في حوار تلفزيوني تحدث فيه اللواء جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، بشكل صريح عن عدة ملفات انتخابية، كشف النقاب أنه لن تكون هناك “قائمة مشتركة” مع حركة حماس لخوض الانتخابات البرلمانية، كما أعلن أن الأسير مروان البرغوثي، طلب عدم الترشح على قائمة الحركة، وتحدث عن “تدخل المال العربي” و”بعض الفضائيات” لصالح إسرائيل لإفساد الانتخابات، وعن ضغوط كبيرة مورست على القيادة الفلسطينية، وباءت بالفشل.
وخلال مقابلة مع التلفزيون الفلسطيني الرسمي، قال الرجوب بعد الحديث الذي طغى خلال الأيام الماضية، عن إمكانية دخول فتح وحماس في “قائمة مشتركة” إنه “لن تكون هناك قائمة مشتركة”، لافتا إلى أنه لم يتم التشاور مع حماس على تشكيل القائمة الثنائية، مشيرا أيضا إلى أن قرار فتح هو “بناء جبهة وطنية عريضة ونحن منفتحون على كل أبناء شعبنا”.
وأعلن بأن اللجنة المركزية لحركة فتح برئاسة الرئيس محمود عباس، ستجتمع الجمعة المقبلة، وتناقش أسماء مرشحي الحركة التي ستخوض الانتخابات ضمن القائمة.
وكشف الرجوب بأن عملية اختيار مرشحي الحركة للانتخابات البرلمانية ستكون من خلال “التوافق” بين أعضاء اللجنة المركزية. وأضاف بأن ذلك يعني بأن أي عضو لجنة مركزية له “حق الفيتو” على أي مرشح، كاشفا في ذات الوقت أن “الجغرافيا” ستأخذ حقها في اختيار المرشحين، وكذلك ستكون المعايير التي وضعتها الحركة “أداة القياس” للاختيار. لافتا إلى أنه في حال طلب أي فصيل أو أي جهة من المجتمع المدني، المشاركة ضمن قائمة فتح، ستطبق عليه الحركة معاييرها في اختيار المرشحين. وأضاف: “لن نقبل بأي حمولة زائدة”.
وتطرق الرجوب إلى ما يثار حول الأسير مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية لفتح، حول ترشحه على رأس قائمة الحركة، وقال: “استمرار الحديث بموضوع الأخ مروان بهذا الشكل يسيء لنا ولمروان”، لافتا إلى أن هناك أشخاصا لا يعرفون مروان يتحدثون عنه، مؤكدا أن الأسير البرغوثي تحدث مع عضو اللجنة المركزية حسين الشيخ حين زاره في سجنه، حول الرؤية الاستراتيجية للحركة في الانتخابات، وأضاف: “هو ملتزم بها ونحن ملتزمون بها”، لافتا إلى أن قيادة الحركة ستقوم بعد الانتهاء من وضع القائمة، بمشاورة مروان والأسير كريم يونس، كونهما عضوان في اللجنة المركزية.
ونفى الرجوب أن يكون هناك عرض قدُم إلى مروان البرغوثي لرئاسة قائمة حركة فتح في الانتخابات. وقال الرجوب: “الأخ حسين (الشيخ) سأله، وقال مروان إنه لا رغبة لي أن أكون في القائمة”، مطالبا بأن يسحب الموضوع من التداول.
وتطرق الرجوب أيضا إلى “الاستثناءات” في اختيار مرشحي، فتح التي وضعت شروطا بعدم ترشح أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري والوزراء السابقين والحالين على القائمة، مؤكدا أنه لن تكون هناك أي استثناءات، وأضاف: “نحن نختار الناس وننجح الحركة، ولا نكون جزءا من التنافس أو نأخذ فرصتين على حساب كادر من الحركة”.
وأكد أن فتح وضعت مجموعة من الضوابط لاختيار المرشحين، وتابع موجها حديثه لكادر الحركة وأنصارها: “راح تلاقوا أناس ليسوا من عصب الحركة، لكن مش معادين للحركة، ويسيرون على خط الحركة”، لافتا إلى أن قائمة الحركة ستكون مكونة من 132 عضواً لتنافس على كل المقاعد في المجلس التشريعي.
وأكد الرجوب على ضرورة استمرار إجراء الانتخابات، وعدم التراجع عنها، كونها تمثل “طريقا لإنهاء الانقسام السياسي وبناء وحدة فلسطينية”، معلنا أن فتح ستقبل نتائج العملية الانتخابية مهما كانت، وشدد أيضا على أن فتح لن تسمح للاحتلال بتعطيل العملية الانتخابية، مؤكدا أن العملية الديمقراطية تمثل “اشتباكا مع الاحتلال”.
وكشف الرجوب عن تهديدات مورست على القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس، من أجل منع الفلسطينيين من المضي في الانتخابات. وقال إن هناك “ماكنات” تخريب وإفساد تمارس ضد حركة فتح، موجها أصابع الاتهام لبعض الأنظمة العربية بالوقوف وراءها، دون أن يذكر اسمها، لكنه قال إنها “مؤامرات من بعض الأطراف والتي تشغّل المال السياسي”، مشيرا أيضا إلى أن هذه الضغوط الإقليمية تُرى عبر “بعض الفضائيات” التي اتهمها بـ”بث الفتنة الداخلية التي تصب في مصلحة تل أبيب”.
وقد جاء هذا التصريح من الرجوب بعد الحملة التي شنها القيادي المفصول من فتح محمد دحلان، المقيم في دولة الإمارات، والتي توفر له الدعم الكبير، على قيادة فتح والرئيس عباس، خلال مقابلة مع فضائية “العربية” قبل أيام.
وكشف الرجوب أيضا أنه بعد فشل تلك الضغوط على الرئيس والقيادة، جرى عقد لقاء مباشر، حيث اكتفى بالقول: “بعد ما فشلوا جاءوا لعندنا بشكل مباشر”، وتابع: “قال لهم الرئيس لست أنا من يتم الحديث معه، اشربتوا القهوة.. الله معاكم”.
وأكد الرجوب أن الرئيس بذلك جسّد بموقفه كبرياء كل فلسطيني عندما رفض الاستجابة للضغوط الإسرائيلية بموضوع الانتخابات.
يشار إلى أنه قد تم الكشف قبل أيام، أن رئيس جهاز “الشاباك” الإسرائيلي نداف أرغمان، التقى الرئيس عباس ونقل له “رسالة تحذيرية” إسرائيلية شديدة، تتمحور حول مخاوف إسرائيل وأمريكا من انتهاء مفاوضات فتح وحماس في القاهرة بالاتفاق على خوض الانتخابات التشريعية في قائمة مشتركة، وأيضا المخاوف من تشكيل حكومة مشتركة معها، وما يترتب عليه من تولي حماس عدة مناصب وزارية وحصولها على ميزانيات.
وحسب تقارير عبرية فإن اللقاء الذي حضره مسؤول أمريكي، جرى خلاله تحذير الرئيس الفلسطيني، من تمكن حماس من العودة إلى لعب دور في الضفة الغربية.