بقلم الكاتبة السورية أ. نغم الجوجو
أصبحنا في عالم أسود حتى النقاط البيضاء التي كانت تحفّه اختفت وأضحت من الماضي ، و شروق الشمس تغير وأصبح مؤلماً للبعض لأنّه يعبر عن بداية يوم يحيط به الشقاء من جديد ، هذا يقتل هذا بكلامه وأفعاله ؛ نعم لا تستهجنوا الوصف فبعض الكلمات قبور و بعض الأفعال سيوف حادة تخترق الروح ولكن الغريب في الأمر أن الأرواح لا تموت من اختراق الفعل لجوفها بل من الشخص الذي صدر منه هذا الفعل هذه تكون الضربة القاضية التي تطرحك أرضاً وتشعرك بخيبة الأمل ، ومن جهة أخرى ترى أناساً يقترفون أبشع الجرائم في حق الخلق ولكنهم إسكاتاً لضميرهم إن وجد يقومون بالأعمال الخيّرة ككسوة وتبرير ساقط لأعمالهم وكأنهم يرشون السكر على الموت ، ولكنهم لا يعلمون أن المجرم مهما تمسّح بدعوات الفقراء سيبقى مجرماً ، ومن زاوية سوداء أخرى في هذه الكرة الأرضية بشر تراهم من بعيد يعيشون الحياة ببساطة وابتسامة دائمة ولكنك لو جربت الدخول في عقولهم وقلوبهم لرأيت هؤلاء مبتلون بمرض التفكير ، عقولهم لا تنفك عن التفكير والتحليل ووضع الأمور مواضعها والموجع في الأمر أنهم لا ينسون وكأن عقلهم يعاقبهم على ذنب لم يقترفوه وليس هذا وحسب فقلبهم يتضامن مع دماغهم ولا يترك فرصة إلا وينتهزها لعقابهم وكأن أحداً يوجه لك ضربة قوية مباشرة إلى موضع قلبك ، نعم لا أحد يموت من قلة الحب والعاطفة ولكن الكثير يموتون من كثرة الحزن والقسوة على أنفسهم فارحموهم ، العالم مليء بالصعوبات و الكثير أصبح يجاهد للعيش بسلام دون انكسار او خيبات أمل متجددة ، دون ألم وحزن يفتت أرواحهم … دون عقاب من أجسادهم على حزنهم … دون رجفة قلب وحرق عمر …. فكونوا جابرين للخواطر لتدرككم العناية حتى لو كنتم في جوف المخاطر فلا تعلمون لعل الله يجعل هذه البقعة السوداء الواسعة فسحة بيضاء يخرج منها النور وتبعث الحياة في الأرواح الخاويّة.
انسان