“البودكاست” قادم والرأي العام يتشكل بـ”راحة نفسية”

شخصنة الوجبة السياسية وتقديم محتوى يناسب ذوق المتلقي من أقوى نقاطه لكنه قد يؤدي إلى مزيد من الاستقطاب

أمينة خيري

البودكاست أداة مؤثرة وفاعلة وقادمة بقوة تؤثر أكثر مما تتأثر وتعد الملايين بأن يكونوا جزءاً من محادثة تجري أو قصة تحكى عن أي شيء وكل شيء لكن تبقى السياسة في زمن الـ”بودكاست” من أكثر المفاهيم المؤثرة والمتأثرة بهذه المنصة التكنولوجية والأداة المتفردة التي احتار الجميع في تصنيفها فلا هي “سوشيال ميديا” ولا هي إعلام بالمعنى التقليدي هي بودكاست.

هذه الملفات من التسجيلات الصوتية أو الفيديوهات الرقمية ليست مجرد محتوى يسمعه ويشاهده بين 505 ملايين شخص بحسب مؤسسة “بيو” البحثية، و564 مليون شخص بحسب تقديرات جهات إحصائية مستقلة على وجه الأرض. هي أدوات تمهد الطريق لسياسات من دون أخرى، وتشكل الرأي العام في توجهات أكثر من غيرها، وتملأ وقت الفراغ، وفي أقوال أخرى تهدر الوقت والجهد والأعصاب، بما هو مفيد، وربما غير مفيد.

هي أداة مؤثرة وفاعلة وقادمة بقوة، تؤثر أكثر مما تتأثر، وتعد الملايين بأن يكونوا جزءاً من محادثة تجري أو قصة تحكي عن أي شيء وكل شيء، لكن تبقى السياسة في زمن الـ”بودكاست” من أكثر المفاهيم المؤثرة والمتأثرة بهذه المنصة التكنولوجية والأداة المتفردة التي احتار الجميع في تصنيفها، فلا هي “سوشيال ميديا”، ولا هي إعلام بالمعنى التقليدي.

المتابعون الأوفياء

هو “بودكاست” يقول متابعوه الأوفياء، إنهم يجدون فيه الترفيه والتعليم والتحول بعيداً من الإزعاج، لا سيما حين يتعلق الأمر بالبحث عن تحليل وتفسير لما يستعصي فهمه من سياسات، و”فش غل” لما يصعب قبوله من تهورات عسكرية وترهات الحروب والصراعات، أو يسعون لفهم قضية جدلية من كل وجهات النظر.

قيل وكتب وتم بحث كثير من أبعاد التدوين السياسي بأشكاله على منصات الـ”سوشيال ميديا” مثل “فيسبوك” و”إكس” و”تيك توك” و”إنستغرام” وغيرها. بدءاً من كونها أداة تمكين وتعبير سياسي للجميع، مروراً بالأخبار الكاذبة والمفبركة، وانتهاء بمساهمة البعض منها بطرق غير مباشرة في إشعال ثورات أو إطلاق فتن أو صناعة قادة وزعماء افتراضيين، بات الجميع يعرف أن منصات التواصل الاجتماعي أسلحة ذات حدود عدة.

أما “الـبودكاسـت” فلا يزال يغرد منفرداً على الساحات السياسية، لا سيما الغربية، وكذلك في غرف الجلوس مساء ومنها إلى النوم حتى ساعة متأخرة من الليل أو مبكرة من الصباح.

الأصوات الصادرة من الشقق السكنية المتلاصقة بات غريباً. لم يعد صوت المذيع الشهير يصدح ليلاً، أو خطاب الرئيس يجلجل وقت البث على الهواء وعلى مدار اليوم للإعادة والإفادة. حتى أصوات الأغنيات المتداخلة والمتشابكة لم تعد سمة البيئة الصوتية الوحيدة.

ساسة سابقون، عسكريون متقاعدون، هواة مبتدئون، مذيعون وصحافيون موقوفون أو مطرودون، محللون عصاميون، خبراء محنكون يرتكنون على خلفيات أكاديمية أو قراءات سياسية واقتصادية واجتماعية معمقة، باحثون عن الشهرة وحبذا قدر من المال، وربما ضباط أو متعاونون مع أجهزة استخبارات هنا أو هناك يضخون يومياً ملايين المقاطع المسموعة أو المرئية التي تحمل محتوى ما يهم ملايين الأشخاص، وهو محتوى يقول صانعوه ومتلقوه ومحللوه إن له مفعول السحر، إذ يغير حياة الناس بأشكال شتى.

التأثير في الغرب أقوى

يظل تأثير الـ”بودكاست” السياسي في الغرب الأقوى والأوضح. وعلى رغم تسلل محتوى الـ”بودكاست” إلى وسائل إعلام عربية عدة، لتصبح محتوى ثابتاً ضمن الخدمات الإخبارية والتحليلية المتاحة، وعلى رغم وجود عديد من الشخصيات العربية التي أقبلت على عالم الـ”بودكاست” سواء بوصفهم مستخدمين أو صناع محتوى، فإنه يظل عالماً محدوداً إلى حد كبير، ومغلقاً على أهله لحين إشعار آخر.

جو روغان هو الاسم الأشهر في عالم الـ”بودكاست” عالمياً أو على وجه الدقة غربياً. ولأن الـ”بودكاست” هو اسم الوسيلة، وليس منصة سوشيال ميديا تملكها شركة تقيس المشاهدات وتعلن الميزانيات وتحدد الأعلى مشاهدة وتضع المعايير والمقاييس التي يجب على المستخدمين اتباعها، فإن الأرقام والإحصاءات تعتمد في المقام الأول والأخير على تكهنات لجهات وأشخاص مستقلين، ولا يمكن اعتبارها مصدراً موثوقاً أو موثقاً.

جو روغان الأشهر

الجانب الأكبر من هذه المصادر تؤكد أن الـ”بودكاست” الذي يقدمه الممثل الكوميدي ولاعب الرياضات القتالية سابقاً والـ”بودكاستر” الحالي جو روغان هو الأكثر انتشاراً وتأثيراً. أستاذة العلوم السياسية الأسترالية ماريا را تشير في دراسة عنوانها الـ”بودكاست والاستماع السياسي الصوت والحميمة في تجربة جو روغان” إلى أن التكنولوجيا التي يعتمد عليها الـ”بودكاست” تتيح لكل من صانعها ومتلقيها تحدي السلطة، وذلك بحكم أن عملياتها الإنتاجية وبثها وتلقي التعليقات والمشاركات حولها أمور تقع خارج نطاق الدولة والسوق الرسمية.

AFP__20220730__1411736736__v1__Preview__Ufc277WeighIn.jpg

ودكاست” جو روغان هو الأكثر انتشاراً وتأثيراً (أ ف ب)

وعلى رغم أن دراسة ماريا را تتطرق أكثر إلى الـ”بودكاست” السياسي المسموع، وهو ما تسميه “الاستماع السياسي”، فإنه يمكن تعميم ملحوظاتها ونتائجها على الـ”بودكاست” المرئي كذلك. تقول، “البث الصوتي غير الرسمي المتمثل في الـ’بودكاست’ المسموع قدم ما هو أكبر من ميزة السرد الصوتي المعتاد عليه في الإذاعة. وضع أسس علاقة قوية بين المضيف والمستمع عبر محتوى أكثر ثرثرة، وأقل مهنية أو احترافاً، وهو ما يجعله أكثر طبيعية وقرباً من المتلقي، هذا النوع من الاستماع السياسي لديه القدرة على السماح بالاختلاف من  دون شبهة محاباة، وتوفير مساحات أكبر من التقارب الثقافي والاجتماعي بين المتلقين وبعضهم البعض، وبينهم وبين المضيفين، من أصحاب الـ’بودكاست’”.

وعلى رغم شبح قواعد السوق والسعي وراء تحقيق المكاسب والرغبة في الشهرة وبالطبع المال من هذا الوسيط الذي وصل متأخراً إلى عالم التواصل والاتصال السياسي، وذلك بظهور شركات تجارية لإنتاج الـ”بودكاست”، هي أشبه بشركات الإنتاج التلفزيوني والإذاعي، وهو ما يعني خضوع المحتوى بشكل أو بآخر لمعايير ومتطلبات وأهداف السوق وصاحب الشركة، إلا أن جانباً غير قليل منها، إضافة إلى الـ”بودكاست” المصنوع في غرفة الجلوس أو في المقهى لا يزال يؤثر بشكل متفرد.

حميمية وشخصنة

الحميمية، وشخصنة الوجبة السياسية أو تقديم محتوى سياسي يناسب ذوق المتلقي ويجاري توجهاته ويحقق له أهدافاً نفسية واجتماعية تعد من أقوى نقاط الـ”بودكاست” السياسي، لكن هل الحميمية في العرض السياسي، والراحة النفسية التي تنشأ عن الوجود في بيئة ذات توجهات وآراء سياسية تتطابق أو تتقارب مع المتلقي أمراً طيباً بالضرورة؟

مايا حامد (60 سنة) تتابع عشرات الـ”بودكاست” السياسية يومياً. تقول إنها توقفت تماماً عن متابعة الإعلام التقليدي، سواء المكتوب أو المذاع أو المرئي. تجد في مجموعة منتقاة من مقدمي الـ”بودكاست” ما يحقق أهدافها من دون ضغط نفسي مزعج أو توتر ينجم عما تصفه بـ”وحشية التوجهات” أو “محدودية الرؤى”.

توليفتها المنتقاة لا تعتمد فقط على جودة المحتوى السياسي، لكن أسلوب مقدم الـ”بودكاست”، ونوعية ضيوفه إن وجدوا، ومدى قدرته على توصيل المعلومات وشرح وجهة النظر والتحليل بطريقة هادئة ومن دون انفعال.

توليفة مفضلة

تتضمن توليفة الـ”بودكاست” المفضلة ما يقدمه الصحافي البريطاني أوين جونز ونيما خورشيد وسام سيدار وحسن آبي وغيرهم ممن يتطرقون إلى قضايا مثل حرب غزة وقضايا الفقر وعدم المساواة والظلم وغيرها.

AFP__20240719__364K3KY__v1__Preview__VenezuelaElectionVoteYouth.jpg

لكل مقدم بودكاست أسلوبه الخاص (أ ف ب)

ترى حامد أن ما يعنيها أن يكون الـ”بودكاستر” يتحلى بالصدق والأمانة في طرح الزوايا المختلفة في القضايا الرئيسة، مثل “الإبادة الجماعية في غزة” و”العدوان الإسرائيلي” و”الظلم الواقع على الشعوب العربية لا سيما الفقيرة التي تعاني حروباً وصراعات لا ناقة لهم فيها ولا جمل”.

الصدق والأمانة

لكن ما تراه حامد صدقاً وأمانة في التطرق إلى مصائب مثل حرب غزة وغيرها عبر “بودكاست” بعينه، هو كذب وتدليس في العرض، حيث إن “حماس جماعة إرهابية اعتدت على شعب إسرائيل الأعزل” وإن “معاداة السامية خطر فادح” وإن “يهود العالم قد يكونون مقبلين على هولوكوست جديد بفعل سكوت العالم”.

القطبية المسيطرة على أنظمة العالم وشعوبها، التي أسهمت فيها الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي والشبكة العنكبوتية وتطبيقاتها الرقمية وغيرها لم تستثن الـ”بودكاست”، لكن هناك شعوراً ما أن محتوى الـ”بودكاست”، لا سيما المستقل، يتحلى بقدر أوفر من الصدق والموضوعية، مقارنة بغيره من المحتوى الذي يقدم على منصات التواصل الاجتماعي، وكذلك الإعلام التقليدي.

من جهة أخرى، فإن الإعلام التقليدي يعاني في كثير من دول العالم، بما فيها وسائل الإعلام الغربية التي كانت تتحلى بقدر وافر من الاحترام واكتسبت سمعة عالمية باعتبارها مصادر موثوقة للأخبار والتحليلات، بعيداً من الانحياز والمصالح والتحزبات، من سقوط مدو، لا سيما في أعقاب حرب غزة.

طرفا النقيض ينتقدان التغطيات الإعلامية باعتبارها متحيزة للآخر!

الهروب إلى الـ”بودكاست”

الهروب إلى الـ”بودكاست” على وقع حرب القطاع كان مريحاً للغاية. الواقفون على جبهة غزة والقضية الفلسطينية والحق الإنساني في وقف الإبادة وجدوا ما يبتغون من تغطيات خبرية، وتحليلات سياسية، ورؤى اجتماعية إنسانية في ملايين الـ”بودكاست”، وتحديداً ما تقرره لهم الخوارزميات، بناء على اختياراتهم المسبقة وتفضيلاتهم.

والواقفون على جبهة إسرائيل والوطن القومي لليهود وحق إسرائيل في البقاء وعدم التعرض للإرهاب والهجمات المستمرة وجدوا ما يبحثون عنه من أخبار وتحليلات أيضاً في توليفة بودكاست تقيهم “شرور” التغطيات الإعلامية التي تتطرق إلى قتلى القطاع أو ضحايا جنوب لبنان أو الغطرسة الإسرائيلية، وهلم جرا، وذلك بناء على عمل الخوارزميات وما تقرره.

قرارات خوارزمية

قرارات الخوارزميات تخلق حالة من الشعور غير الدقيق بأن العالم، ممثلاً في توجهات مجموعة “بودكاست” بعينها ومحتواها بات على بينة من الحق الفلسطيني والعدوان الإسرائيلي، أو الحق الإسرائيلي والعدوان الفلسطيني.

وكل من التوليفتين تمنح المستخدم راحة نفسية عظيمة. تقول مايا حامد، إنها بعد عامين من الهجرة إلى الـ”بودكاست” بديلاً للإعلام، وعام من المتابعة المكثفة، تجد قدراً وافراً من الراحة النفسية واستعادة الثقة في هذا العالم. تقول، “حين أتفاعل مع محتوى لأحد أصحاب الـ’بودكاست’ المفضلين لدي لما يقدمه من رؤية ثاقبة للحق الفلسطيني وتعرية للأكاذيب الإسرائيلية، ثم أقرأ التعليقات تعود لي الثقة في قدرة العالم للعودة إلى صوابه. كثيرون من جنسيات غربية مختلفة يكتبون أنهم كانوا مغيبين لسنوات أو عقود طويلة اكتفوا خلالها بالإعلام التقليدي مصدراً للأخبار وملهماً للرأي العام، لكن اكتشفوا الحقيقة عبر البودكاست”.

تبقى مشكلة صغيرة، ألا وهي أن الجانب المضاد اكتشف هو الآخر حقيقة مناهضة!

من يتابع؟

بحسب “هيئة تنظيم الاتصالات البريطانية”، فإن الأعوام القليلة الماضية شهدت زيادة قليلة لكن ثابتة في متابعة الـ”بودكاست” في بريطانيا. وتشير إلى أن عدد البالغين البريطانيين المتابعين للـ”بودكاست” يبلغ نحو 11.7 مليون شخص، أي نحو 20 في المئة من البالغين. وبعد عامين من التراجع، عاد الشباب المتراوحة أعمارهم بين 15 و24 سنة لمتابعة الـ”بودكاست” في العام الحالي 2024. السن الأصغر يظل متأرجحاً بين الارتباط بمحتوى أو منصة ما، ثم هجرة، ومن ثم العودة وهكذا.

AFP__20240821__2167682886__v1__Preview__IheartpodcastsAtPodcastMovementDc2024.jpg

بدأت الـ”بودكاست” السياسية تحظى بثقة أعداد متزايدة من المتابعين في الغرب (أ ف ب)

ولا تختلف الأرقام كثيراً في الولايات المتحدة الأميركية، إذ تشير مؤسسة “إديسون للبحوث” أنه في العام الحالي 2024. يتابع نحو 59 في المئة من الأميركيين المتراوحة أعمارهم بين 12 و34 سنة الـ”بودكاست” خلال الشهر. كما تابع 55 في المئة من الأميركيين المتراوحة أعمارهم بين 35 و54 سنة الـ”بودكاست” خلال الشهر نفسه.

انتخابات الـ”بودكاست”

وصف البعض الانتخابات العامة البريطانية في يوليو (تموز) الماضي بأنها كانت “انتخابات البودكاست”. وشهدت عمليات تحميل الـ”بودكاست” السياسي الأشهر ارتفاعاً في الأسابيع القليلة التي سبقت الانتخابات بنحو 50 في المئة. وتحدثت مؤسسات رصد أكاديمية عن قوة تأثير الـ”بودكاست” في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي انتهت بفوز المرشح الجمهوري دونالد ترمب، وذلك بتنافس صناع المحتوى على تقديم ما يدعم ترمب أو منافسته الديمقراطية كامالا هاريس على مدار أسابيع طويلة.

غربياً، الـ”بودكاست” يزدهر، وقدرته على سحب البساط من تحت أقدام الإعلام التقليدي، بما فيها الـ”بودكاست” التابع لمؤسسات إعلامية تقليدية تتضح يومياً. تفسيرات كثيرة يتم طرحها، بين فقدان ثقة في التغطيات التقليدية، وضيق وقت وصبر لمتابعة برامج بأكملها أو قراءة موضوعات مطولة، وشعور مريح بأن ما يبحث عنه المتلقي من وجبات سياسية مكثفة بعناصر تحليل وتفسير وأخبار مقنعة ومريحة نفسياً جميعها تمثل عناصر جذب وعوامل تثبت أقدام الـ”بودكاست” في المستقبل القريب.

غموض عربي

عربياً، يكتنف الـ”بودكاست” غموض ناجم عن غياب الأرقام، وعدم وجود أدوات أو وسائل رصد لمن يقبل على متابعة ماذا؟ ولماذا؟ لكن الواضح هو أن الـ”بودكاست” لا يزال في بداية الطريق، ولم يحقق بعد ما حققه محتوى “تيك توك” أو حتى “فيسبوك” و”إكس” و”إنستغرام” وغيرها.

من جهة أخرى، ولأسباب بعضها معلوم ثقافياً وتاريخياً، والبعض الآخر يحتاج بحثاً ودراسة، يندر وجود محتوى جاد وجذاب يناقش القضايا الجدلية بهدوء من دون نعرات أو عصبية أو اتهام من يعرض وجهة النظر الأخرى بالخيانة أو العمالة أو الكفر أو الجهل.

على سبيل المثال لا الحصر، يستحيل أو لا يتوقع وجود محتوى “بودكاست” يشبه “باد هزبارا” أو “الشرح (أو البروباغندا) السيئة” الذي يقدمه كل من مات ليب ودانيال ماتى، وكلاهما يهودي، لكن يرى أن ما تقدمه إسرائيل من إعلام، لا سيما منذ بدء حرب غزة هو “بروباغندا” سيئة. ويتراوح المحتوى المقدم بشكل ساخر لكنه مليء بالمعلومات والرؤى الذاتية اليهودية لحجم التدليس والكذب والمعايير المزدوجة من قبل إسرائيل، وذلك من دون التشكيك في حق الإسرائيليين في البقاء وعدم التعرض لهجمات أو حروب.

دعم وتبرعات

من جهة أخرى، بدأت الـ”بودكاست” السياسية تحظى بثقة أعداد متزايدة من المتابعين في الغرب، وهو ما ينعكس في تزايد التبرعات التي يقدمها مواطنون عاديون لمساعدة أصحاب الـ”بودكاست” المستقل على المضي قدماً. ومنهم من يقول إنه قرر توجيه قيمة الاشتراك في صحف مثل “نيويورك تايمز” أو “الغارديان” أو غيرهما لأصحاب “بودكاست” مستقلين، لقناعتهم بأنهم يقدمون صحافة مستقلة بلا أهواء.

اندبندنت عربيه