قراءة في مقابلة جلالة الملك مع CNN

د. أسمهان ماجد الطاهر

الحكمة وبعد النظر، استقراء المستقبل، اللجوء إلى طاولة الحوار والحلول الوسط والتوافق السياسي، عناوين ومبادئ واضحة يمكن قرأتها بين سطور نص مقابلة جلالة الملك عبد الله الثاني مع شبكة CNN.الملك عبد الله الثاني، خلال اللقاء تحدث عن القضية الفلسطينية فقال؛ علينا إن نعيد الجميع إلى طاولة الحوار، لإعادة إطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقال في معرض حديثة حول حل الدولتين، أن الأردن هو الأردن، بمجتمع مختلط من خلفيات عرقية ودينية مختلفة، وًالفلسطينيون يريدون أراضيهم، ورايتهم ليرفعوها فوق بيوتهم.وفي اللقاء تحدث جلالته عن القمة التي عقدها مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، فقال؛ لقد كنت سعيدا جدا لرؤيته في البيت الأبيض.وفي إطار الرد على السؤال الذي كان حول اختلاف سياسات الرئيس بايدن عن سياسات الرئيس ترامب قال جلالة الملك عبد الله الثاني: إن المسألة لا تتعلق بسياسة مختلفة وإنما بطبيعة الخطط المطروحة.

وأضاف جلالته أن التحدي هو بناء خطط بصورة توجه المنطقة نحو الاتجاه الصحيح، في ظل التحديات المختلفة التي يواجهها الشرق الأوسط.مُضِيفًا جلالته؛ تربطني علاقة قوية جدا مع جميع الرؤساء، وهذا لأن والدي علمني أن أحترم منصب الرئيس كرأس للدولة، ولطالما كانت مباحثاتي في الشأن السياسي مثمرة ومبنية على الاحترام المتبادل والتفاهم.

وأضاف جلالته؛ عندما ننظر إلى الأزمات حول العالم، في هذا الزمن، يجب عدم النظر إليها بشكل منعزل دون فهم المسيرة التي خاضها بلد مثل الأردن، فالأعوام الماضية، شهدت عدم الاستقرار في المنطقة، والحروب، وأزمة اللاجئين، وفيروس“ كورونا”. وقد مر علينا عدد من الشخصيات التي عادة ما تستغل إحباط الناس ومخاوفهم لتحسين سبل معيشتهم، للدفع بأجندات خاصة.

وقد تحدث جلالته أيضا في اللقاء حول ما سمى بقضية الفتنة فقال؛ نحن نتعامل مع هذا الملف كشأن محلي.

ولن يساعدنا في الأردن توجيه أصابع الاتهام للآخرين، فهناك ما يكفي من تحديات في المنطقة، ونحن نحتاج للمضي إلى الأمام. ولطالما كان نهج الأردن هو النظر للمستقبل.

وفي المقابل تحدث جلالته عن المئوية الأردنية فقال: “نحن نحتفل بمئوية تأسيس الدولة الأردنية. وإذا نظرت لتاريخ بلدنا ولجميع الصدمات التي تعرض لها، ومعظمها صدمات خارجية، ستجد أنه من المدهش أن الأردن لا يزال الأردن، وذلك باعتقادي يعكس صمود الأردنيين”.وأضاف جلالته “نحن نعيش في منطقة صعبة، ويجب أن ننظر إلى النصف الممتلئ من الكأس عندما نستيقظ كل صباح”.

لقد أكد جلالته بأنه مهما بلغت صعوبة التحديات، باستطاعتنا التوافق.وبالنتيجة بالرغم من التحديات العديدة المحيطة إلا أن الأردن استطاع التعامل مع سياسات المنطقة بحنكة قائده الذي يؤمن في توحيد الشعوب والتوفيق بينهم، وهو ما ورثه جلالته عن أبيه، وأجداده وما سيورثه بعد طول سنين إلى أبناءه.

وقد ختم جلالته اللقاء بالحديث عن مدينة الصلاة القدس فقال؛ سيستمر دوري ودور ابني في محاولة جعل مدينة القدس، مدينة للأمل والسلام، ولتكون مدينة تجمع الناس.حمى الله جلالة الملك عبد الله الثاني فخرًا للأردنيين فما يمتلكه من معرفة، ومن خبرة بالوقائع والأحداث، يتجسد في رُؤيتَه للواقع، وفي معالجته لمختلف القضايا ببصيرة وحكمة. حمى الله الأردن وطناً وملكاً وشعبا