التهديد بـ”إطلاق رصاصة على جبين الملك” وقبل ذلك بـ”حرق عمان” هو ما تبقى فقط في التراث القصير لعضو البرلمان الأردني المفصول أسامة العجارمة صاحب مبادرة الزحف العشائري والتي انتهت الآن بحكم اعتبارات التصعيد اللفظي له ولأنصاره إلى قضية تستوجب ليس فقط المعالجة الأمنية بل المطاردة القانونية.
يمكن ببساطة تلمس تركيز بعض الكتاب ومنابر الإعلام المقربة من السلطات على تلك التفوهات أو المخالفات الجسيمة التي ارتكبها النائب العجارمة وبعض أنصاره على مدار أسبوعين مما أدى إلى فصله وقد يستوجب لاحقا إلقاء القبض عليه.
أنتج العجارمة النائب صخبا كبيرا لا تستطيع حتى قبيلته تحمل تبعاته عندما رصد يهدد بقطع رأس من يعيق مسيرته وعندما أعلم جمهوره المتحمس بأنه كان يفضل إطلاق رصاصة على جبين الملك في مشهد بالتأكيد خارج المألوف الأردني وخارج تراثيات العشائر.
النواب الذين رفضوا التصويت لفصل العجارمة بعد ما سماه رئيس مجلس النواب عبد المنعم العودات بـ”تفوهات غير مقبولة“ أصبحوا في دائرة الضغط من أجل تبرير موقفهم لا بل اتهامهم أحيانا، الأمر الذي ظهر مع النائب الإسلامي الشاب ينال فريحات وهو يعلم جمهوره بعد ظهر الإثنين بأنه سيشرح بالتفصيل ما حصل والرأي والموقف بالنسبة لكتلة الإصلاح البرلمانية الإسلامية.
ضربة أخرى تلقاها النائب السابق الآن العجارمة تم تدوينها وترويجها على نطاق واسع وتمثلت في شريط الفيديو الذي أصدره زعيم عشائري من شرقي البلاد وبعنوان “لا يا أسامة لهون بكفي”
ضربة أخرى تلقاها النائب السابق الآن العجارمة تم تدوينها وترويجها على نطاق واسع وتمثلت في شريط الفيديو الذي أصدره زعيم عشائري من شرقي البلاد وبعنوان “لا يا أسامة لهون بكفي”.
الشيخ فواز الخريشا ظهر في شريط فيديو معلنا أنه سبق أن أيد النائب أسامة العجارمة لكن لا يستطيع الاستمرار في هذا التأييد لأن العجارمة نفسه قال لشركاء في الحراك العشائري بأن القيادة “عجرمية” حصرا.
هنا تحديدا أعلن الشيخ فواز: لقد كنت من الذين فزعوا للعجارمة لكنه خرج عن النص وأعلن أن القيادة للعجرمي وأقول له الآن بأن هذا غير صحيح فالقيادة هاشمية وليست عجرمية.
ساهم في الأثناء التصعيد الكبير للنائب المفصول في تفريق الناس من حوله ومسيرته تقول بوضوح الآن بأنه على الأرجح في طريقه للخضوع الآن للقانون.
لكن فيما فصل النائب من موقعه في جلسة طارئة لمجلس النواب برزت إشكالية أخرى تحت القبة فقد زعم النواب الإسلاميون بأن زميلا لهم ومن فرط حماسه ضد العجارمة أبلغهم بأنه “سيدعس على الدستور من أجل جلالة الملك”.
حسب النائب ينال فريحات قيلت هذه العبارة لزميله صالح العرموطي والضجيج تواصل بين النواب بعد سعي الإسلاميين وغيرهم لدفع الأمور باتجاه التوقف عند هذه المقولة والضجة التي أثارتها علميا بأن النائب الذي أثارته عبارة الدعس على الدستور من أجل الملك وهو جعفر ربابعة نفاها زاعما أنها أخرجت عن مضمونها أيضا وسياقها مشيرا إلى أنه تحدث عن “القفز على الدستور وليس الدعس عليه”.
المهم أن العجارمة المفصول يترك وراءه عدة ألغام ومفخخات تثير الجدل فيما الاحتقان الأمني في منطقته الانتخابية لا يزال سيد الموقف.
القدس العربي