اعداد عامر ارشيد
الوضع في لبنان بعد وقف إطلاق النار يعتمد على مجموعة من العوامل السياسية والأمنية والاجتماعية. التوقعات قد تشمل النقاط التالية:
استقرار مؤقت أو هش
قد يشهد لبنان استقرارًا نسبيًا لفترة قصيرة نتيجة لوقف إطلاق النار، ولكن هذا الاستقرار قد يكون هشًا إذا لم تُعالج الأسباب الجذرية للصراع.
استمرار التوتر السياسي
القوى السياسية والطائفية قد تستغل وقف إطلاق النار لإعادة ترتيب أوراقها، مما قد يؤدي إلى استقطابات جديدة أو تعزيز الانقسامات القائمة.
الدور الإقليمي والدولي
القوى الإقليمية والدولية (مثل إيران، السعودية، الولايات المتحدة، وفرنسا) ستلعب دورًا حاسمًا في تشكيل المشهد بعد وقف إطلاق النار. قد تتجه بعض الدول لدفع الأطراف نحو تسوية سياسية، بينما قد تسعى أخرى لتحقيق مصالحها عبر دعم أطراف معينة.
تداعيات اقتصادية
الاقتصاد اللبناني، الذي يعاني أصلاً من انهيار، قد يتأثر بشكل إيجابي إذا سمح وقف إطلاق النار بإعادة الإعمار وعودة النشاط الاقتصادي. ومع ذلك، أي تجدد للعنف سيعيد الأمور إلى الوراء.
الوضع الإنساني
وقف إطلاق النار قد يتيح الفرصة لوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، ولكن حجم الدمار قد يستغرق سنوات لإصلاحه، مما سيُبقي على معاناة المدنيين.
تعزيز دور الجيش اللبناني
قد يظهر الجيش اللبناني كطرف محايد يحاول فرض الأمن والاستقرار، مما قد يزيد من الدعم الشعبي له، خاصة إذا أثبت قدرته على ضبط الأوضاع.
إعادة تقييم وضع المقاومة
ستُطرح تساؤلات عن دور المقاومة وسلاحها في المشهد اللبناني، خاصةً إذا رافق وقف إطلاق النار مطالبات دولية بإعادة النظر في دور حزب الله في السياسة اللبنانية.
احتمالية انفجار جديد
إذا لم تُحل القضايا الأساسية مثل الفساد، الطائفية، والانقسامات السياسية، فقد يعود العنف بشكل أكثر حدة.
غزة
اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان قد يكون له تأثير كبير على غزة بسبب الترابط بين الأوضاع السياسية والعسكرية في المنطقتين. رغم أن الاتفاق المتوقع بين إسرائيل ولبنان يركز على تقليل التوتر مع حزب الله، فإن نجاح هذا الاتفاق قد يفتح المجال لمحادثات أوسع تشمل غزة.
الولايات المتحدة تسعى لتوسيع الجهود الدبلوماسية لتشمل إنهاء الصراع في غزة، حيث يتم اقتراح تحسينات إنسانية واقتصادية في إطار وقف إطلاق النار. لكن هناك قلق من أن استفراد إسرائيل بغزة بعد تهدئة الجبهة اللبنانية قد يؤدي إلى تصعيد العمليات العسكرية هناك، وهو ما يعقد الأمور بدلًا من حلها
علاوة على ذلك، يترافق مع هذا الاتفاق شروط تضمن تقليص التهديدات من جنوب لبنان، مما قد يعيد توزيع الموارد والضغوط العسكرية الإسرائيلية بين الجبهتين
خلاصة
لبنان يحتاج إلى حوار وطني شامل وحلول جذرية تُراعي المصلحة العامة. وقف إطلاق النار قد يكون فرصة ذهبية لإطلاق هذا الحوار، لكنه لن ينجح دون إرادة حقيقية من الأطراف الداخلية وضغط إيجابي من المجتمع الدولي.