د. أسمهان ماجد الطاهر
يختلف البشر في تصوراتهم وإحساسهم بحسب ما يواجهونه من مواقف وأحداث. ما تمر به في طريق الحياة يخلق لديك سيطرة قوية على مخزون الإدراك والعواطف الذي تملكه، فالإنسان هو حصيلة تجاربه وخبراته ومعرفته وحتى بيئته الذي عاش بها.
التأثير العاطفي والوجداني للمواقف يختلف من شخص للآخر فمثلا تأثير اللغة الشعرية والتذوق الجمالي المرتبط بها يختلف بين البشر، وذلك ناتج عن الدوافع البشرية التي شدتهم للانخراط في استقبال الشعر، مع الإيمان بحقيقة أن الشعر قادرًا على إثارة مشاعر إنسانية جميلة وقوية.
والسؤال الذي يجول بخاطري هل هذا الاستجابة في الإحساس تشبه تلك الموجودة عند سماح الموسيقى، أو الفن المسرحي، ولما البعض يحب الشعر ! وآخرون يحبون الموسيقى، رغم أن جميعها تندرج تحت مظلة الفنون والثقافة.
السبب من وجهة نظري أن البشر يختلفون في استجابتهم لكل ما يحدث حولهم، وبالتالي التفسيرات العاطفية تختلف.
نحن مختلفون في الاستجابة لكل ما يحدث في حياتنا ولكل منا ذوقه وطبع يحكم إحساسه بالكون.
المشاعر ليست معقدة ويمكن تفسيرها وتجسيدها ببساطة، عندما نسمح لأنفسنا أن نشعر بها بطريقة نقية.
فمثلا غالبًا ما تبدأ عملية التخلص من الحزن المكبوت، بالتعبير عنه أما بالكلمات أو الكتابة وقد نضعف فنعبر بالدموع.
لا تتردد في التعبير عما يجول بقلبك. عندما تحكي قصة ما يكون هناك أسباب كامنة وراء ذلك، وقد يتحول الشعور الذي بداخلك، إلى قصيدة طويلة عذبه.
ببساطة ليس هناك أجمل من أن تستطيع التعبير عما يجول بنفسك فيلامس الكثير من البشر، فنحن نعيش ثنائية التشابه والاختلاف.
في أحد المرات كنت مع صديقة لي في حديقة وطار من حولنا مخلوق دقيق بجناحين، صرخت بأعلى صوتي فراشة، أما صديقتي فقالت بعصبية هو دبور بأجنحة حاده.
ضحكنا كثيرا على التناقض بين كلا التفسيرين. قالت لي صديقتي هذا أنت؛ ترين الجانب المشرق من الأشياء ببراءة قد تكون انقرضت في هذا العصر، لذلك رأيت ما يطير ة حولنا فراشة رغم عدم تأكدك، أما أنا أميل نحو الحذر من كل ما يجري حولي فاعتقدت أنه دبور أو نحلة بإبر حادة.
الاختلاف جعلنا ندرك مدى حاجتنا للقرب من بعضنا. عاد الكائن ذو الجناحين وكان فراشة تطير بحرية، لوهلة شعرت أن بطرف جناحها ذلك الإحساس الذي صنعه درويش في قصيدته أثر الفراشة فكانت ، هي ” شامة في الضوء تومئ حين يرشدنا إلى الكلمات باطنها الدليل”. هي “مثل أُغنية تحاول، أن تقول، وتكتفي، بالاقتباس من الظلال، ولا تقول.
الإحساس بالكون، التوقعات، الانتظار، الشعور بالرضا، سرعة ظهور الابتسامة حتى بين دموع الألم، يحكمها ثنائية التشابه والاختلاف بين البشر. فلا تحكم على البشر بأحكام قاسية، ولا تلجأ للتفسيرات والظنون لأنها ستقيدك أنتِ لا غيرك. عيش الحياة بعفوية وروح حره، وكن من أنت حيث تكون.
a_altaher@youthjo. com