توصلت دراسة جديدة إلى أنَّ تبني عادات سكان منطقة البحر المتوسط مثل القيلولة المنتظمة والتواصل الاجتماعي مع الأصدقاء يمكن أن يقلل من مخاطر الموت المبكر. وينصح خبراء الصحة العالميون بأنَّ نمط الحياة التقليدي لبلدان مثل إسبانيا وإيطاليا واليونان هو مفتاح لحياة أطول وأكثر صحة.
يشمل هذا النمط نظاماً غذائياً غنياً بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، مع انخفاض تناول السكر والملح، بالإضافة إلى تخصيص وقت للتواصل الاجتماعي والراحة والنشاط البدني وتناول الطعام، وفق ما جاء في تقرير لصحيفة The Times البريطانية نُشر الخميس 17 أغسطس/آب 2023.
مفتاح لحياة أطول
وجدت الدراسة الجديدة التي شملت أكثر من 110 آلاف بالغ في بريطانيا أنَّ أولئك الذين يلتزمون بشدة بهذه العادات هم أقل عرضة للوفاة المبكرة أو الموت بسبب السرطان.
كما يتضح من الدراسة أنَّ الحصول على قسط كبير من الراحة وممارسة الرياضة، وتخصيص وقت للتواصل مع الأصدقاء، هي عوامل أساسية في تقليل فرص الوفاة نتيجة نوبة قلبية أو سكتة دماغية.
فيما قال الأستاذ المساعد للصحة البيئية في كلية تي إتش تشان للصحة العامة بجامعة هارفارد، رامون واي كاجال، والمُعدة الرئيسية في الدراسة، مرسيدس سوتوس برييتو: “تشير هذه الدراسة إلى أنه من الممكن للسكان غير المتوسطيين تبني النظام الغذائي للبحر المتوسط باستخدام المنتجات المتاحة محلياً واعتماد نمط الحياة المتوسطي الشامل ضمن سياقاتهم الثقافية الخاصة. نحن نرى قابلية نقل نمط الحياة وآثاره الإيجابية على الصحة”.
بينما ربطت دراسات سابقة بين أسلوب حياة سكان البحر المتوسط والفوائد الصحية، بما في ذلك انخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والاكتئاب والضعف والألم والسكري واضطرابات التمثيل الغذائي الأخرى والخرف والموت المبكر. ومع ذلك، فقد أُجرِيَت معظمها على السكان الذين يعيشون في دول البحر المتوسط.
أكثر من 100 ألف مشارك
لكن في الدراسة الجديدة، استخدم الباحثون بيانات من 110.799 بالغاً مشاركين في دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة.
قُيِّم المشاركون وفقاً لمدى قربهم من نموذج البحر المتوسط المثالي في ثلاث فئات – “استهلاك الطعام”، أو تناول الأطعمة الأساسية مثل الفواكه والحبوب الكاملة، و”العادات الغذائية”؛ مثل الحد من الملح واختيار المشروبات الصحية، و”النشاط الجسدي والراحة والعادات الاجتماعية والعيش المشترك”، بما في ذلك عادات مثل أخذ قيلولة منتظمة وممارسة الرياضة وقضاء الوقت مع الأصدقاء.
كما تتبعت الدراسة المشاركين لمدة 9 سنوات في المتوسط. وخلال الدراسة المنشورة في مجلة Mayo Clinic Proceedings، تُوفِي 4247 شخصاً، بما في ذلك 2401 من السرطان و731 من أمراض القلب والأوعية الدموية، التي تشمل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
فيما وجد الباحثون أنَّ ربع الأشخاص الذين حصلوا على أعلى التقييمات في اتباع نمط الحياة في منطقة البحر المتوسط كانوا أقل عرضة للوفاة لأي سبب بنسبة 29% مقارنةً بأولئك الذين حصلوا على أقل الدرجات. وخلُص الباحثون إلى أنَّ تبني عادات سكان منطقة البحر المتوسط كان ممكناً، ويمثل جزءاً من عيش أسلوب حياة صحي في بريطانيا.
حيث قالت تريسي باركر، خبيرة تغذية صحة القلب في مؤسسة القلب البريطانية: “من المعروف منذ فترة طويلة أنَّ الأنظمة الغذائية المتوازنة مثل النظام الغذائي على طراز منطقة البحر المتوسط يمكن أن تساعدك على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والدورة الدموية وعوامل الخطر المُسببة لها؛ مثل داء السكري من النوع الثاني والسمنة وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول. وتقدم هذه الدراسة دليلاً آخر على صحة ذلك”.