د. أسمهان ماجد الطاهر
لقد كان جلالة الملك عبد الله الثاني أول زعيم عربي يزور البيت الأبيض منذ تولى بايدن منصبه. إن زيارة جلالته للبيت الأبيض كانت “إعادة تأكيد للعلاقة الوثيقة الفريدة بين البيت الأبيض والأردن” التي سادت مع كل رئيس للولايات المتحدة الأمريكية عبر السنوات الماضية.
التقى الزعيمان في البيت الأبيض، وقد بدأ الرئيس بايدن بالترحيب في جلالة الملك عبد الله الثاني والإشادة بدوره في مواجهة التحديات والصراعات في الشرق الأوسط ووصف جلالته بأنه “صديق مخلص ولائق”.تعتبر الزيارة الملكية مهمة ليس للأردن فقط بل للبحث العديد من القضايا المتعلقة في الشرق الأوسط، فقد تناولت القمة جميع الملفات التي يود الأردن طرحها.
وأكد جلالة الملك أن الحفاظ على مصالح الأردن العليا هو دائما الغاية والهدف.الولايات المتحدة تدرك دور الأردن المحوري وترى فيه أفضل ممثل لقضايا المنطقة وصوت العقل فيها.وقد عكست زيارة الملك عبد الله الثاني إلى واشنطن- كأول زيارة يقوم بها زعيم عربي مع الرئيس الأمريكي جو بايدن- أهمية عمان السياسية ومركزية دوره ومواقفه حيال المشاكل الأكثر تعقيدًا في الشرق الأوسط، من العراق إلى سوريا إلى فلسطين.
على مدار التاريخ، كان الموقف السياسي للأردن تجاه القضايا المتأججة في المنطقة يعكس مزيجًا من الفهم الدقيق للمواقف الأمنية والاقتصادية والسياسية، مما جعل الأردن يحظى بحضور قوي في الولايات المتحدة.إن جلالة الملك عبد الله الثاني كان دائما يؤكد إن الأردن يسعى لتقديم الحلول بالتعاون مع الأشقاء العرب والمجتمع الدولي.لقد كان الاجتماع فرصة لمناقشة العديد من التحديات في الشرق الأوسط وقد ساهم في إبراز دور الأردن القيادي في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.وقد تم التطرق في اللقاء إلى العلاقات القائمة بين البلدين منذ فترة طويلة قبل التوجه إلى محادثات حول مجموعة من القضايا الإقليمية.وقد التقى جلالة الملك خلال الزيارة مع كبار المسؤولين في الإدارة.
قيادة الكونجرس أعضاء لجان القوات المسلحة والعلاقات الخارجية ومجلس الشيوخ؛ وأعضاء لجنة الشؤون الخارجية واللجنة الفرعية للدولة والعمليات الخارجية والبرامج، بالإضافة إلى مراكز الأبحاث الأمريكية.وقد رافق جلالة الملك عبد الله، ولي العهد الأمير حسين، وقد قال جلالته إن الرئيس بايدن حرص على الاستماع إلى سمو الأمير الحسين وأبدى اهتماما كبيرا به، حيث تحدث ولي العهد عن قضايا الشباب، وحرص الأردن على توفير الفرص لتمكينهم.
الملك عبد الله الثاني يثبت للمجتمع الدولي من جديد بأنه وبالرغم من التحديات التي تحيط بالمنطقة ورغما عن كثافة الأحداث في السنوات ال 21 الماضية- من الحروب، والهجمات الإرهابية، والصراعات الإقليمية، وموجات اللاجئين، والأزمات المالية- بقي الأردن ثابتا في وجه التحديات ومعتدلا في موافقة.من الجانب الأمريكي بدا من الواضح الإدراك بأن التدهور الاقتصادي المستمر سيدفع المملكة إلى دوامة تزيد من سوء الأزمات وتحول دون نجاح جهود الإصلاح مما بدوره سيؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار الاقتصادي.
وقد صرح مسؤول في البيت الأبيض خلال الزيارة الملكية إن إدارة بايدن تعتزم تعزيز “الفرص الاقتصادية التي ستكون حيوية لمستقبل مشرق في الأردن”.لقد وصف جلالة الملك عبد الله الثاني الزيارة بأنها واحدة من أنجح الزيارات إلى الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن لقاء القمة حمل العديد من الرسائل الإيجابية من الرئيس بايدن، حول استعداد الولايات المتحدة لتقديم كل أشكال المساعدة المطلوبة للأردن.زيارة ملكية مثمرة وهادفة بكل المقاييس ضمنت للأردن المحافظة على مكانته الدائمة المتميزة مع الولايات المتحدة الأمريكية، والشرق الأوسط. حمى الله الأردن
a. altaher @ youthjo. com