“صناعة يقدّر حجمها بمليارات الدولارات تدعم اقتصادات بلدان استوائية عدة وتوفر مداخيل لـ 100 مليون مزارع”
قد يتيح البن من نوع “كوفيا ستينوفيلا” النادر والمنسي ضمان مستقبل إنتاج البن العالي الجودة، إذ يُعتبر أفضل نوعية بكثير من نوعَي “روبوستا” و”أرابيكا” المقاومتين للاحترار، وفقاً لدراسة نشرت الاثنين، 19 أبريل (نيسان).
وعلى الرغم من وجود 124 نوعاً من أشجار البن المعروفة، يعتمد العالم على اثنين فقط منها في الاستهلاك، هما “أرابيكا” ذات جودة الطعم العالية و”روبوستا” الذي يعتبر أقل شأناً بكثير.
23 درجة مئوية
لكن نوع “أرابيكا” الذي ينبت في إثيوبيا وجنوب السودان ويُزرع في حرارة تبلغ نحو 19 درجة مئوية أكثر عرضة للاحتباس الحراري من “روبوستا” الذي يُزرع في ظل 23 درجة مئوية، وأوضحت الدراسة التي نُشرت في دورية “نيتشر بلانتس” أن النوع الذي أعيد تسليط الضوء عليه وهو “كوفيا ستينوفيلا” يتحمّل ست درجات مئوية أكثر من “أرابيكا”.
وقال معدّ الدراسة آرون ديفيس من “رويال بوتانيك غاردنز” في كيو في إنجلترا، إن إنتاج البن “صناعة يقدّر حجمها بمليارات الدولارات تدعم اقتصادات بلدان استوائية عدة وتوفر مداخيل لـ 100 مليون مزارع”، وشدد على أهمية “إيجاد نوع من البن يناسب درجات حرارة أعلى وله مذاق جيد”، معتبراً أن “هذا النوع قد يكون ضرورياً لمستقبل البن العالي الجودة”.
نباتات برية
وأعاد فريقه عام 2018 اكتشاف “كوفيا ستينوفيلا” في سيراليون، علماً أن اي نباتات برية من هذا النوع لم تُرصَد منذ عام 1954. وتعاون ديفيس مع المركز الفرنسي للتعاون الدولي في البحوث الزراعية من أجل التنمية الذي نفذ التحليل “الحسي” باستخدام حبوب قطفت من الحقول وحفظت في جزيرة ريونيون، وأجري تذوّق أعمى شارك فيه خبراء كثر.
وقالت دلفين ميوليه من المركز الفرنسي لوكالة الصحافة الفرنسية إن جميع الخبراء وجدوا القهوة المعدّة بهذا النوع من البن “مختلفة” عما يعرفونه، ولاحظوا أنه يتميز بنكهة نباتية، ومعها “مذاقات الورد والبيلسان والليتشي مثل أفضل أرابيكا”، وأضافت، “كانت العينة نادرة جداً إلى درجة أننا لم نتمكّن حتى من جعل الفريق بأكمله يتذوقها”.
بيئات مختلفة
وعما إذا كان يمكن زراعة هذا النوع وتحت أي ظروف، قالت ميوليه، “سنختبره في بيئات مختلفة لنرى إمكاناته الزراعية في الحقول”، مشيرة إلى أنه ينمو في الظل، وهو عنصر مهم يتيح الجمع بين مزارع البن والغابات، ولاحظت أن احتمالات إنتاج البن من هذا النوع وطرحه في الأسواق كبيرة، مشيرة إلى أن الشركات المصنعة أبدت اهتماماً بالانضمام إلى هذه الدراسات، وتوقعت أن يستغرق الأمر بعض الوقت، آملة في “بدء استهلاك هذا البن في غضون خمس سنوات”.