أظهرت النتائج الرسمية لانتخابات مجلس الأمة الكويتي، الأربعاء، 7 يونيو/حزيران 2023، حدوث تغيير محدود بلغت نسبته 24%، بينما حصلت المعارضة على أكثر من 35 مقعداً، وقالت وسائل إعلام محلية إن نسبة المشاركة تجاوزت 50% في معظم الدوائر الانتخابية الخمس.
تأتي هذه الانتخابات بعد حكم المحكمة الدستورية في مارس/آذار الذي أبطل انتخابات سبتمبر/أيلول الماضي، وأعاد برلمان 2020، الذي كان ولي العهد أمر بحله العام الماضي، بعد أزمة سياسية طاحنة بين نواب المعارضة وحكومة الشيخ صباح الخالد الصباح آنذاك، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
رغم أنّ نسبة المشاركة في انتخابات مجلس الأمة الكويتي أضعف من نظيرتها في الانتخابات السابقة، فإنها جاءت عكس المخاوف السائدة قبل موعد الانتخابات من عزوف الناخبين عن التصويت، في ظل حالة الامتعاض من تكرار مشهد الانتخابات في الكويت للمرة الثالثة خلال عامين ونصف العام فقط.
بدأت عملية الاقتراع، التي دامت 12 ساعة متواصلة، الثلاثاء، الساعة 8 صباحاً، واستمرت حتى 8 مساء، بتغيير بواقع 6% فقط، حيث فضّل 3 أعضاء من مجلس 2022 عدم خوض هذه الانتخابات، وهم خليل أبل وعمّار العجمي في الدائرة الثالثة، ويوسف البذالي في الدائرة الرابعة.
بينما دخل 12 عضواً جديداً إلى تركيبة البرلمان، منهم 10 وجوه جديدة تدخل مجلس الأمة لأول مرة، وبلغت نسبة التغيير الأقل في الدائرة الأولى بواقع 10%، ثم في الدائرة الثالثة والدائرة الخامسة بالتساوي بواقع 20%، وبعدهما في الدائرة الثانية بواقع 30%، بينما كانت أعلى نسبة تغيير من نصيب الدائرة الرابعة بواقع 40%.
فيما حصل القبليون بعد انتخابات مجلس الأمة الكويتي على نصيب الأسد من مقاعد البرلمان بواقع 23 مقعداً من أصل 50، كما هو سائد في معظم الانتخابات الكويتية خلال العقود الثلاثة الماضية، والجزء الأكبر من هؤلاء خاضوا الانتخابات كأفراد مستقلين لا ينتمون إلى تيارات سياسية، حيث يضمن تحدرهم من القبائل التي تمتلك كتل تصويت كبيرة في مختلف الدوائر حجز مقعد في مجلس الأمة.
كان أبرز من عاد إلى البرلمان من مجلس 2022 المنحل عرّاب العمل البرلماني منذ سبعينيات القرن الماضي أحمد السعدون، الذي من المُرجح أن يعاد معه سيناريو التزكية على منصب رئيس مجلس الأمة، كما في المجلس الأخير بعد ترشحه وحيداً، بفضل الإجماع الذي ما زال قائماً عليه من قِبل المعارضة، وفق ما ذكره موقع “العربي الجديد”.
تفوق الغانم في انتخابات مجلس الأمة الكويتي
كما نجح رئيس مجلس الأمة السابق مرزوق الغانم، العائد بقوة إلى المشهد السياسي، بالظفر بالمركز الأول في الدائرة الثانية بـ6661 صوتاً، بعدما اتخذ “قراراً مرحلياً” بعدم الترشح في الدورة الماضية من انتخابات مجلس الأمة الكويتي، عقب تشكيله تحالفاً مع رئيس مجلس الوزراء السابق، الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، وكان حلّ مجلس 2020 رفضاً رسمياً له.
بينما نشر الغانم مقطعي فيديو على صفحته الرسمية بتويتر احتفالا بفوزه في انتخابات مجلس الأمة الكويتي، بتعليق قال فيه: ” الحمدلله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه. اللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا، ولك الحمد حتى يبلغ الحمد منتهاه.. شكراً لأهلي وعزوتي أبناء الدائرة الثانية ثقتكم تاج على راسي”.
المعارضة التي حققت انتصاراً كاسحاً في هذه الانتخابات، شهدت هي الأخرى مفاجآت غير متوقعة بخسارة عدد من أعضائها الذين مثّلوا صفها الأول في الإطاحة برئيس مجلس الوزراء السابق الشيخ صباح الخالد، وهم ثامر السويط ومرزوق الخليفة في الدائرة الرابعة، والصيفي مبارك الصيفي في الدائرة الخامسة.
فيما تراجعت مقاعد المرأة من مقعدين في المجلس المنحل، إلى مقعد واحد في هذه الانتخابات، بعد فشل عالية الخالد في الحفاظ على مقعدها عن الدائرة الثانية، بينما جاءت الوزيرة السابقة جنان بوشهري في المركز السادس في الدائرة الثالثة بـ5048 صوتاً.
تجدر الإشارة إلى أن الكويت تتكون من 5 دوائر انتخابية، لكل دائرة 10 نواب، حيث يفوز المرشحون الذين يحصلون على المراكز العشرة الأولى في كل دائرة في انتخابات مجلس الأمة الكويتي بعضوية البرلمان.