لماذا قرر السيسي الغياب وطرح “الرؤية” عن بعد؟: “الورقة المصرية” صاغتها “هيئة الأمن القومي” وتتضمن “حصة عقارية لترامب” في إعمار غزة و”خروج إنساني لفئتي المرضى والجرحى وبعض رجال الأعمال” وتنفيذ ثلاثي مع “تركيا وقطر والسعودية”
بطبيعة الحال أثار حديث العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ومعه وزير الخارجية الاردني أيمن الصفدي ومعهما ايضا بعض وسائل الاعلام الرسمي المصرية فضول طرح أسئلة في واشنطن عن حقيقة التصور المصري او الرؤية كما وصفها وزير خارجية مصر والتي قدمت فعلا لأركان طاقم و مساعدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل ان يعلن الاعلام المصري بان الرئيس عبد الفتاح السيسي قرر تأجيل زيارته الى واشنطن بعد التصريحات الخطيرة التي أدلى بها الرئيس دونالد ترامب وتجنبا للإحراج.
سأل المراقبون والإعلاميون بكثافة عن حقيقة الوثيقة المصرية او ما يسمى الآن بالورقة المصرية.
وعنوانها العريض حل شامل ومفصل لكل أزمة قطاع غزة توافق عليه جميع الأطراف بما فيها حركة المقاومة الاسلامية حماس وحركة الجهاد الاسلامى وينتهي بالأمن والاستقرار وتفكيك الحصار على قطاع غزة مع خطة شمولية عقارية الطابع من الصنف الذي يعجب الرئيس الأمريكي تحديدا.
وبعنوان إعادة إعمار قطاع غزة بدون تهجير أهلها وهو ما اشار له حصرا وزير الخارجية الاردني في توضيحات فجر الاربعاء اعقبت لقاء الملك مع الرئيس ترامب.
تفاصيل وحيثيات الرؤية، او الورقة المصرية، لا تزال غامضة لكن مصادر خاصة اشارت الى ان من اعد هذه الورقة هو مجموعة من الباحثين ذو الصبغة السيادية والعسكرية والامنية في جمهورية مصر العربية.
وحصرا خرجت هذه الورقة والتي تضمنت صور تفصيل خطاب إعادة الإعمار كما تتضمن ضبط تشكيل ادارة لمدة ثلاث سنوات انتقالية بدون وجود حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية والجهة التي اعدت الورقة الفلسطينية هي هيئة الامن القومي العليا وهي إحدى المؤسسات السيادية البارزة جدا والمرتبطة بالإطار العسكري العام الذي يمثلوا المؤسسة العسكرية والجيش المصري.
وتعتبر هيئة الامن القومي العليا المؤسسة المرجعية الاساسية ضمن 5 مؤسسات قيادية وسيادية تصنع القرار في جمهورية مصر العربية.
ويبدو ان الورقة المصرية أخذت بالإعتبار وجود عقيدة قتالية لدى الجيش المصري فكرتها عدم قبول واستيعاب اي لاجئين بصورة دائمه ومستقرة وتطرح الورقة تسهيلات في استقبال اللاجئين من ابناء قطاع غزة تحت عنوان إنساني فقط بمعنى استقبال شرائح محددة تتضمن طبقة من رجال الأعمال لخدمة التنمية في المجتمع الغزي وطبقة من المصابين والجرحى بصورة محددة واقامة جسور انسانية وادخال كمية كبيرة من المساعدات بعد الاتفاق على هدنة طويلة الأمد بضمانات اقليمية ودولية بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية المقاومة.
والهدف من الورقة المصرية هو الاجابة على سؤال ترامب العلني الذي طرحه عدة مرات بعنوان ان من يعارضون مقترحاته من العرب عليهم ان يقدموا البدائل.
وأبلغ وزير الخارجية المصري نظيره الأمريكي مارك روبيو عندما زاره الاول قبل ثلاثة ايام في واشنطن بأن بلاده قررت الاجابة على استفسار الرئيس ترامب وتقديم بديل مفصل وموضوعي ومن الصنف الذي يقبله جميع الاطراف.
والهدف من الرؤية المصرية ربط بعض مشاريع إعادة الإعمار بهيئات إعادة الاعمار في الامن القومي المصري وبعدة اطراف اقليمية يمكن ان تمول لإعادة الاعمار بما يكفل حصة للشركات الامريكية بصورة خاصة حتى يتم ارضاء الرئيس الامريكي.
والحديث هنا عن دور بارز في اعادة الاعمار لدول من بينها السعودية وقطر وتركيا طبعا وفقا للتصور المصري الذي يأخذ بالاعتبار وجود اطماع عند طاقم الرئيس ترامب وعنده شخصيا بتولي بعض عقود إعادة الإعمار.
كما يأخذ بالاعتبار مصلحة جميع الاطراف وانتاج حالة استقرار عامة في قطاع غزة وتجنب سيناريوهات الترحيل الجماعي لأهل القطاع.
لا يوجد قرائن على ان الرؤية المصرية سيستخدمها ترامب او قد تقنعه، لكن الرؤية المصرية فى طريقها لكي تصبح ورقة البديل الاقوى على المستوى العربي على الاقل في حال تم اعتمادها بلقاء قمة عربية بدا ان ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان مهتم جدا بها.
خاص بـ”رأي أليوم”