عادت التكهنات بزيارة وشيكة يقوم بها الرئيس المكلف سعد الحريري إلى قصر بعبدا مطلع الأسبوع وربما الإثنين للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون وعرض تشكيلة حكومية شبه مكتملة من 18 وزيراً اختصاصياً عليه للوقوف على رأيه منها.
وذكر زوار بيت الوسط أن الحريري ارتأى عدم تقديم التشكيلة قبل المؤتمر الدولي الذي رعاه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كي لا يؤدي عدم التوافق على هذه التشكيلة إلى التأثير سلباً على أعمال المؤتمر.
وتأتي زيارة الحريري إلى القصر بعد أيام على دعوة الرئيس عون الحكومة المستقيلة إلى التوسّع في تصريف الأعمال إلى حين تشكيل الحكومة الجديدة، وبعد محاولات عون نقل السلطة الإجرائية إلى المجلس الأعلى للدفاع في غياب الحكومة وجلسات مجلس الوزراء.
وأفيد بأن قرار الحريري بالتوجّه إلى بعبدا تعزّز بعد نصيحة كل من الرئيس فؤاد السنيورة والرئيس تمام سلام بعدم وجود أي مصلحة في استمرار المراوحة في التأليف وضرورة أن يبادر الرئيس المكلف للقيام بخطوة ما كي لا ترتدّ عليه الاتهامات بتأخير التشكيل من ضمن المواصفات التي حدّدتها المبادرة الفرنسية، وتجلّت هذه المواقف بما أعلنه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي انتقد من بعبدا قبل فترة تشكيل الحكومة بالتقسيط.
واستكمالاً لموقفه الأخير، سأل الراعي في عظة الأحد: “هل من مبرّر لعدم تشكيل حكومة جديدة تنهض بلبنان الّذي بلغَ إلى ما تحت الحضيض والانهيار اقتصاديًّا وماليًّا ومعيشيًّا وأمنيًّا، وتعيده إلى منظومة الأمم؟ أين ضميرهم الفرديّ وأين ضميرهم الوطنيّ؟ ماذا ينتظرون أو يضمرون في الخفاء؟ وفي كلّ حال لبنان وشعبه وكيانه فوقهم جميعًا، وصامد بوفائه وكرامته!”.
ودعا الراعي “رئيسَ الجمهوريّةِ والرئيسَ المكلَّفِ، ومهما كانت الأسباب الحقيقيّة التي تؤخّر إعلانَ حكومةٍ جديدة، إلى تخطّي جميع هذه الأسباب، واتخاذ الخطوة الشجاعة وتشكيلِ حكومةِ إنقاذٍ استثنائية خارج المحاصصة السياسيّة والحزبيّة”، متوجّهاً إليهما بالقول: “لا تَنتظِرا اتّفاقَ السياسيّين فهم لن يتّفقوا، ولا تَنتظِرا انتهاءَ الصراعاتِ الإقليميّة فهي لن تنتهيَ. ألِّفا حكومةَ الشعب، فالشعبُ هو البدايةُ والنهاية، وهو الذي سيحسم بالنتيجة مصير لبنان”.
وكان المجلس المركزي لـ”التيار الوطني الحر” اتهم الحريري بالمماطلة في تشكيل الحكومة، وقال في بيان: “إنّ هذه المماطلة تحمّل المسؤول عنها الرئيس المكلف مسؤولية أخلاقية ووطنية فمن غير المقبول ربط تشكيل الحكومة بتبدّل الظروف وبالضغوط الحاصلة”.
واعتبر أنه “إذا كان ما يزيد في التأخير هو الوقوع في فخ الوعود المتناقضة، فإنّ الالتزام بوحدة المعايير والمبادئ كما يطالب التيار هو حبل نجاة للرئيس المكلّف”. ونبّه إلى “ضرورة احترام موقع رئاسة الجمهورية وصلاحياتها من دون أي انتقاص أو تجاوز”.
تزامناً، كان رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب يوجّه الدعوة إلى عدد من الوزراء وإلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومسؤولين ماليين وإداريين إلى اجتماع يوم الإثنين للتداول في موضوع الدعم للمواد والسلع الغذائية الأساسية مع بلوغ الاحتياطي في مصرف لبنان الخط الأحمر بعد شهرين.
القدس العربي