كشفت مصادر فلسطينية مطلعة على مفاوضات التهدئة بين حماس وإسرائيل عن أبرز مطالب الجانبين التي تم إبلاغها للوسطاء من مصر والولايات المتحدة أثناء مباحثات وقف إطلاق النار.
ودخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وقطاع غزة حيز التنفيذ، في تمام الساعة الثانية من صباح الجمعة بالتوقيت المحلي، بعد تصعيد عسكري استمر بينهما لمدة 11 يوما.
ومن المنتظر اختبار نوايا الجانبين اعتبارا من اليوم بشأن الالتزام بوقف إطلاق النار وصولا إلى مرحلة تثبيته تماما، حتى يمكن الشروع في مفاوضات تفضي إلى اتفاق حول هدنة مؤقتة تمهد لمفاوضات أكثر تقدما وصولا إلى هدنة طويلة الأمد من أجل تحريك الجمود المحيط بعملية السلام والتفاوض بشأن تنفيذ حل الدولتين.
وذكرت المصادر الفلسطينية ” أن مطالب الفلسطينيين تنوعت بين مطالب متعلقة بالوضع في القدس المحتلة، الذي كان سببا في تصاعد الأحداث وصولا إلى المواجهات العسكرية، ومطالب أخرى تتصل بالوضع المنهار في غزة وإعادة الإعمار والأمور المستقبلية للقطاع، خاصة فتح المعابر المشتركة مع إسرائيل.
حماية حي الشيخ جراح
وأفادت المصادر بأن حماس طلبت خلال محادثات التهدئة، التزام إسرائيل بوقف كافة أشكال الاعتداءات على أهالي حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، والتراجع عن طردهم من منازلهم وتهديدهم بتسكين مستوطنين بدلا منهم.
ولفتت الفصائل الفلسطينية إلى أن قرارات طرد الفلسطينيين من منازلهم في حي الشيخ جراح لا يزال في يد القضاء الإسرائيلي، الذي يضم مندوبا للدولة، ويمكنه أن يوصي المحكمة بأن “القضية سياسية”، ويطرح مخرجا يحفظ للفلسطينيين منازلهم وأراضيهم الموروثة عن الأجداد.
وشددت الفصائل الفلسطينية على ضرورة وقف حماية الجيش الإسرائيلي للمستوطنين، وعدم الاعتداء على الفلسطينيين في مدن الضفة الغربية وفى مناطق عرب 48.
وأضافت المصادر الفلسطينية أن الفلسطينيين طلبوا وقف الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى والاعتداءات المتكررة من جانب المستوطنين المتطرفين وإنهاء التضييق على المصلين والمرابطين في الأقصى.
لوضع في غزة
وبشأن الوضع في غزة طلبت حماس، وفق المصادر الفلسطينية، فتح المعابر المشتركة مع إسرائيل وعدم التضييق على عبور البضائع والمنتجات منها، وتشمل معبري كرم أبو سالم وبيت حانون.
وأكدت حماس على السماح بمرور ووصول المساعدات والمعونات الدولية إلى غزة وعدم حجب الاحتلال لها، والسماح بتحركات إعادة الإعمار، ووصول حصص الوقود اللازمة لتشغيل محطات الطاقة الكهربائية في القطاع، وعدم التعرض لخطوط الكهرباء داخله.
مطالب إسرائيل
وفى المقابل كشفت المصادر المطلعة على الاتصالات التي تمت مع الجانبين أن إسرائيل في بداية الأزمة طرحت ما يمكن وصفه بـ”مطالب تعجيزية” منها “نزع سلاح الفصائل الفلسطينية”.
وفسرت المصادر هذا المطلب الإسرائيلي بأنه كان يهدف لتعطيل المفاوضات وكسب مزيد من الوقت لحين تنفيذ عمليات إسرائيلية معدة سلفا لاستهداف البنية التحتية لمنظومة الصواريخ في غزة، في إطار الهدف الاسرائيلي المعلن لـ”كبح القدرات القتالية للمقاومة” واستنزاف قدرات الفصائل الفلسطينية بشكل عام.
المساعدات والأنفاق
وكشفت المصادر أن إسرائيل أثارت أيضا ملف المساعدات الخارجية التي تتلقاها حماس، والتي عادة ما تعقب الحملات الإسرائيلية على غزة.
واشترطت إسرائيل حسب المصادر، أن أي مساعدات موجهة إلى غزة مستقبلاً لا يجب أن تذهب لتمويل القدرات العسكرية للفصائل الفلسطينية ومنظومة الصواريخ، مثلما حدث في السنوات الماضية، وإلا يعتبر ذلك نقضا لاتفاق التهدئة المزمع التوصل إليه.
ولفتت المصادر إلى أن إسرائيل نبهت إلى خطر شبكة الأنفاق الأرضية في غزة، وحذرت من أن استخدامها في تخزين الأسلحة وإطلاق الصواريخ سيجعلها أداة لتهديد إسرائيل في أي وقت.
وأرجعت المصادر إثارة إسرائيل لهذا الملف، لخشيتها من تزايد خطر الصواريخ مستقبلا وإمكانية تطور قدرات الفصائل الفلسطينية إلى قصف بري على إسرائيل، أو استئناف وصول الصواريخ إلى تل أبيب حال نشوب أي مواجهات جديدة مع الفلسطينيين.
استقرار القطاع
وتعهد الوسطاء للجانبين بالعمل على دعم استقرار غزة، وإعادة بناء ما دمرته الحرب، انطلاقا من أن عودة الحياة لطبيعتها في القطاع وتوفير سبل المعيشة للأهالي هو أكبر ضمانة للاستقرار ويهيئ الأجواء للالتزام بالتهدئة، ويدعم استقرار المنطقة بالكامل.
من المنتصر؟
وقال العميد سمير راغب، رئيس المؤسسة العربية للدراسات الاستراتيجية إن كلا الطرفين حماس وإسرائيل حاولا الظهور بمظهر المنتصر على الآخر طوال مدة المواجهات.
وأضاف أنه بينما كانت حماس تهدف لكسر شوكة بنيامين نتانياهو والحد من ميله وإفراطه في العنف، كان هو الآخر يسعى لاستهداف قادة حماس والجهاد الإسلامي في غزة، وحدد أسماء بعض القادة لضربهم مثل محمد ضيف، قائد الجناح العسكري لحركة حماس، ويحيى السنوار، رئيس حركة حماس في غزة، لكنه لم ينجح في ذلك.
ولفت راغب إلى أن مفاوضات الهدنة ستمهد الطريق لمفاوضات ومساعي حل الدولتين، ورغم أن هذا الاتجاه سيستغرق وقتاً، إلا أن المفاوضات تضمنت ضرورة المضي فيه برعاية مصرية وأميركية ودعم دولي.
سكاي نيوز