شيرزاد اليزيدي
تنتشر عادة في شهر رمضان، المبادرات الخيرية والتطوعية، المعبرة عن التواد والتراحم والتكافل الاجتماعي.
وفي سياق هذه المبادرات الخيرية الرمضانية، نظمت مجموعة من الشباب المتطوعين في مدينة الموصل، عاصمة محافظة نينوى العراقية، حملة تحت اسم “فطور موصلي”، لتزويد أسر متعففة وفقيرة، بوجبات فطور رمضانية مجانية، تتسم بطابعها الموصلي، وذلك عبر الحرص على أن تكون تلك الوجبات، معبرة عن تقاليد المطبخ الموصلية العريقة.
وهو أمر يعد، فضلا عن أهدافه الخيرية والإنسانية المتمثلة، في مساعدة وإغاثة هذه العوائل والأسر المعدومة، احتفاء بالعادات والتقاليد المحلية، وتشجيعا على التمسك بها واحيائها.
ويقول المشرف على مبادرة فطور موصلي الناشط أيوب ذنون، في حديث لـ “سكاي نيوز عربية” :”فطور موصلي مبادرة تطوعية خيرية، تقام وللسنة الثانية على التوالي في مدينة الموصل، والفكرة من ورائها باختصار أنه في ظل انتشار جائحة كورونا، وعدم استطاعتنا كنشطاء وفرق تطوعية، إقامة الإفطارات الجامعية كما في كل رمضان، ارتأينا البدء بحملة فطور موصلي، لإيصال وجبات الافطار الرمضاني للمحتاجين في بيوتهم”.
ويضيف :”أهدافنا من هذه المبادرة فضلا عن كسب أجر افطار صائم، إعانة المحتاجين وايصال الوجبات والمواد الغذائية لبيوتهم، تجنبا لتجمعات الإفطار الجماعية ومخاطرها الصحية في ظل تفشي وباء كورونا المستجد، إضافة لمساعدة وتشغيل أكثر من 20 امرأة، يعملن في مشغل لإعداد وانتاج الأكلات الشعبية الموصلية التقليدية، ونقوم نحن بشراء الوجبات الرمضانية منه، وبهذا نسهم في توفير مردود مالي لهن، كسيدات أرامل عاملات في ذاك المشغل المطبخي”.
ويتابع :”نحن وسيط بين المتبرعين والمحتاجين والمشغل النسوي، وأقل مبلغ للتبرع 12 ألف دينار عراقي، وهو ما يعادل تقريبا 8 دولارات أميركية، حيث أن هذا المبلغ هو سعر وجبة الافطار الواحدة، ومن يرغب يمكنه التبرع بمبالغ أكبر، كدفع مبلغ عدة واجبات وهكذا، فمثلا قام أطباء المستقبل، طلبة كلية الطب في جامعة الموصل في أول يوم من رمضان بعد انتهاء الامتحان، بحملة عفوية جمعوا خلالها أكثر من مليون دينار عراقي ( ما يعادل 700 دولار أميركي ) لكي يساهموا معنا، في حملة فطور موصلي”.
ويردف المشرف على مبادرة فطور موصلي: “نحن كمجموعة من المتطوعين، نعمل في المجال التطوعي منذ سنوات، عبر عدة مبادرات كتوزيع السلات الغذائية، وترميم منازل الفقراء المتهالكة، ومساعدة العوائل المحتاجة، وفي شهر رمضان تنظم مبادرة فطور موصلي، التي نعتمد في تمويلها على تبرعات الأهالي وأهل الخير، ليس فقط في مدينة الموصل، حيث تردنا تبرعات واتصالات دعم من مدن عراقية أخرى”.
ويختم ذنون:”لقد لاقت مبادرة فطور موصلي، رواجا كبيرا ودعما في مختلف منصات وصفحات التواصل الاجتماعي العراقية، وسنستمر طيلة الشهر الفضيل في هذه الحملة، لإمداد عشرات العوائل الفقيرة بوجبات افطار رمضانية”.