د. ايمان الشمايلة الصرايرة
إنه غُبار يعج في أماكن تخالها خالية، فتجدها مليئة ليست بالبشر لكن بآثارهم، تسير تلك الخيول رافعة الرأس تتباهى بأعناقها وجمال شعرها، ولكن عندما سُرجت هل فعلا تم تسريجها للهدف المنشود؟، أم لاعادة ذكريات الماضي والمشاهد التي غابت عن الذاكره؟، فبتنا نشتاق الى التغزل وكتابة الشعر بها.
يستوقفني التنبؤ بما ستسألني به أيها القاريء، هل ثمة خيل تُعيد تلك الذكريات؟
سأجيبك، دعك من هذا التفكير، وتنبه للمعطيات المتوفرة فلعلنا نحتاج الى تلك الخيول، لأنها قريبة للنفس البشرية أكثر منها للآلة المصطنعة، ستسألني وما الفرق بين الخيل والآله؟
طبعا الفرق واضح، الخيل كبرياء حقيقي بالنفوس الطموحة، الخيل رمز لقوة طبيعية، أما الآلة فهي قطعة بلا روح تشعرك بالراحة ولكنها لا تدعم كبرياءك وطموحك فبحركة الخيل تهتز مشاعرك ويصل طموحك عنان السماء.
من هذه المقدمة ندخل الى عالم العمل الحقيقي العفوي النابع من قلب معطاء سخي بمشاعره، تسمع صهيل صاحبه وعجاج غبار أفعاله من وراء سعيه الى تحقيق أهداف، ينظر الى الأمام ولا يراقب اليمين والشمال والأهم أن نظرته للخلف معدومة لأنها مرحلة تصعب العودة إليها لأنها سوف تؤخره عن التقدم، وبالمقابل تجد أن من يصطنع مشاعره ويجمل فعله للوصول الى أهدافه مسيرته صعبه لأنها بدون حركة مرنة بل جمود بزوايا ثابته ضمن شواخص محددة تقيد حركته، لذا بدلاً لذلك، ليس التقدم السريع الذي تنشده دائماً طموح ربما تُجاري به العالم ولكن رُبما تجد الفكرة المركونة في أحد زوايا عقلك هي الأجدر بالتطبيق اذا استطعت قولبتها ضمن إطار الحضارة التي تسعى الى مجاراتها.
هنا نقف ونقول في خلاصة حديثنا ( ربما تكون متأخراً ولكنك ستكون الأفضل إن استطعت أن تدير الرحى بصبر وإخلاص وعزيمة، وبدون ملل، ولكل مجتهد نصيب)