زنزانة انفرادية ويُتوقع محاكمته خلال هذا الأسبوع.
وفي سجن عوفر، وقبل أن تصل قوات الجيش والشرطة لإخراج الأسرى وتوزيعهم، هدد الأسرى بالتمرد مع خروج أول سجين من غرفته، ما أدى إلى التراجع وعدم دخول هذا السجن.
وبحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين، فإن “قسم 6” في سجن النقب تعرض لهجمة بشعة، إذ اقتُحِم من قبل وحدات خاصة مدججة بكل أنواع الأسلحة والكلاب البوليسية، ومدعمة بعدد كبير من الجنود الذين تم استدعاؤهم بشكل عاجل من قاعدة عسكرية قريبة.
وكانت إسرائيل نقلت أكثر من 400 أسير من سجن جلبوع، في محاولة لعدم إبقاء مجموعات منهم في السجن ذاته خشية التخطيط المشترك لأعمال داخل السجون. وكبّل الجنود أيدي وأرجل الأسرى، وألقوهم خارج السجن بعد الاعتداء بالضرب المبرح عليهم، حتى جاء الرد بإحراق الزنازين، فتوقفت مصلحة السجون عن نقل الأسرى وتراجعت عن ممارسة عنفها والتنكيل بالأسرى، خشية أن تنتقل المعركة الأمنية في إسرائيل من خارج السجون بحثاً عن الأسرى الفارين إلى داخلها. فوفق عمليات سابقة شبيهة، فإن أي تصعيد داخل السجون ينتقل إلى الميدان وتتسع المواجهات لتصبح مواجهات عامة بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، وهذا ما لا تريده إسرائيل، في الأقل في الوقت الحالي، طالما لم تصل إلى الأسرى الستة الهاربين