الدكتورة حنين عبيدات تكتب : مهور خيالية
رغم تأخر سن الزواج عند بعض الشباب بسبب قلة فرص العمل و الظروف الإقتصادية إلا أنهم يواجهون مشاكل أخرى طوال حياتهم بسبب الزواج، و ذلك بكثرة الديون التي من الممكن أن تتراكم عليهم و يسددوها طوال العمر!!الزواج في بلادنا أصبح كالبيع و الشراء فالمهور عالية جدا، و أهالي البنات لا يرحموا و كأنهم يساوموا ليبيعوا، لا أحد ينكر حقوقهن في المهر الذي لا بد منه و لكن أصبح الواقع يتجاوز المهر، فتقسيمات المهر ( ذهب، اثاث، مؤخر) غير مقنعة في مكان ما ، فالذهب المكتوب يضاف إليه ليرة ذهب مع برواز ، الأثاث على الواقع أكثر من المكتوب بكثير، المؤخر هذا تأخذه عند الإنفصال و غالبا بنسبة معينة إن لم يكن الإنفصال تعسفيا.
إلى أهالي البنات ارحموا الشباب و ارحموهن، و ارحمي نفسك عزيزتي من ديون طوال العمر و تحرمي نفسك الكثير بسببها، و تبيعي ذهبك بالقطعة، و تنشأ المشاكل، و إن لم تكن عينك مليانة طبيعي جدا تعايريه على ديونه، وافرضي أنه ترك العمل لأسباب كيف ستتحمليه، و هل فعليا ستكوني معه، عزيزتي البنت كوني واعية فما عليه من تعب عليك أيضا، إرض بما يناسبه و يناسبك و ليس مايناسب صديقتك و عائلة اهلك.المهور غالية جدا جدا، فيجب إلغاء الليرة الذهب، والأثاث يجب أن يكون على القدر المناسب في البداية و عند المسير في الحياة و تتمكنين من المال بالتعب و الجهد انت وهو اشتري ما يليق بكما، المهم أن لا يتراكم عليكما ديونا في بداية الزواج تقتل لذة الحياة، و التخفيف من حفلة العرس التي تكلف آلاف الدنانير، و الفستان و المكياج و كل الأمور المكلفة جدا، فبعد كل هذا و انتهاء ضجة العرس يصبح الشاب محملا بالديون الكثيرة جدا و يبدأ رحلة السداد.
ارحمي و ارحموا الشباب، كونوا عمليين و ليس كما يريد المجتمع بالمظاهر الكذابة، هكذا افكر و هكذا أحب، لأن غلاء المهر أصبح جزءا من الإستغلال ،فأصبح بعض البنات يخطبن و ينفصلن من واحد واثنين و ثلاثة من أجل المهر من أجل شراء سيارة على الأقل، و هناك بعض الأهالي يستخدموا هذه الطريقة للعيش، هذه الممارسات موجودة ولكن ليست بكثرة وبمجتمعات منحلة ثقافيا.الزواج كامل في بلادنا يكلف آلاف والاف الدنانير…
نداء و رجاء لكل البنات و أهاليهن قللوا المهور قللوها.
حنين عبيدات.