بقلم : سمر الغانم
أربع وعشرون عاصفة
أخلع وجهي أمام الغربة بلا حياء
لتحصي خطواتي
وتتلصص على نافذة عمر يلوح بالانطفاء
ندب قلبي .. سكرات ورد
نبرة صوتي حبال مرايا
وقدومي أوركيدا على نايات المحال
آخر معقل للفوضى
ويرق الشعاع في عيني
ولا أهذي ..
أنا اليوم .. لست الأمس ولا الغد ولا مابينهما
لست الحاضر ولا الغائب ولا ضلعهما
لست وهما ولا انعكاس ظل ولا مراسي انتظار
انا انشطار لحظة كل لحظة إذا ما أفل نورها
يسقط من نواياي احتمالات العتمة
ومن فلسفتي المحال
فاعطني كفاف روحي حباً
إرثي الخصب من مدن الجنون و الحزن
من مدن الغياب والنسيان الشرس
كل جزء حملته معي لأكون أنا
لأكون صوتي .. آخر النفس .. آخر النهر
ولأكون وجها لوجه
أمام بلح ذاكرة عجوز حلو ومر مذاقها
تأوي إليها عصافير لوز وجن
تركن أجنحتها عند أكواز تموز
وتستكين في خرز الوصايا
حبر ريح و موج وطين
فاغسلني بماء وثلج وبَرد كانون
نقنّي من حزن وغضب
من صمت تعدى حدود الكلام
من صمم البراويز والأحلام
ومن تلويحة أكف الموتى والابتسام
حتى من تعويذة الخرس والسلام
خذ بيدي إلى المستحيل
حيث الحياة المعافاة
أنا الآن أرتعد فأُسِقط دهشة القصيد
أخلع وجهي أمام الغربة بلا حياء
وأحتضنني بعد أربع وعشرين عاصفة