د . حازم قشوع
ماذا لو تم ترسيم الجغرافيا السياسية للدولة الفلسطينية وتم تعميد قيام الدولة الكردية، وما مدى انعكاس ذلك على الواقع الاقليمي المحيط، فهل هذا سيعني بداية ترسيم تقوم على جغرافيا سياسية جديدة للمنطقة ولمجتمعاتها، ام تراه يندرج في اطار حل عقد النزاع الاقليمي للمنطقة، وهي اسئلة تبقى برسم اجابة المستقبل المنظور..
وهو ما يشير اليه بعض المتابعين في فرضياتهم عند الحديث عن مآلات المشهد القادم وما قد تحمله رياح التغيير من متغيرات ومدى انعكاس تاثيراتها على الواقع العام حيث اعتبر البعض منهم ان هذه الخطوة قد تكون بداية جديدة لاعادة تموضع ديموغرافي لشعوب المنطقة وليس لاراضيها فقط بينما ذهب البعض ابعد من ذلك عندما وصفوا ما قد يحدث وهو اعادة رسم وترسيم جديد سيطال تغيير شكل المجتمعات تبعا للمحددات والحدود الجديدة التي قد تتمدد فيها بعض الحدود وتتقلص اخرى، فان ميزان خلطة اعادة التشكيل تبدو متوفرة بانتظار تهيئة البيئة الملائمة لحضن واحتواء المتغير القادم.
ولان القضية الفلسطينية كما الكردية كانت قد شكلت حالة نضالية طويلة ضد التقسيمات التي فرضت على المنطقة مع بداية القرن الماضي كما يصف ذلك بعض المحللين عندما اعتبرت هذه التقسيمات ضمنيا جزءا من اطر اممية التكوين السياسي والاجتماعي وكل من يخرج عنها هو ضد الشرعية، وعليه فلقد تم تحديد الجغرافيا السياسية بناء عليها كما ان الحالة السلمية لمجتمعاتها الاهلية كانت قد تشكلت بناء على الجفرافيا السياسية التي تم تعميدها والتي اعتبرت ايضا جزءا من الامن الدولي والاستقرار العالمي فان ترسيم دول جديدة اوتعميدها في جغرافيا المنطقة قد يشير من باب واسع ان هذا المتغير سيحمل ما بعده، وكما سيؤكد بطريقة او باخرى ان الحمايات في المنطقة قد انتقلت من الحيز الاقليمي الى المنزلة الاممية، وهذا ما قد يعيد حسابات كثير من الانظمة التي كانت قد اعتمدت على حمايات اقليمية في رسم استراتيجية تحركاتها، هذا لان قيام هذه الدول سيؤدي الى تغيير في شكل الجغرافيا السياسية كما حدود الاوطان كما سيؤدي الى بناء خلطة مجتمعية جديدة تنسجم في الشكل العام مع واقع امتدادها في الترسيم الجديد، وهي الفرضية التي لا بد ان تاخذ في الحسبان عند تجهيزها اسس الاجابة على السؤال المفترض، من باب ماذا لو،، ماذا لو، هو سؤال يعرف بسؤال استراتيجي كونه يقود الى جملة استدراكية و يجيب على الأسئلة المتوقعة وليس سؤالا استفهاميا يفيد بالاجابة لغايات التعليل، لكونه يبني على احتمال ولا يفيد فقط بقراءة حال، وهذا ما يجعل سؤال ماذا لو، هو جزء اساس من علوم المعرفة بمنهج الاستدلال الذي يفيد في قراءة المتوقع ضمن جملة استشرافية تخدم اغراض التحضير لدواعي الاجابة او الاستجابة قبل وقع السؤال او ترسيم الامر، خصوصا في المراحل التي لم تظهر معطياتها بعد، كونها بحاجة الى تحضير من على تقدير حساب الاحتمالات الخططية، قبل الدخول في الاختبارات الظرفية ومعرفة معطياتها الموضوعية، فالمنطقة امام معطى جديد يحمل احداثيات جديدة بادوات جديدة، لذا كانت اليقظة واجبة.