المشي 10 آلاف خطوة كل يوم قد لا تساعدك في إنقاص الوزن

التمارين الرياضية وحدها ليست الطريقة الأشد فاعلية للتخلص من الكيلوغرامات الزائدة

تشلسي ريتشل


خلال السنوات القليلة الماضية، راجت نظرية مفادها بأن مفتاح الصحة وفقدان الوزن يكمن في المشي 10 آلاف خطوة يومياً [أي قطع ثمانية كيلومترات، أو ساعة و40 دقيقة سيراً على القدمين]، بل نالت شعبية وانتشاراً واسعاً.

ولكن، وفق دراسة تناولت هذه المسألة، لن يقف [السير 10 آلاف خطوة يومياً] سداً أمام زيادة الوزن، ولن يقود إلى خسارة الكيلوغرامات الزائدة.

تولى باحثون من قسم “علم التمارين” في “جامعة بريغهام يونغ” الأميركية، بالتعاون مع زملاء لهم من قسم “علوم التغذية والنظم الغذائية والغذاء”، تنظيم دراسة شاركت فيها طالبات من السنة الجامعية الأولى، سعت إلى التحقق من قدرة المشي لآلاف الخطوات على صنع فارق بالفعل في خسارة الوزن.

في جزء من الدراسة، تابع الباحثون 120 طالبة على مدى الأشهر الستة الأولى لهن في الكلية. وواظبت المشاركات على احتساب عدد خطواتهن خلال التجربة بعد توزيعهن على ثلاث مجموعات، قطعت الأولى منها 10 آلاف خطوة، والثانية 12 ألفاً و500 خطوة، والثالثة 15 ألف خطوة، وذلك طيلة ستة أيام في الأسبوع طوال 24 أسبوعاً.

بالإضافة إلى تسجيل عدد الخطوات، تتبع الباحثون أيضاً الحصص اليومية التي تناولتها الطالبات من السعرات الحرارية، وقاسوا أوزانهن بانتظام.

ورد في النتائج التي نُشرت في مجلة “جورنال أوف أوبيسيتي” Journal of Obesity، أن عدد الخطوات لم يساعد الطالبات في عدم اكتساب الوزن، حتى ضمن الفئة التي قطعت 15 ألف خطوة يومياً.

في المقابل، وجد الباحثون أنه في نهاية المدة المرصودة للدراسة، ازداد وزن الطالبات 3.5 رطل (ما يساوي 1.588 كيلوغرام) في المتوسط، علماً أنه الوزن الذي يكتسبه الطلاب عادة خلال السنة الأولى لهم في الكلية، وفق دراسات سابقة.

“جاء عدم التراجع في اكتساب الوزن بين مجموعات الطالبات كمفاجأة، نظراً إلى أن النشاط البدني ازداد تدريجاً مع كل توصية متصلة بالخطوات، والنشاط البدني يزيد كمية الطاقة التي ينفقها الجسم، ويغير توازن الطاقة في الجسم“، [المتمثل في توازن السعرات الحرارية المستهلكة عبر الأكل والشرب مقارنة بالسعرات الحرارية المحروقة من طريق النشاط البدني]، بحسب الباحثين.

في الاستنتاجات الواردة، خلص بروس بيلي، الباحث الرئيس في الدراسة، وبروفيسور في علوم التمارين في “جامعة بريغهام يونغ”، إلى أن “التمارين الجسدية وحدها ليست دائماً الطريقة الأكثر نجاعة لفقدان الوزن”.

وأضاف “احتساب عدد خطواتك، ربما يعود عليك بالنفع في ما يتصل بزيادة نشاطك البدني، غير أن دراستنا أظهرت أن ذلك لن يترجم إلى الحفاظ على وزن الجسم أو عدم اكتساب كيلوغرامات إضافية”.

وفي المقابل، لاحظ الباحثون أن العدد الأكبر من الخطوات ترك في المجمل وقعاً إيجابياً شاملاً في “نماذج النشاط البدني” لدى الطالبات، وذكروا أنه “ربما يطرح فوائد أخرى عاطفية وصحية”.

ووفق البروفيسور بيلي، “تتمثل أكبر فائدة للخطوات الموصى بها في إبعاد الناس عن نمط الحياة الخامل. وعلى رغم أن المشي لن يحول بمفرده دون زيادة الوزن، يبقى السير خطوات إضافية الخيار الأفضل بالنسبة إليك دائماً”.

استطراداً، يذكر أن دراسات سابقة تناولت المنافع التي يشتمل عليها السير على القدمين 10 آلاف خطوة في اليوم، ووجدت أن هذه الطريقة لا يمكن أن تؤثر في وزن الجسم، في حين أن التمارين الرياضية القوية تكون أكثر فائدة غالباً.

نشر هذا المقال للمرة الأولى في يناير 2021

ظهر في “اندبندنت” بتاريخ 10 أكتوبر 2022

© The Independent