استراتيجيات غير دوائية للتحكم في ضغط الدم

في خطوة مهمة نحو معالجة مشكلة ارتفاع ضغط الدم الذي يصعب السيطرة عليه، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية في عام 2023 على استخدام نظامين لإزالة التعصيب الكلوي، وذلك كعلاج تكميلي للأشخاص الذين لا يستطيعون السيطرة على ضغط الدم من خلال تغييرات نمط الحياة أو الأدوية. تُعد هذه المشكلة الصحية من أبرز التحديات التي تواجه العديد من المرضى في الولايات المتحدة.

كيفية عمل الأنظمة الجديدة لإزالة التعصيب الكلوي

تتمثل فكرة إزالة التعصيب الكلوي في تعطيل بعض الأعصاب المحيطة بالشرايين الكلوية التي تزود الكليتين بالدم. يعمل أحد الأنظمة باستخدام الموجات فوق الصوتية لاستهداف الأعصاب، بينما يعتمد النظام الآخر على الموجات الراديوية. ولا يزال نظام آخر يستخدم الكحول قيد المراجعة من قبل إدارة الغذاء والدواء.

تلعب الأعصاب المنتشرة في الجسم دورًا مهمًا في تنظيم ضغط الدم من خلال تلقي إشارات من الدماغ والقلب والكليتين. وعند زيادة نشاط هذه الأعصاب، يمكن أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع ضغط الدم. لذلك، يمكن أن يؤدي تعطيل بعض الأعصاب حول الشرايين الكلوية إلى خفض ضغط الدم بشكل فعال.

المرشحون المحتملون لعلاج إزالة التعصيب الكلوي

المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم المقاوم، والذي يُعرف بارتفاع الضغط على الرغم من تناول ثلاثة أدوية أو أكثر، بما في ذلك مدرات البول، هم أبرز المرشحين لهذه الأنظمة العلاجية. وحسب جمعية القلب الأميركية، فإن نحو واحد من كل سبعة أشخاص يعانون من هذه الحالة يمكن أن يكونوا مرشحين مثاليين لهذا العلاج.

ولكن ليست هذه الفئة فقط هي المرشحة لهذا النوع من العلاج. فحتى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، رغم اتباعهم لتغييرات في نمط الحياة وتناول الأدوية، يمكن أن يستفيدوا من العلاج في حال كانوا يعانون من صعوبة في الوصول إلى الهدف المطلوب لضغط الدم.

فاعلية إجراء إزالة التعصيب الكلوي

أظهرت الدراسات أن نظام إزالة التعصيب الكلوي قادر على خفض ضغط الدم الانقباضي (الرقم الأول في قراءة الضغط) بنحو 8 إلى 9 نقاط، وهو نفس التأثير الذي يحصل عليه الأشخاص عند تناول دواء واحد. ومع ذلك، تختلف استجابة المرضى لهذا الإجراء؛ حيث يختبر البعض انخفاضات كبيرة في الضغط، بينما قد لا يستجيب آخرون بنفس القدر.

حتى الآن، تشير الأبحاث إلى أن الفوائد الناتجة عن هذا الإجراء قد تستمر لمدة ثلاث سنوات على الأقل، مما يعطي الأمل في تقديم حل طويل الأمد للمرضى الذين لا يتحسن ضغط دمهم بالأدوية وحدها.

كيفية إجراء إزالة التعصيب الكلوي

يتم إجراء هذا العلاج عن طريق إدخال قسطرة رفيعة ومرنة إلى الأوعية الدموية عبر الفخذ، ثم يتم تمريرها عبر الشرايين إلى الكلى. من خلال القسطرة، يتم تعطيل الأعصاب المحيطة بالشرايين الكلوية باستخدام جهاز صغير. عادة ما يتم هذا الإجراء تحت التخدير الواعي، مما يجعل المرضى يشعرون بالاسترخاء والنعاس، مع احتمال حدوث بعض الألم.

يستغرق الإجراء حوالي 45 دقيقة، وبعده يبقى المريض في المستشفى أو المركز الطبي لمدة 6 ساعات على الأقل للراحة والمراقبة. في بعض الحالات، قد يحتاج المريض إلى البقاء في المستشفى ليلة واحدة.

مستقبل إزالة التعصيب الكلوي

على الرغم من أن هذا الإجراء يتم حاليًا في المراكز الطبية الرئيسية فقط، إلا أن هناك توقعات بأن يتم استخدامه على نطاق أوسع في السنوات القادمة، خاصة مع تطوير قسطرة المعصم التي ستسهل العملية بشكل كبير وتقلل من المخاطر المرتبطة بالقسطرة عبر الفخذ.

وفي المستقبل، يتوقع الأطباء أن يتم استخدام هذا العلاج أيضًا للأشخاص الأصغر سنًا الذين تم تشخيصهم حديثًا بارتفاع ضغط الدم، كبديل للعلاج الدوائي التقليدي، مما قد يفتح آفاقًا جديدة في معالجة هذا المرض المزمن.

بموافقة إدارة الغذاء والدواء على هذه الأنظمة العلاجية الجديدة، تزداد فرص السيطرة على ضغط الدم لدى المرضى الذين يواجهون تحديات في استخدام الأدوية التقليدية. هذه التقنيات تعد إضافة هامة في ساحة العلاج لارتفاع ضغط الدم المقاوم، ومن المتوقع أن تحدث ثورة في علاج هذه الحالة الصحية المقلقة.