اختارت السلطات الاردنية نخبة محدودة من أعضاء لجنة الحوار الوطني التي شكلها الملك عبد الله الثاني مؤخرا لوضعها بصورة تصور الخطوات التالية والهدف الأعمق والابعد للوثيقة المرجعية التي ستصدر عن اعمال اللجنة .
ويفترض ان يلتقي الملك أعضاء اللجنة في لقاء تعارفي افتتاحي الاثنين فينما ستجري ادارة التشريفات الملكية الترتيبات اللازمة بما في ذلك الفحوصات الفايروسية لجميع أعضاء اللجنة وعددهم 92 عضوا اعتبارا من ظهر الاحد .
ويعتقد بان الملك قد يلقي خطابا افتتاحيا توجيهيا في اول لقاء جماعي تعقده اللجنة يتضمن دعما واسنادا لأعمال اللجنة والتأكيد على الالتزام المرجعي بما ستقرره اللجنة من مخرجات .
لاحقا قد يلقي رئيس اللجنة سمير الرفاعي خطابا خاصا بعد الكلمة الملكية التوجيهية .
ولم تعرف بعد الحيثيات والمعايير التي ستعتمد في ادارة الحوار بسبب العدد الضخم لأعضاء اللجنة مع ان التكليف الملكي يتعلق حصريا بمراجعة ثلاثة تشريعات وقوانين فقط واجراء تعديلات عليها تحت عنوان برنامج تحديث المنظومة السياسية للدولة .
الية العمل لم تتضح بعد لكن الانطباع الاولي ان اللجنة العريضة قد تنقسم الى لجان فرعية متعددة .
ويعني ذلك في حال حصوله ان عضو اللجنة لن يستطيع الادلاء برأيه في كل المسارات وان الحاجة ستكون ملحة للتركيز على الاختصاص قدر الامكان في توزيع الاعضاء على اللجان الفرعية والملفات حيث سيتم اختيار مقرر لكل لجنة .
ومن المرجح ان آلية العمل والحوار ستكون معقدة وصعبة خصوصا وان الرهان كبير وقد خضعت اللجنة قبل تشكيلها الى عملية منهجية ترفع من سقف التوقعات في اصلاحات بمسارات متوازية .
ويخطف قانون الانتخاب الجديد الاضواء اكثر من غيره حيث يعتقد بان الزحام سيكون شديدا بين الاعضاء على اللجنة الفرعية التي ستتولى ملف قانون الانتخاب ، الأمر الذي سينتج عنه تحديات في تنظيم وادارة الحوار .
وما تم تسريبه حتى الآن من قبل مسؤولين بارزين في الدولة والحكومة هو تصور مسودة قانون ونظام انتخابي جديد يمكن ان يعرض على اللجنة اختصارا للوقت والجهد .
والمقترح الذي تسرب هنا على الاقل من مسؤولين معروفين هو احتمالية عرض صيغة نظام انتخابي جديدة تنص على تقليص عدد اعضاء مجلس النواب الى 120 عضوا وتقسيم المقاعد حسب الوصفة المسربة الى 80 مقعدا توزع على 80 دائرة انتخابية فردية على مستوى المملكة اضافة الى 40 مقعد تخصص لقائمة وطنية نسبية مفتوحة بمعنى صوتين في الانتخابات لكل مواطن اردني .
تلك وصفة قيد التسريب الآن وبعض الاقتراحات تحاول العودة الى صيغة عام 1989 او صيغة ثلاثة اصوات لكل مواطن .
بكل حال سيخطف قانون الانتخاب كل الأضواء .
اما على مستوى الايحاء السياسي الذي شرح لبعض اعضاء اللجنة من المحظوظين والمحظيين فتم رفع سقف السيناريو والتوقعات وابلغ موظفون بارزون هنا عدة اعضاء باللجنة الرهان عليهم في التحريك والمناورة بان برنامج عمل اللجنة يبدأ فقط بمراجعة ثلاثة تشريعات هي الانتخاب واللامركزية والتعدية الحزبية لكنه قد لا يقف عند هذه الحدود .
والوصفة المقترحة بالنتيجة هي ان مخرجات اللجنة يفترض ان تؤدي الى تعديلات دستورية لاحقا تبدأ بتشكيل نواة دستورية تسمح بآلية جديدة لتفعيل برنامج حكومة اغلبية برلمانية بمعنى تفعيل متدرج لمبدأ تداول السلطة بعد الان.
والاقتراب اكثر من اشارات سبق ان وردت في احدى الاوراق النقاشية الملكية بعنوان خطوة محسوبة نحو اتجاه خليط يشكل خطوة اولى بمسار الملكية الدستورية على ان تكتمل هذه الخطوات لاحقا بعد نضوج تجارب الأحزاب .
سمع فقط بعض اعضاء اللجنة هذه التحفيزات وطبعا بصورة غير رسمية .
راي اليوم – خاص