د. أسمهان ماجد الطاهر
كنت وحيدة أتأمل إبداع الخالق، في عظمة جمال الكون، نظرت بدهشة العاشق الذي يتمنى أن لا تنتهي اللحظة.
البحر والشمس مزيج من الجمال الباذخ يربط السماء بالأرض بطلة أنيقة في العقبة بجنوب الأردن.
حين تتألق الشمس بضوء ذهبي وسط السماء فوق الجبال الراسيات، ثم بهدوئها تغرق برقة متناهية بقلب البحر، في سبات أمن ينتظر الفجر القادم، ذلك المنظر يجعلك تنسى الوقت، وتتذكر التاريخ.
تفتح صندوق ذكرياتك وتشعر بأن قلبك مليء بدفء الكون، في ظل طبيعة تتحدى قسوة الظروف بجمالها الفطري، لتشع من أرض العز والكرامة، الأردن، ممتدة من الشمال إلى الجنوب.
في 21 آذار من كل عام نستذكر ذكرى معركة الكرامة بفخر واعتزاز كبير.
لقد سجل الجيش العربي المصطفوي أروع صور البطولة والفداء واثبت للعالم قدرة وشجاعة الجندي الأردني في الذود عن ثرى هذا الوطن. انتصار الجيش العربي، وتوحده من أقصى شمال الأردن إلى جنوب ليجتمع في قرية الكرامة، التي تقع في الجزء الشرقي من غور نهر الأردن.
جرت أحداث معركة الكرامة على الضفة الشرقية من نهر الأردن. ونسبت المعركة إلى القرية التي شهدت أهم الاشتباكات على أرضها المعطرة بدماء الشهداء وهي قرية الكرامة.
لقد أصبحت هذه المعركة، حدثًا مِحْوَرِيًّا في تأسيس وظهور هوية سياسية جديدة، سطرت حالة سياسية مهمة تدعم القومية الوطنية.
قاتل الجنود المشاركون بشجاعة خلال المعركة.
وقد حدثت الأسطورة حول معركة الكرامة، في معظمها، بشكل عفوي، حيث لبّت الاحتياج الإنساني الحرج لتحقيق النصر.
معركة الكرامة قدمت مثالًا مثيرًا للاهتمام حول كيفية تكتب الأساطير السياسية، ومدى صلتها بالاحتياج الإنساني للخطوات التي ترسم النصر بثقة.
كان لتلك المعركة أثر إيجابي كبير على معنويات الأردنيين والجيش العربي.
معركة الكرامة معزوفة وطنية ملؤها روح الإنسانية والانتماء والنصر، ارتبطت بقوة بروح المواطن الأردني المحب للعزة والكرامة والنصر.
في 21 من آذار هذا التاريخ المميز يحتفل الأردنيون بمناسبتين غاليتين على قلوبهم وهما يوم الأم ويوم الكرامة، لكلا المناسبتين سمة رمزية وطنية وإنسانية.
الاحتفال بالأم في هذا اليوم هو احتفال بالإنسانية، فالأم هي المربية، وهي القلب الذي يحمل محبة ونقاء الكون. الاحتفال بيوم الأم يؤكد عربون قدسية هذا الرمز العظيم الذي يعطي بدون حساب والذي هو مثل في التضحية والبذل والعطاء.
يتزامن هذا اليوم المختلف في عيون الأمهات بذكرى اَلْكَرَامَة، الحدث الذي يسكن روح كل مواطن أردني.
فيمتزج التعبير عن معركة وطنية ممثلة بالكرامة مع الحديث عن الأم تلك الروح القوية والقلب الدافئ الذي يلهم بنصرا يبعث ضوء الأمل.
هو اليوم الذي يعبر به الشعب الأردني، عن كرامة الأمة والإنسانية، بنكهة الأم الأردنية التي ولدت ضمير الوطن، وأعظم قادته وجنوده الأحرار، فولد الوطن.
على امتداد تاريخ الأردن شكلت ذكرى معركة الكرامة ويوم الأم، حالة وطنية خاصة تعبر عن كل المعاني الجميلة الروحانية والدينية والتاريخية والوطنية.
ذكرى غالية ومزيج راقي متقن يعكس دور ومواقف المرأة الأردنية في تنشئة الأجيال وتربيتهم على حب الوطن وقيادته الهاشمية. حمى الله الأردن
a. altaher @ youthjo.