كل ما يجب معرفته عن مشكلة فرط النشاط لدى الأطفال وكيفية التعامل معها

بسمة بن ميلاد

نشر موقع قناة كانال في الكندية تقريرا سلّط فيه الضوء على اضطراب فرط النشاط مقدما نصائح وإرشادات للوالدين للتعامل معه.

ما هو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط؟

قال الموقع في التقرير الذي ترجمته “عربي21 لايت”، إن فرط النشاط هو مشكلة عصبية تترتب عنها صعوبة في التحكم وكبح الأفكار (عدم الانتباه) والإيماءات (الأرق الجسدي) والسلوكيات (الاندفاع). فهو خلل في نشاط المناطق المسؤولة عن التحكم في سلوكيات معينة أو تثبيطها.

الأسباب الفسيولوجية

لدى أدمغة المصابين بهذا المرض اختلافات تشريحية طفيفة، وقد أظهرت دراسات تصوير الدماغ أن عدة مناطق من الدماغ تعمل بشكل مختلف. لدى 75 بالمئة  من الحالات، يرتبط هذا الأمر بالجينات، إذ توجد المشكلة على مستوى تعديل معلومات عصبية. ويمكن أيضًا أن يرتبط فرط النشاط، في حالات نادرة، بمخلفات مشاكل عصبية في سن مبكرة مثل الخداج.

عوامل متعلقة بالمحيط

يمكن للمحيط تغيير ظهور وتطور هذه المشكلة. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي وجود أو غياب الدعم والمساعدة للتخفيف من هذا الاضطراب إلى القلق والمس من تقدير الذات فضلا عن مشكلات سلوكية.

 الأعراض

عدم الإنتباه

في هذه الحالة، بالكاد يهتم الطفل المصاب بهذه المشكلة بالتفاصيل ويصعب عليه الحفاظ على انتباهه. لا يبدو أنه يستمع عند التحدث إليه مباشرة. ولا يمتثل للتعليمات ولا ينهي مهامه. كما يجد صعوبة في التخطيط لعمله أو أنشطته أو تنظيمها.

وستجد أنه يتجنب بعض المهام أو يقوم بها على مضض، خاصة إذا كانت تتطلب مجهودًا ذهنيا متواصلًا. علاوة على ذلك، يفقد الأشياء الضرورية لعمله أو أنشطته وسرعان ما تشتت المحفزات الخارجية انتباهه. وغالبًا ما ينسى الكثير من الأشياء المرتبطة بالحياة اليومية.

فرط النشاط الحركي

غالبًا ما يحرك الطفل المصاب بفرط النشاط  يديه وقدميه، ويتحرك وهو  في مقعده، كما تجده واقفا في المواقف التي يجب أن يظل فيها جالسًا. ستلاحظ أنه يركض أو يتسلق في كل مكان. ويواجه صعوبة في الحفاظ على هدوئه في المدرسة أو العمل أو في أوقات فراغه. كما تجده دائما مضطربا أو شديد الحماس ويتحدث كثيرا.

الاندفاع اللفظي والحركي والاجتماعي

يجيب الطفل المصاب بفرط النشاط على الأسئلة قبل الانتهاء من طرحها، ويجد صعوبة في انتظار دوره كما يقاطع الآخرين، ويفرض وجوده.

التشخيص

أضاف الموقع أنه لا يمكن للوالد إجراء التشخيص. إذ يُجريه متخصصون مثل الأطباء النفسيين أو الأطباء النفسيين للأطفال أو أطباء الأعصاب أو علماء النفس العصبي. سوف يتأكدون من أن الأعراض الشبيهة بفرط النشاط ليست ناجمة عن صدمة حديثة أو قلق عام أو أشياء أخرى يمكن أن تؤثر على حياة الطفل. إذا كان لديك أي شك، فمن الأفضل التحدث إلى طبيب الأطفال أو طبيب الأسرة الذي سيوجهك إلى أخصائي.

التداوي: الفوائد والآثار الجانبية

بين الموقع أن العديد من الأطفال سيشعرون بتحسن كبير عند تناول الأدوية المناسبة. سيخبرونك بأن الأفكار لم تعد تتصارع داخلهم، وأن الأصوات من حولهم لم تعد مختلطة، وأنهم قادرون على التركيز، والاستماع إلى أصدقائهم ومعلميهم، وفهم التعليمات. يمكن أن يكون الدواء مفيدًا جدًا.
ومع ذلك، ينبغي عدم تجاهل الآثار الجانبية المحتملة التي تحدث غالبًا عن طريق تناول هذه الأدوية مثل فقدان الشهية، والأرق، والقلق.

جداول من أجل التنظيم

أضاف الكاتب أن الطفل مفرط النشاط غير منظم. قم بإعداد قائمة بالأشياء التي يجب القيام بها في كل غرفة إذا لزم الأمر، وقم بتوضيحها بالأيقونات والصور إذا كان صغيرًا وبالجمل القصيرة إذا كان قادرًا على القراءة. يمكنه الرجوع إليها حسب الحاجة. على سبيل المثال، دوّن تعليمات روتين العدوة من المدرسة في مدخل المنزل:

اخلع معطفك وحذائك
ضع معطفك وحذائك بعيدًا
اغسل يديك
أعد واجباتك ودروسك.

قد تبدو هذه التعليمات تافهة، ولكن بالنسبة للطفل المصاب باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط ، فإن تذكر هذه التفاصيل يتطلب الكثير من الجهد. 

جدول ثابت وروتين

من الصعب جدًا على الطفل الذي يعاني من فرط النشاط أن يفعل ما ننتظره منه لذلك من الجيد اعتماد جدول ثابت وروتين. بمرور الوقت، سيؤدي مهامه بشكل تلقائي تقريبًا وسيكون الشجار أقل تواترًا وشدة طالما لم يعترض طريقه أي عامل مشتت للتركيز. 

قواعد واضحة وراسخة

غالبًا ما يعاني الطفل المصاب بهذا الاضطراب من اضطرابات سلوكية. ضع قائمة بالسلوكيات غير المقبولة وأخرى بالسلوكيات التي تنتظر منه القيام بها. ضعها في مكان يمكنه رؤيتها فيها بسهولة والأهم من ذلك، لا تنتهك أي قاعدة، حتى لو بدأت الأمور تتحسن، لأن فجوة بسيطة تكفي لإجبارنا على البدء من جديد.

كن مرنًا

يحتاج الطفل الذي يعاني من فرط النشاط إلى الكثير من الثبات. ومع ذلك، فإن الكثير من الصرامة يمكن أن يخلق معارضة ويسبب القلق. تقبّل أنه يعاني من هذا الاضطراب ولا تطلب منه أشياء كثيرة. لا تستسلم، لأن طفلك سيحتاج دعمك ومساعدتك. أصعب ما في الأمر هو الحفاظ على التوازن بين الثبات والمرونة. 

إعطاء التعليمات، والشرح البسيط والمختصر

لتجنب الإحباط من جميع الجوانب، حين تطلب شيئا ما من ابنك، تجنب التفسيرات المطولة. أعطِه تعليمات موجزة ومختصرة، واطلب منه أن ينظر إليك في عينيك، ثم اطلب منه تكرار ما قلته للتو، لمعرفة ما إذا كان قد فهم بشكل صحي، وحتى تُسجّل المعلومة كما ينبغي.

علّمه أن يرتب ألعابه دائمًا بعد استخدامها

لا يمكن لطفلك أخذ لعبة جديدة، إلا إذا أعاد اللعبة الأولى إلى مكانها. كل ليلة، رافقه إلى  كل غرفة في المنزل لجمع اللعب التي استخدمها. سيتحول هذا الروتين ببطء إلى طقس، لكن عليك التحلي بالصبر.

مرة، مرتين، ثلاث مرات

امنح طفلك فرصة. عند إعطاء تعليمات لطفلك، تأكد من أنه يفهمك بشكل صحيح. ثم كرر الأمر بإضافة “مرة واحدة”، ثم إذا لم ينفذها، أضف “مرتين” وحذره من أنه في المرة الثالثة سيذهب في راحة. عدد دقائق الاستراحة يتوافق مع عمره (خمس سنوات، خمس دقائق). سوف يتعلم بسرعة كيف يتفاعل عندما يسمع هذه الكلمات.

نظام المكافآت والامتيازات

سيشعر الأطفال بأنهم يعيشون فشلا بعد فشل لدرجة أننا بحاجة إلى التركيز على نجاحاتهم. قم باتباع نظام للمكافآت بناءً على القواعد التي تحددها أو التحديات التي وضعتها له. على سبيل المثال، إذا التقط ملابسه الليلة، امنحه نقطة.

يمكن أن تمنحه النقاط المتراكمة الحق في الحصول على امتياز مثل مشاهدة التلفزيون لفترة أطول أو اختيار وجبة من الأسبوع. تذكر أن تحدد إطارًا زمنيًا قصيرًا إلى حد ما بين وقت بدء ربح النقاط والمكافأة. 

السباق مع الزمن

اجعل طفلك يؤدي مهامه في شكل لعبة، على سبيل المثال اجعله يسابق الزمن. “لديك دقيقتان لخلع ملابسك وارتداء بيجاماتك!” امنحه الفرصة للشعور بالانتصار عندما تلاحظ أنه يبذل الكثير من الجهد، حتى ينجح. الطفل الذي يحب الحركة سيعتبر هذا التحدي متعة وليس مهمة شاقة.

قلّل من المحفزات

غالبًا ما يضايقه التلفاز والكمبيوتر أكثر من أي شيء آخر، وسيصعب فيما بعد تهدئته. من المهم أيضا اتخاذ قرارات ذكية بشأن البرامج أو الألعاب التي يمكنهم مشاهدتها.  

يؤثر المحيط بشكل  كبير على مستوى “انفعالية” هؤلاء الأطفال. إذا كنت متوترا، فسوف يتوترون بسرعة. إذا كان هناك الكثير من الضوضاء أو الحركة من حولهم، فمن المرجح أن ينزعجوا.

الوجبات المنزلية

غالبًا ما يكون الواجب المنزلي ومزعجا للجميع. استغرق الوقت اللازم مع طفلك المصاب بهذا الأضطراب، تتكرر الأوقات التي يشعر فيها الأبوان بنفاذ الصبر، لدرجة أنهما عاة ما يذهبان للنوم وهما يشعران بالألم مقتنعين بأنهم ليسا على قدر المسؤولية. 

في المساء، تذكر الأشياء التي سارت بشكل جيد خلال النهار. حاول، على الرغم من أنه قد لا يكون من السهل دائمًا، العثور على ثلاث حركات جيدة قام بها طفلك في يومه. 

أخيرًا، تذكر أن أي استراتيجية ناجعة لها مدة فعالية محدودة للأسف. فهي تؤتي أكلها لبعض الوقت ويجب علينا تغييرها عندما لا تعود علينا بالنفع. 

فيما بعد…

بالنسبة لنصف الأطفال المصابين بنقص الانتباه مع فرط النشاط، ستختفي الأعراض في مرحلة المراهقة أو سن البلوغ بينما سترافق هذه الأعراض آخرين في مرحلة البلوغ. ولكن مع الأدوات والاستراتيجيات وأحيانًا الأدوية المناسبة أو المساعدة النفسية، سيتعلمون كيفية التعايش مع هذا الاضطراب الموثّق بشكل متزايد.
شارك