قالت تقارير صحافية إن المنصة الأميركية قدمت إحصائيات مغلوطة للشركات المعلنة
عبد الله السبع صحافي
تتحدث العديد من المعلومات التي تداولتها وسائل الإعلام المهتمة بالتقنية، عن تلاعب ببيانات الإعلانات في منصة “فيسبوك”، فإن كنت أحد المعلنين في هذه المنصة، فمن الممكن أن تكون قد تلقيت إحصائيات غير دقيقة لإعلانك المنشور في المنصة المملوكة لمارك زوكربيرغ.
يشمل ذلك جميع الإعلانات التي تُنشر على المنصات المملوكة للشركة الأميركية الضخمة، سواءً “فيسبوك” أو “إنستغرام”، والتي كانت تعطي المعلن أرقاماً أعلى من الحقيقية عبر احتساب أعداد مشاهدات غير دقيقة على الإعلانات المنشورة، وذلك التفوق على بقية المنصات في عدد المشاهدات، مما يؤدي إلى زيادة أعداد الإعلانات مقارنة ببقية الشركات.
تلاعب غير مقصود
وأشارت بعض المصادر الصحافية التي نقلت عن شركات معلنة أنه جرى رفع عدة تقارير إلى المسؤولين في عملاق التواصل الاجتماعي، ولكن لم يُحل هذا الخلل.
وردت المنصة على ذلك، بأن “خللاً غير مقصود تسبب في ذلك، عن طريق وجود عدة حسابات غير فعالة أو وهمية في المنصة تظهر في الإعلانات وتُحسب مشاهدتها، من دون حذفها من التقرير النهائي”.
وتشكل الإعلانات المدخول الأساسي لجميع منصات التواصل الاجتماعية، فجميع المنصات تقدم خدماتها مجاناً للمستخدمين، في حين تحقق أرباحها عن طريق الإعلانات، أي أن المنصة التي تحصد تفاعلاً أكثر في الإعلانات وتكون مشاهداتها أعلى من أي منصة أخرى يكون لها نصيب الأسد في إعلانات أي شركة.
وأعلنت “فيسبوك” في نتائج الربع الأول من سنة 2020 عن وصول عوائدها إلى أكثر من 17.7 مليار دولار منها 4.9 مليار دولار أرباحاً صافية، وهو ما يشكل نمواً بنسبة 100 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2019.
تلك الأرباح تجعل أي منصة تعمل بشكل أكبر لزيادة الإعلانات. وفي ظل عدم وجود جهة مستقلة تقوم بتدقيق الأرقام قبل وصولها للمعلنين، يشكل التأكد من دقة الأرقام المقدمة تحدياً، لذلك تعمد الشركات إلى أساليب أخرى لحساب جدوى الإعلان، مثل حساب عدد مرات متابعة الإعلان لو استعانت بخدمات خارجية، أو مثلاً قياس المبيعات في متجر إلكتروني أعلن على المنصة، لكن لا توجد وسيلة دقيقة مستقلة لاختبار جدوى الإعلان حتى الآن.
موقف “فيسبوك”
لم تعلق المنصة بشكل مباشر على هذه الادعاءات إلى الآن، إلا أن المتابعين للشبكة ينتظرون ذلك في وقت قريب، كي توضح وقفها من التهم، مع وعد بتحسين طريقة حساب المشاهدات في المنصة كما جرت العادة.
من المرجح أن يتسبب إثبات التهمة أو الاعتراف بوجود خلل، في إثارة مزيد من الجدل ضد المنصة التي تعاني من انتقادات واسعة الفترة الأخيرة، إذ ستنشط عديد من الجهات للمطالبة بتعويضها عن الأضرار، ما يدفع بأهمية إجراء تحقيقات داخلية وتقديم مميزات تسهم في حساب العوائد بشكل أكثر دقة، حتى لا تضطر “فسبوك” مستقبلاً إلى تقديم تعويضات مليونية للشركات المعلنة إذا صحت الادعاءات.