بقلم : هناء محمد راشد
عندما كانتِ الشمسُ فقيرةً من الضوءِ
كنتُ أحمّصُ الألمَ بين ندوبِ جهلي
عجنتُ الطينَ على هيئةِ خبزٍ
وتركتُهُ يُطبَخُ تحتَ أشعتِها
وضعتُ ملابسَكَ الجافةَ على حبلِ الانتظارِ
أعددتُ مأدبةَ عتابٍ
أحضّرُها على طاولتِكَ الثكلى
وأنثرُ الملحَ فوق الكراسي
الكلماتُ لا تحملُ ذائقةً معينةً
رميتُ الكثيرَ من البهاراتِ للتغيير
والكثيرَ من الأعشاب المهدّئةِ
ربطتُ إحدى الستائرِ القديمةِ فوقَ غصنِ الشجرةِ
زيّنتُ الطريقَ ببعضِ الوردِ
كتبتُ ورقةً صغيرةً وتركتُها على الطاولةِ
اختفيتُ بعدها ساعاتٍ
وعندما عدتُ كنتَ قد رحلتَ
حاملاً صنارةَ سيئاتِكَ
تاركاً شمساً كاملةً
اكتملَ ُنصابها من الهذيانِ فوق غرقِ أيامٍ من الارتباك
لم أعدْ أمتلكُ أيّ طبخةٍ جديدةٍ
لذلك لم أعدْ أمتلكُ أيَّ خططٍ
ولا أحاديثَ جديدةٍ
فقط القمرُ يزورُ نوافذي
العصافيرُ تشذّبُ ذكرياتي
وصوتُك الجافُ الذي أبلّله بماءِ عمري
أقتسمُهُ مع فمِ الليلِ
حتى نُسكتَ قرقرةَ هذا القلبِ الحزينِ
صورتُكِ بين البروازِ تركتْني لأجل غير مسمى
لا تريدُ إكمالَ اللعبةِ
بلا أبوابَ أستقبلُ أيامي
أصبحتِ القطاراتُ تسكنُ رأسي
أراقبُ المغادرينَ والآتينَ
وأجلسُ مع المنتظرينَ
أنتظرُكِ …
تعالي نكنسُ هذا الظلامَ
ونعودُ معاً
نرشُّ على وجِه النسيانِ
ماءَ اللقاءِ
فيهدأُ غبارُ السؤالِ
ونصحو لمرةٍ بلا أحلامٍ
تكونُ الاصواتُ قد نضجتْ بداخلِنا
نحنُ من اعتدنا أنْ نغلقَ النوافذَ والابوابَ ونموتَ بداخلِنا ،،
هناء محمد راشد