بناه الجيش بطول 5 آلاف كيلومتر لإخفاء صواريخ بكين الباليستية وضمان تحصينها
قال عقيد سابق في جيش التحرير الشعبي الصيني، إن بلاده تمتلك اليوم قوة نووية للرد على أي ضربات عسكرية. وأضاف وانغ شيانغسو أمام منتدى موغانشان، أن الجيش الصيني بنى “سور الصين العظيم” تحت الأرض، وهو مؤلف من شبكة أنفاق لإخفاء وتحريك ترسانته من الصواريخ الباليستية.
ولفت شيانغسو الذي يعمل حالياً أستاذاً في جامعة بيهانغ في بكين، أن الطريقة التي جرى بها تخزين مقدرات بلاده العسكرية، أُريد بها ضمان تفوق الصين وتحصين أمنها “حتى في أسوأ السيناريوهات”.
وناقش المنتدى الذي استمر أربعة أيام في وقت سابق عديداً من القضايا المحلية والدولية والخطة الخمسية الجديدة للصين، لكن مضمون تصريحاته بحسب “ساوث تشاينا مورننغ بوست” لم يُعلن عنها إلا اليوم الأربعاء.
وقال إن الصين اتخذت سلسلة من الإجراءات على مر السنين لتأسيس قدرة لصد الضربات، والرد على أي هجوم نووي. وإضافة إلى بناء أنفاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، طورت الصين صواريخ متقدمة ووسعت “مياه الحصن” في الجنوب والبحر الأصفر، حيث يمكن لغواصات الصواريخ الباليستية أن تعمل بأمان.
وأضاف، “لقد رسموا الحد الأدنى من المواجهة بين الصين والولايات المتحدة، وأنها من غير المرجح أن تتحول إلى غزو واسع النطاق، وهو أساس مهم “لحسابات كلا الجانبين”.
وكانت الصين قد تعهدت “عدم الاستخدام الأول” للأسلحة النووية، ويُعتقد أن لديها ما بين 200 و300 رأس نووي، وهو جزء بسيط لدى مقارنته بنحو 4 آلاف رأس نووي تمتلكها كل من روسيا والولايات المتحدة.
وذكرت وسائل الإعلام الحكومية الصينية في عام 2018 أن الجيش قد بنى “سور الصين العظيم” تحت الأرض بطول 5000 كيلو متر (3100 ميل) من الأنفاق في جميع أنحاء البلاد للاختباء والتحرك وإطلاق الضربات النووية المضادة. وفي اللقطات العسكرية عُرضت صواريخ باليستية عابرة للقارات يتم تحميلها على شاحنات وقيادتها عبر الأنفاق.
وأنشأت الصين أيضاً قدرات نووية بحرية ثابتة في عام 2015، عندما زودت الغواصات النووية ذات الصواريخ الباليستية من طراز (094A SSBNs) بصواريخ (JL-2 SLBM) في الدوريات، ما زاد من إمكانية الرد إذا أُخرجت الصوامع الأرضية. ويمتلك جيش التحرير الشعبي قاعدة صواريخ SSBN في بحر الصين الجنوبي، حيث المياه أعمق، بالتالي أكثر أماناً لعمليات الغواصات السرية، وقاعدتي صواريخ في البحر الأصفر الأقرب إلى البر الرئيس للولايات المتحدة.
عناد مع طائرات التجسس الأميركية
وقال وانغ، “إن طائرات التجسس الأميركية عثرت على شبكات الغواصات النووية ذات الصواريخ الباليستية الخاصة بالصين في بحر الصين الجنوبي، وهي تعمل في خنادق يصل عمقها إلى 3000 متر، فيما تعمل الجزر الاصطناعية التي بنيناها كمنطقة إطلاق صواريخ SLBM”، مضيفاً أن البحر الأصفر كان منطقة أخرى للعتاد الصيني، ما يجعل الولايات المتحدة في المرمى الصيني.
وكان جيش التحرير الشعبي طور مجموعة الصواريخ الخاصة به، فقد ابتكر أول صاروخ طائرة شراعية تفوق سرعة الصوت في العالم، DF-17، وهو سريع بما يكفي لاختراق نظام الدفاع الصاروخي الأميركي، وفقاً لما قاله وانغ. وتابع “كل هذه الإجراءات تعني أنه من غير الممكن للولايات المتحدة أن تشن ضربة نووية ضخمة ضد الصين”.
في المنتدى أيضاً، كشف وانغ لأول مرة عن صواريخ DF-26B و DF-21D “حاملة الطائرات القاتلة” التابعة لجيش التحرير الشعبي، وقال إنها أصابت بنجاح سفينة متحركة في بحر الصين الجنوبي في اختبار في أغسطس (آب)، ما أرسل تحذيراً للولايات المتحدة “بعدم القيام بأي مخاطرة عسكرية”.
انتدبنت عربي
كفاية أولير