واجه الطبيب جورج تيندال مئات الاتهامات بالاعتداء على مريضات منذ 1990
وافقت جامعة جنوب كاليفورنيا (يو أس سي) في لوس أنجليس على دفع تعويضات تفوق قيمتها مليار دولار للمدعيات على طبيب متهم بالاعتداء الجنسي على مئات النساء خلال فحوص طبية نسائية في حرم الجامعة مقابل وقف الملاحقات المدنية.
أضخم اتفاق رضائي
وأشاد محامو الضحايا المفترضات بما وصفوه بأنه “أضخم اتفاق رضائي عن انتهاكات جنسية في تاريخ الجامعات الأميركية”. كما وجه بعضهم انتقادات لاذعة إلى جامعة “يو أس سي” المتهمة بالتغاضي عن انتهاكات الطبيب جورج تيندال حفاظاً على سمعتها.
وقالت مدعية، طالبة عدم كشف اسمها خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت، إن “الممرضات اللواتي كن أحياناً حاضرات خلال الفحوص كن يشحن بوجوههن حرفياً”.
وصادقت محكمة في لوس أنجليس، الخميس، على اتفاق رضائي ينص على دفع 852 مليون دولار لأكثر من سبعمئة ضحية مفترضة. واعتبرت الجامعة أن هذا الاتفاق “منصف وعقلاني”.
ويضاف هذا المبلغ إلى اتفاق سابق بقيمة 215 مليون دولار جرى التوصل إليه سنة 2018 في إطار دعوى جماعية رُفعت على المستوى الفيدرالي، وشاركت فيها أكثر من 16 ألف مريضة سابقة للطبيب النسائي.
وقالت شركة “مانلي، ستيوارت آند فينالدي” للمحامين التي تمثل 234 امرأة في القضية، إن حجم الاتفاق الرضائي الموقع الخميس، الذي يقدم في المعدل 1.2 مليون دولار لكل مدعية، “يشهد على الأضرار الهائلة اللاحقة بموكلاتنا جراء الأفعال المنحرفة لجورج تيندال”.
وأضافت الشركة، “هذا الأمر يكشف الكثير عن ذنب (يو أس سي) التي وظفت تيندال على مدى ثلاثين عاماً، متجاهلة سيل الشكاوى والأدلة عن ارتكاباته”.
الاتهامات بالاعتداء الجنسي
وقال المحامي جون مانلي، خلال مؤتمر صحافي، “فليكن ذلك واضحاً (يو أس سي) ومسؤولوها كانوا على علم بذلك، البيانات الصحافية التي نشرتها في 2018، وقالت فيها إن الأمر كان غامضاً بالنسبة إليها هي محض أكاذيب. وقد أثبتنا ذلك”.
وقد واجه الطبيب جورج تيندال البالغ حالياً 74 عاماً، مئات الاتهامات بالاعتداء الجنسي من مريضات لديه منذ 1990. وهو متهم بتصوير أعضاء جنسية لمريضاته والإدلاء بتعليقات فاضحة عن مظهرهن، فضلاً عن تصريحات تنطوي على عنصرية أو كراهية للمثليين.
وبحسب الشهادات، كان الطبيب النسائي يستهدف طالبات أجنبيات، خصوصاً الآسيويات، ممن لا يتحدثن الإنجليزية بطلاقة ولسن معتادات على الفحوص الطبية النسائية. وقد أكدت بعض المدعيات أيضاً أن تيندال كذب عليهن، بحجة أنه شخّص مرضاً لديهن لإخضاعهن لفحوص حميمة.
تيندال يكذب على المرضى
وعلى الرغم من البلاغات المتكررة عنه، لم يواجه الطبيب أي مشكلات إلى حين إجراء تحقيق داخلي في 2016 على إثر بلاغ من ممرضة، خلص إلى ممارسات غير طبيعية.
لكن ذلك لم يحل دون استمرار الطبيب الذي نفى باستمرار الاتهامات، في عمله حتى التقاعد سنة 2017، على إثر اتفاق مع جامعة “يو أس سي”.
وقال جون مانلي إن جورج تيندال تقاضى بموجب الاتفاق التقاعدي “نحو مئتي ألف دولار”، فيما لم يتعدّ أكبر مبلغ تقاضته مدعية في الدعوى الجماعية 96 ألف دولار، وهو “أمر مشين”.
واستقال مدير جامعة “يو أس سي” في خضم الفضيحة التي أثارتها القضية، وأبدت كارول فولت التي خلفته في رئاسة الجامعة “عميق الأسف عن الألم الذي عاشته” النساء ضحايا الطبيب، مشيدة بـ”شجاعتهن في الإدلاء بشهاداتهن”.
وإضافة إلى الاتفاقات الرضائية، دفعت شكاوى المدعيات أيضاً بالشرطة إلى فتح تحقيق بشأن تيدنال الذي أوقف في يونيو (حزيران) 2019، ووُجهت إليه اتهامات بالتحرش الجنسي والاغتصاب في حق عشرين امرأة، في ممارسات تعود إلى سنوات خلت وصولاً إلى 2009 على الرغم من أن الشكاوى تطاول فترة زمنية أطول.
ولا يزال تيندال طليقاً حالياً بكفالة، وهو يواجه احتمال السجن حتى خمسين عاماً في حال إدانته.