يبدو أن قدرة حركة طالبان على تقديم التنازلات السياسية بلغت حدودها القصوى التي بات الصدام العسكري بعدها حتمياً، إذ أكدت مصادر متطابقة تحدثت إلى “اندبندنت عربية” في إقليم بنجشير شمال أفغانستان، أن المواجهات اندلعت فعلاً في أطراف المنطقة، بعد فشل جهود السلام في إحراز أي تقدم.
وأكدت المصادر ذاتها ما أوردته منصات إخبارية في الإقليم محسوبة على المقاومة، إن هجوماً طالبانياً بدأ صباح اليوم، ويجري الآن على المقاطعات المعارضة في بنجشير وبغلان من اتجاهات عدة.
وتجري مواجهات شديدة في جبهات عدة على تخوم الإقليم الذي رفض الانصياع لسلطة الحركة المتشددة، خصوصاً في منفذ يدعى “بلهبر”، تكبدت فيه “طالبان” خسائر فادحة مستمرة منذ بدئها شن الهجوم، حسب المقاومة.
في المقابل، قالت “طالبان” إنها دفعت بتعزيزات جديدة قوامها 2000 مقاتل، بدأوا محاصرة القرى والمدن في الإقليم من كل الجوانب، وتمكنت من السيطرة على مديرية “شاتل” التي تبعد عن عاصمة بنجشير 20 كيلومتراً
لكن تحالف المقاومة بقيادة أحمد مسعود بجوار أمرالله صالح قال إنه صد هجوم “طالبان” وكبدها خسائر.
بدوره، قال المسؤول في “طالبان” فرع بنجشير نصرالله ملك زاده، إن “المعلومات الأولية تشير إلى تراجع في القوات المعادية، والحسم العسكري الآن هو ما نسعى إليه بعد فشل المفاوضات السياسية”.
وحول ما إذا كان بوسع الحركة اختراق المنطقة الحصينة التي تتمركز فيها قوات المقاومة، لفت زاده إلى أن الحركة لديها عناصرها على الأرض، وتردها معلومات من وسط جموع المقاتلين البنجشيريين.
ولم يتسن لـ “اندبندنت عربية” التأكد من مصدر مستقل حول طبيعة المواجهات والتقدم بين الطرفين، لكن معركة “بنجشير” الآن أصبحت قضية الحركة الأولى بعد خروج القوات الأجنبية من البلاد كافة