: خلافات السيسي- ابو ظبي “باقية وتتمدد” وتصل إلى تقاطع مصالح في “الورقة الفلسطينية” ومصدر فتحاوي يوضح .. ما قاله الرجوب عن البرغوثي صحيح “
تظهر حدة التفاعل على واجهة تحضيرات الانتخابات الفلسطينية بان تطورات مهمة ومثيرة بدأت تتدحرج على اكثر من صعيد.
وتصر اوساط في حركة فتح على فهم اكثر تطورا وبراغماتية سياسية لتصريح مثير ادلى به اللواء جبريل الرجوب عندما اعلن بان الاسير مروان البرغوثي لن يترشح على اي قائمة لانتخابات التشريعي.
وبراي مصدر فتحاوي مخضرم ما قاله الرجوب صحيح تماما ليس فقط لان الاسير البرغوثي رفض ما عرضه عليه حسين الشيخ بالترشح رئيسا لقائمة حركة فتح.
ولكن لان البرغوثي لن يترشح لانتخابات التشريعي في شهر ايار بل سيترشح لانتخابات الرئاسة في شهر تموز.
وبالتالي فما قاله الرجوب دقيق سياسيا وتنظيميا فيما يبدو واضحا أن البرغوثي سيدعم قائمة حركة فتح لانتخابات التشريعي اذا ما تحقق شرطه الذي سمعه حسين الشيخ وهو استشارته بحكم موقعه التنظيمي ووضعه في اللجنة المركزية بقائمة المترشحين.
ويبدو في سياق محاولات فهم تصريحات لقيادات حركة فتح بان المجموعة القريبة للبرغوثي تجتهد لإظهار التباين مع الجناح الذي يحمل اسم المفصولين من حركة فتح والمحسوب عمليا على القيادي محمد دحلان وهو ما اوضحه كل من عبد الفتاح حمايل وقدورة فارس وكلاهما من قادة مجموعة البرغوثي وصرحا بان مجموعتهما ليست بصدد التحالف او التشارك مع اي قائمة تتبع فتحاويون في الخارج مع ان الاعلام المقرب من تيار المفصولين يحاول ترويج رواية عن التحالف مع البرغوثي.
وهنا تحديدا بدا لافتا للجميع ان قدورة فارس رفض استقبال اتصال هاتفي تنسيقي من القيادي البارز سمير المشهراوي الاسبوع الماضي وارسل له رسالة تفيد بانه من الافضل عدم التواصل حتى لا يتفسر الامر بوجود علاقة وتنسيق.
وما يخرج من المخابرات المصرية التي رعت مؤخرا المحادثات تحت عنوان المصالحة مع الفصائل يفيد بان مصر لن تسمح بتفتيت قائمة حركة فتح وقد ابلغت تيار أو ظبي بانها ليست مع خطته لترشيح قائمة .
ويبدو في الكواليس وخلف الستارة بان الموقف المصري تأثر بالخلافات مع الامارات على عدة ملفات والذي بدا يتصاعد على اكثر من نحو بين ابو ظبي ونظام الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وبين ابرز الخلافات الجزء المتعلق على الملف الفلسطيني ودور الامارات في شراء عقارات في القدس تحديدا وبدون تنسيق اضافة لوجود ملاحظات للسيسي شخصيا وضع بصورتها الاردن مؤخرا حول سرعة التطبيع الاماراتي والمواقع التي وصلها بسرعة غريبة.
وتشير استطلاعات مبكرة اجرتها مراكز ابحاث فلسطينية الى ان فرصة اي قائمة باسم مفصولي حركة فتح في الخارج محدودة حيث لتيار المفصولين اتباع وليس جماهيرا يمكن ان تصوت خصوصا وان الوجوه والرموز الفتحاوية القريبة في المناطق الفلسطينية على تيار المفصولين معروفة للجميع وتحديدا في مخيم الامعري ومخيم بلاطة.
ويبدو ان الضغط المصري تواصل على تيار فتح الخارجي المقرقب من ابو ظبي حتى يمتنع عن ترشيح قائمة مستقلة.
والسيناريو المطروح الان ان بعض القيادات الفتحاوية في الخارج وتحديدا في الامارات قد تعلن انها لن ترشح قائمة للانتخابات حرصا على وحدة الحركة.
خصوصا وان النيابة الفلسطينية تحتفظ بلائحة اتهامات بحق نحو 13 قياديا يعتقد ان اغلبهم يقيمون في الامارات مع ملاحظة ان مصر بدأت تقلص من اعتبار قادة ورموز النسخة الاماراتية من حركة فتح تيارا فلسطينيا بدلالة ان المخابرات المصرية رفضت حضور اي من قادة التيار المشار اليه لحوارات القاهرة مع الفصائل.
والحسابات المصرية مهتمة جدا لان لا تفوز حركة حماس بانتخابات التشريعي وهو هدف تكتيكي وسياسي كبير متفق عليه مع الاردن وبالتالي انجازه يتطلب تجنب اضعاف قوائم حركة فتح والعمل على تقوية القائمة الرئيسية.
ومن الواضح ان فتور العلاقات المصرية والاردنية مع الامارات من العناصر التي تؤثر في المسالة فمصر مهتمة بإثبات قدرتها على التحكم بالملف الفلسطيني لان هذا التحكم ورقة اساسية ومفصلية لها في معادلة العلاقة مع الادارة الامريكية الجديدة خصوصا وان وزير الخارجية الجديد انتوني بلينكن صرح في عدة اجتماعات مغلقة بان بلاده تريد لمصر دورا اساسيا عندما يتعلق الامر بالتعامل مع قطاع غزة.
راي اليوم