الرئيس الأميركي يدعم الخطوات التي تمكن الشعب الفلسطيني من التمتع بالكرامة والأمن والحرية
خليل موسى مراسل @kalilissa
أجبرت موجة العنف غير المسبوقة بين قطاع غزة وإسرائيل، الرئيس الأميركي جو بايدن، على الاتصال بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، ضمن مساعيه الرامية إلى احتواء موجة العنف الحالية، وذلك بعد نحو أربعة أشهر على تسلمه منصبه. وأتت مكالمة بايدن – عباس بعد اتصال آخر أجراه الرئيس الأميركي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. كما تلقى عباس قبل ثلاثة أيام اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
وبعد أن كانت القضية الفلسطينية في آخر سلم أولويات واشنطن، دفعت التطورات المتسارعة في المنطقة إدارة بايدن إلى الانخراط في الصراع العربي – الإسرائيلي لوقف التصعيد الحالي على الأقل.
ومع أن تأثير “منظمة التحرير الفلسطينية” التي يرأسها عباس، على مجريات التصعيد الحالي، الأعنف منذ سنوات، يبدو محدوداً، إلا أن واشنطن تعتبرها “الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين” ولا تعترف بحركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، وتعتبرهما منظمتين إرهابيتين.
مطالبة عباس
وطالب عباس خلال الاتصال مع بايدن بتدخل الإدارة الأميركية “لوضع حد للاعتداءات الإسرائيلية على أبناء شعبنا الفلسطيني في كل مكان”، مؤكداً أن “الأمن والاستقرار سيتحققان عندما ينتهي الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية”. ويتطلع عباس إلى استئناف المفاوضات مع إسرائيل بوساطة من اللجنة الرباعية الدولية، مشيراً إلى الاستعداد “للعمل مع اللجنة من أجل تحقيق السلام على أساس قرارات الشرعية الدولية، والعمل مع الإدارة الأميركية لتعزيز العلاقات الثنائية، وإزالة أي معوقات تعترض طريقها”.
أما بايدن فشدد، وفق بيان للبيت الأبيض، على “ضرورة تحقيق التهدئة، وخفض العنف، وامتناع حماس عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل”. وأشار البيان إلى أن “عباس وبايدن أعربا عن قلقهما المشترك من فقدان مدنيين أبرياء، ومنهم أطفال، حياتهم بشكل مأساوي وسط العنف المستمر”.
حل الدولتين
وحول عملية السلام المتوقفة منذ سنوات، شدد بايدن، بحسب بيان للرئاسة الفلسطينية، على “التزام واشنطن بحل الدولتين ومعارضتها الاستيطان، وإخلاء الفلسطينيين من بيوتهم في حي الشيخ جراح والقدس الشرقية، وعلى ضرورة الحفاظ على الوضع القائم المسجد الأقصى”.
كذلك أورد بيان البيت الأبيض أن بايدن أكد “التزامه القوي بحل الدولتين المتفاوض عليه باعتباره أفضل سبيل للتوصل إلى حل عادل ودائم للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني”.
وكان لافتاً إشارة البيان الأميركي حول الاتصالين الهاتفيين بنتنياهو وعباس، إلى دعم بايدن “الخطوات التي تمكن الشعب الفلسطيني من التمتع بالكرامة والأمن والحرية والفرص الاقتصادية التي يستحقها”.
من جهة أخرى، اعتبر أستاذ الدراسات الإقليمية في جامعة القدس، عبدالمجيد سويلم، أنه “من المعيب على بايدن إهمال القضية الفلسطينية، وعدم الاتصال بالرئيس عباس إلا بعد تفجر الأوضاع”. وشدد سويلم على أن “الدم الفلسطيني وإطلاق الصواريخ على إسرائيل أجبرا بايدن على التدخل”، مضيفاً أن “ذلك يظهر الموقف الأميركي الحقيقي”.
وأشار سويلم إلى أن “إدارة بايدن بدأت تتعاطى مع القضية الفلسطينية خشية انفجار كامل للأوضاع في الشرق الأوسط”، مضيفاً أن “هبة القدس أعادت توحيد الشعب الفلسطيني من رأس الناقورة وحتى إيلات، وأحيت الهوية الوطنية الفلسطينية”.