عُثر على رُفات نحو 20 ألف شخص في مدينة “أوديسا”، جنوب أوكرانيا، حيث تتواصل أعمال حفر في موقع يعتقد أنه مقبرة جماعية لضحايا إرهاب ستالين، بحسب ما أعلن مؤرخون، الاثنين، 30 أغسطس
وتفيد تقديرات بأن عظام ما بين خمسة آلاف و20 ألف شخص مدفونة في الموقع، ما يجعلها واحدة من أكبر المقابر الجماعية التي تم اكتشافها في أوكرانيا حتى الآن، وعثر على هذه الرفات خلال الشهر الجاري قرب مطار أوديسا بعد أن بدأت أعمال استكشافية في إطار خطط لتوسيعه.
وقال المؤرخ المحلي أولكسندر بيبيش لصحافيين في الموقع الذي كان حتى وقت قريب مكب نفايات، “حتى اليوم تم اكتشاف 29 قبراً، والجثث مدفونة في طبقات عدة”. وأضاف، “يمكننا في الواقع أن نرى بوضوح خمس طبقات على الأقل
ويعتقد المؤرخون أن هؤلاء الأشخاص أعدموا في ثلاثينيات القرن الماضي، المرحلة التي عرفت باسم “حملة الرعب الكبيرة” لستالين
وأشارت عالمة الآثار تيتيانا سامويلوفا كبيرة المستشارين في الموقع إلى طريقة إعدام هؤلاء. وقالت، “حفروا حفراً في القمامة وألقوا بهؤلاء الأشخاص، أو قتلوهم بالرصاص أثناء وقوفهم هناك”. وأضافت وهي تقف بجانب عشرات القبور التي تم وضع علامات عليها، “قاموا بعد ذلك بتغطيتهم بالقمامة نفسها”.
وذكرت إحدى مجموعات البحث أن الأمر تطلب 400 شاحنة لإزالة الطبقة العليا من القمامة
وأوضح رئيس بلدية “أوديسا”، غينادي تروخانوف، أنه “عندما نقوم بإخراج الجثث سنقرر ما سنفعله هنا. نخطط بالطبع لإقامة نصب تذكاري”.
وكانت حفر جماعية اكتشفت في هذه المنطقة في السنوات السابقة.
ولا تزال جنسيات السجناء والجرائم التي حكم عليهم بالإعدام بسببها غير معروفة، ويقول مؤرخون إنه تم سجن أو إعدام مئات الآلاف من الأوكرانيين في معسكرات خلال فترة القمع الستاليني
ومن بين أشهر مواقع الإعدام، غابة قرب قرية “بيكيفنيا” في ضواحي العاصمة كييف، حيث دفن عشرات الآلاف من الضحايا في 1937-1941.
ومات الملايين من الأوكرانيين في المجاعة الكبرى التي حدثت في 1932-1933 أيضاً، والتي تعتبرها كييف إبادة جماعية دبرها ستالين