قال عميد كلية الأمير الحسين بن عبد الله الثاني للدراسات الدولية، حسن المومني، إن فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة الأميركية وعدته إلى البيت الأبيض لا تعني الكثير للمنطقة مقارنة بفترة رئاسته السابقة، التي شهدت تحركات كبيرة في قضايا الشرق الأوسط وكان لها تأثير بالغ على مجريات الأمور.
وأضاف المومني”، الأربعاء، أن “البراغماتية” هي المعيار الأهم في سلوك ترامب السياسي، مؤكدًا أنه في ولايته الأولى غيّر إلى حد ما السردية الأميركية تجاه القضية الفلسطينية، من خلال خطوات مثل نقل السفارة الأميركية إلى القدس واتباع منهجية “السلام من أجل الاقتصاد”، التي تماشت مع سياسات رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو.
وأشار إلى أن التطورات الإقليمية في المنطقة قد فرضت على ترامب تغيير خطابه، متسائلاً عما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على فرض السلام دون أن تكون هناك ظروف موضوعية تدعم الدور الأمريكي الفاعل في المنطقة.
وأوضح المومني أن تصريحات ترامب اختلفت ما بين الأعوام 2020 و2024، في ظل حاجته إلى أصوات اليهود في الانتخابات الأميركية.
وأكد أنه في الصراعات الطويلة، يحتاج الأمر إلى انغماس أمريكي فعّال لتحقيق نتائج ملموسة.
وحول حل القضية الفلسطينية، رأى المومني أنه من الضروري أن يكون الرئيس الأميركي قويًا ويحظى بدعم المشرعين ليصبح حل القضية الفلسطينية أولوية، وهو ما قد يسهم في إحداث موقف أمريكي مؤثر في هذا الشأن.
وفيما يخص الرد الإيراني، توقع المومني أن تختبر طهران رد فعل ترامب من خلال رد إيراني على إسرائيل، في ظل تأكيدات إيرانية بوجود رد قادم لا محالة.
من جهته، أكد المحلل السياسي جهاد حرب أن فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية يفتح الباب أمام العديد من الاحتمالات، مشيرًا إلى أن هناك غموضًا في الرؤية بشأن السياسة الخارجية الأميركية وعلاقة ترامب بمنطقة الشرق الأوسط.
ولفت حرب إلى أن “ضمان التفوق العسكري لإسرائيل” سيظل ثابتًا بغض النظر عن من يتولى رئاسة البيت الأبيض.
وقال إن العلاقة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل لا تتغير بتغير الحكومات في الولايات المتحدة أو إسرائيل، ما يضمن التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة، ويمنح إسرائيل حصانة من العقاب على جرائمها في المؤسسات الدولية.
وأشار حرب إلى أن التوافق السياسي بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية شهد اختلافًا واضحًا في عهد الرئيس بايدن، مع تباين في المواقف بين البيت الأبيض والحكومة الإسرائيلية.
وتساءل حرب عما إذا كان ترامب قد تعلم من تجربته الأولى أن هناك فرقًا بين صفقات رجال الأعمال والتسويات السياسية لرجال السياسة، وهو ما بدا غامضًا في تصريحاته المتناقضة. حيث قال في أحد تصريحاته إنه يريد وقف الحرب وتحقيق السلام في المنطقة قبل تنصيبه، بينما أشار في تصريح آخر إلى أن إسرائيل يجب أن تتوسع، مما قد يشير إلى نية لضم الضفة الغربية.
وفيما يخص علاقة ترامب برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أشار حرب إلى وجود علاقة شخصية قوية بينهما، معتبراً أن زيارة ترامب إلى إسرائيل تعكس عمق هذه العلاقة.
وأضاف أن التغيرات السياسية التي حدثت في السنوات الأربع الماضية أظهرت أن ترامب لم يعد يقدم نفس الدعم الذي قدمه بايدن للحكومة الإسرائيلية في حربها ضد الفلسطينيين.
سرايا