قال موقع “أكسيوس” الأميركي، إنه مع فرز 90% من الأصوات في الانتخابات الإسرائيلية التي جرت الثلاثاء، لا تزال فرص كتلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية أقل بقليل من الفوز بأغلبية 61 مقعداً في الكنيست الإسرائيلي.
وتُظهر النتائج أن معظم الناخبين الإسرائيليين يريدون إزاحة نتنياهو من منصبه، غير أنه لا يمكنهم الاتفاق على بديل. فرغم وجود كتلة واسعة مناهضة لرئيس الوزراء في طريقها لتحقيق أغلبية ضئيلة في البرلمان، لكنها ستجد أنه من المستحيل تقريباً تشكيل ائتلاف ضده.
وإذا ما استمرت النتائج بهذه الوتيرة، ستكون هذه المرة الرابعة خلال عامين التي يفشل فيها نتنياهو في الحصول على دعم كافٍ لتشكيل حكومة يمينية مستقرة، وهذا يعني على الأرجح، تواصل الأزمة السياسية الإسرائيلية المطولة، واستمرار محاكمة نتنياهو بالفساد.
ورغم ذلك، سيُعد حزب “الليكود” بزعامة بنيامين نتنياهو، مع ازدياد توقعات حصوله على 30 مقعداً، أكبر تيار سياسي في الكنيست، لكن هذا يقل عن 36 مقعداً فاز بها في مارس الماضي، وسيكون ذلك أقل نتيجة للحزب منذ العام 2015.
وفي حال حافظت كتلة يسار الوسط على أغلبيتها المكونة من 61 مقعداً بعد فرز جميع الأصوات، فسيكون بإمكانها تعيين رئيس جديد للكنيست والسيطرة عليه.
ورصد موقع “أكسيوس” 5 سيناريوهات مقبلة للانتخابات الإسرائيلية في حال تأكيد الأرقام الحالية.
أول هذه السيناريوهات، أنه يمكن لنتنياهو محاولة الوصول إلى الأغلبية من خلال إقناع عضو أو عضوين من حزب محافظ منشق (بقيادة جدعون ساعر) للانضمام إليه، وهذا أبسط طريق لتشكيل حكومة أغلبية، لكنه يبدو غير مرجح في الوقت الحالي.
جدعون ساعر
وسرعان ما رفض جدعون ساعر، زعيم حزب “الأمل الجديد” (تكفا هحاداشا) المنشق عن “حزب الليكود”، مقترحات من مساعدي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإجراء محادثات للانضمام لحكومة ائتلافية، حسبما أفادت صحيفة “يديعوت احرونوت”، الأربعاء.
وأكد ساعر، الليكودي السابق، أنه لا ينوي الانضمام إلى حكومة بقيادة نتنياهو، وهو ما أكده أيضاً في كلمته مساء الثلاثاء، بعد نشر استطلاعات الخروج من مراكز الاقتراع.
وقال ساعر لمؤيديه: “إذا شكل (نتنياهو) حكومة ، فإن (حزب الأمل الجديد) سيجلس في المعارضة.. كنا نأمل في تحقيق نتائج أفضل، لكن بمقتضى الديمقراطية، سنحترم حكم الناخبين. بذلنا قصارى جهدنا في ظل ظروف صعبة”.
وأضاف أنه سيدفع باتجاه تشكيل حكومة من دون نتنياهو. وقال: “سنفعل كل ما في وسعنا من جانبنا لتشكيل حكومة تغيير. تفضيل الأنا ليس في المعادلة”.
منصور عباس
أما السيناريو الثاني، يشير إلى إمكانية أن يضغط نتنياهو على القائمة العربية المشتركة، بقيادة منصور عباس، لدعم حكومة أقلية بقيادة “الليكود”، مقابل سياسات تفيد السكان العرب في إسرائيل.
وطرح بعض مسؤولي الليكود ووكلاء نتنياهو هذا السيناريو غير المسبوق، لكن العديد من حلفاء نتنياهو اليمينيين يقولون إنهم يرفضون الانضمام إلى حكومة يدعمها عباس.
يائير لبيد
وبحسب السيناريو الثالث، قد يحاول يائير لبيد، زعيم حزب “هناك مستقبل” الوسطي، والذي يحتل المرتبة الثانية في الكنيست بـ18 مقعداً، تشكيل حكومة. غير أنه من غير المرجح نجاح ذلك، إذ سيتطلب انضمام جدعون ساعر، زعيم حزب “الأمل الجديد” إلى حكومة تدعمها الأحزاب العربية، وهو ما تعهد بعدم القيام به.
نفتالي بينيت
ورابع السيناريوهات يتمثل في إمكانية تغيير نفتالي بينيت، زعيم حزب “يمينا” اليميني، مواقفه، لمحاولة تشكيل ائتلاف مع المعسكر المناهض لنتنياهو.
وعلى الرغم من فوزه بسبعة مقاعد فقط، لكن من الممكن أن يطالب بأن يصبح رئيساً للوزراء، لأن لبيد وغيره من قادة يسار الوسط، قد يكون لديهم الدافع للإطاحة بنتنياهو بأي ثمن، غير أنه من الصعب تخيله يترك الكتلة اليمينية.
استمرار الجمود
ويُرجح تحليل “إكسيوس”، وفقاً للسيناريو الأخير، أن يؤدي استمرار الجمود السياسي في إسرائيل المستمر منذ أبريل 2019، إلى إجراء انتخابات خامسة في أغسطس أو سبتمبر، باعتباره السيناريو الأكثر ترجيحاً. على أن يبقى نتنياهو رئيساً للوزراء في الفترة الانتقالية.
الخطوات القادمة
ومن المتوقع نشر النتائج النهائية لانتخابات الكنيست الإسرائيلي، الجمعة، وذلك بعد فرز 450 ألف صوت في “مظاريف مزدوجة”. وتعود هذه الأصوات لجنود ودبلوماسيين في الخارج وسجناء، وأشخاص في الحجر الصحي بسبب فيروس كورونا. وبالنظر إلى مدى اشتداد المنافسة، يمكن لهذه الأصوات تغيير الخريطة السياسية.
وقد تستغرق عملية تحديد مدى إمكانية تشكيل حكومة جديدة 3 أشهر أخرى. كما من المتوقع أن تقدم لجنة الانتخابات المركزية النتائج الرسمية في 31 مارس، وتمنح الأحزاب، حتى ذلك الحين، فرصة لتقديم طعون أو طلب إجراء تحقيقات في ممارسات تزوير أو خطأ في الفرز في أماكن اقتراع محددة.
وخلال الأسبوع الأول من أبريل، من المتوقع أن يبدأ الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، عملية التشاور مع مختلف الأحزاب، وسيطلب من كل حزب تقديم توصياته لتشكيل الحكومة الجديدة.
وهذه هي المرة الخامسة التي يخوض فيها ريفلين هذه العملية خلال ولايته التي تبلغ سبع سنوات. وسيتم بث المشاورة على الهواء مباشرة لضمان الشفافية.
ومن المتوقع في 7 أبريل، أن يمنح ريفلين أحد أعضاء الكنيست تفويضاً بتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، ما يمنحه 28 يوماً لتشكيل ائتلاف. ويمكن تمديد هذه العملية لمدة 14 يوماً، أو حتى تكرارها من قبل عضو آخر في حالة فشل العملية الأولى.
وإذا لم يتمكن أي عضو من تشكيل حكومة، فسيتم إجراء انتخابات جديدة.