نيللي عادل
طرحت شركة “ميتا” (Meta)، الشركة الأم لـ Instagram، يوم الأربعاء، 5 يوليو/حزيران الجاري، تطبيق “ثريدز” (Thread) الجديد الذي يُوصف بأنه منصة تواصل اجتماعي قائمة على النصوص، ويمكنها أن تنافس تويتر بشكل كبير.
وعلى الرغم من أن النظام بدأ العمل منذ يناير/كانون الثاني، مطلع 2023، فإن إطلاقه رسمياً عبر متاجر التحميل أتى في أعقاب إعلان إيلون ماسك عن فرض قيود جديدة على عدد التغريدات التي يمكن للمستخدمين قراءتها يومياً على منصة تويتر.
يوفر تطبيق “ثريدز” خيار نشر النصوص ومقاطع الفيديو والصور، والقدرة على المشاركة في المحادثات مع الآخرين. وهو يتمتع بالعديد من الخصائص والإمكانات التي نستعرضها في هذا التقرير، إضافة لكيفية التسجيل ومعرفة كل المعلومات اللازمة لاستخدام سلس ومريح للمنصة الجديدة.
ما هو تطبيق “ثريدز”، وكيف يمكن استخدامه؟
تم إنشاء تطبيق ثريدز بواسطة فريق Meta Instagram، وهو عبارة عن منصة تتيح نشر منشورات قصيرة أو تحديثات تصل إلى 500 حرف.
يمكن تسجيل الدخول في التطبيق الجديد باستخدام بيانات اعتماد إنستغرام الخاصة بك، والاحتفاظ بأسماء المستخدمين والمتابعين وحالة التحقق، ومختلف التفاصيل الشخصية لحسابك على تطبيق إنستغرام.
يمكن للمستخدم أيضاً تضمين روابط أو صور أو مقاطع فيديو تصل مدتها إلى 5 دقائق في نظام يشبه إلى حد كبير منصة تويتر.
ولأن التطبيق مرتبط بحساب المستخدم على إنستغرام، سيكون بالإمكان “بسهولة مشاركة المنشورات الموضوعة في قصص (Story) إنستغرام الخاصة بالحساب، أو مشاركة المنشورات كرابط على أي منصة أخرى”، بحسب ما نشرته ميتا في تدشين الإطلاق.
وستضمن صفحة التطبيق الرئيسية أو “خلاصة الحساب” (Home Page) منشورات من أشخاص وحسابات تتابعها على إنستغرام أو ثريدز، بالإضافة إلى توصيات للمحتوى.
ويمتلك المستخدمين أيضاً القدرة على تصفية كلمات معينة من خلاصة الحساب وتقييد من يُسمح له بذكرك (Mentions). لكن من ناحية أخرى، لا يوفر التطبيق إمكانية إرسال الرسائل الخاصة حتى الآن،
يمكن تحميل التطبيق الجديد المجاني من متجر أجهزة أبل Apple App Store أو الأندرويد عبر Google Play Store.
هل يدعم التطبيق اللغة العربية؟
في الواقع، ليس بعد. إذ يدعم ثريدز حتى الآن 31 لغة، منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والهندية واليابانية والكورية والتركية والأوكرانية وغيرها. لكن من المتوقع أن تعمل ميتا على دعم المزيد من اللغات في تحديثات التطبيق القريبة.
يُذكر أن دعم تطبيق إنستغرام للغة العربية استغرق 7 سنوات قبل أن يتحقق أخيراً عام 2017، ولكن من المتوقع أن العمل على تنفيذ التحديث سيكون أسرع؛ نظراً للتطورات في التنمية والتكنولوجيا، والأهم من ذلك، بسبب قاعدة المستخدمين الضخمة من مستخدمي العربية حول العالم.
على سبيل المثال، تمكنت خاصية Instagram Reels لمقاطع الفيديو القصيرة التي تنافس TikTok، في 7 أشهر فقط، من إطلاق نسخ للتطبيق باللغة العربية.
انتقادات لتدخل الخوارزميات في ترشيح المحتوى
وفي واحدة من الانتقادات الرئيسية لتطبيق ثريدز في الساعات الأولى من الإطلاق، أن الأشخاص يشاهدون مزيجاً من المشاركات من الحسابات التي يتابعونها، إضافة لمجموعة من الحسابات العشوائية.
وحول ذلك أشارت شركة ميتا إلى أن خلاصات الصفحات الرئيسية للمستخدمين ستكون مزيجاً من الحسابات التي تم متابعتها، إضافة لتوصيات الخوارزميات للتطبيق.
وحالياً، لا توجد طريقة لمشاهدة مشاركات الأشخاص الذين تتابعهم فقط، كما لم توضح الشركة ما إذا كانت ستوفر هذا الخيار في المستقبل أم لا.
أوجه التشابه بين ثريدز وتويتر
يوفر تطبيق ثريدز فرصة عمل منشورات عامة للمستخدمين، تشبه سلسلة الرسائل التي تبدو متطابقة تقريباً مع مشاركات حسابات تويتر. لذلك وصف الخبراء المنصة بأنها “قاتل تويتر”، وسط تكهنات بأنه يمكن أن يحل محل عملاق التكنولوجيا منذ عقود، خاصة بعد التغيرات الأخيرة عليه منذ شراء إيلون ماسك للمنصة.
فبعد أيام فقط من إعلان ماسك تحديداً مؤقتاً لعدد المشاركات التي يمكن للمستخدم قراءتها على تويتر، وأصبح ملزماً على المستخدمين تكبد 8 دولارات شهرياً، ليتم توثيق حساباتهم ومشاهدة ما يصل إلى 6000 تغريدة يومياً.
أما الحسابات غير الموثقة على تويتر، فأصبح متاحاً لها تصفح 600 تغريدة يومياً فقط، ويمكن للحسابات الجديدة غير الموثقة مشاهدة ما يصل إلى 300 تغريدة يومياً فقط.
لكن هذا لم يكن التغيير الجذري الوحيد الذي تم إجراؤه على تويتر منذ الاستحواذ الدراماتيكي للملياردير. فخلال العام الماضي، أزال ماسك المحادثات القديمة، وقدّم رسائل مشفرة، وخاصية “تويتر الأزرق” (Twitter Blue) بسعر 11 دولاراً لنظام iOS.
لذا من المحتمل أن تكون المنصة الجديدة مصدراً كبيراً للمنافسة بين مارك زوكربيرغ وإيلون ماسك.
الخصوصية وطريقة جمع المعلومات
وفقاً للتعريف الوارد عبر صفحة تحميل التطبيق بمتجر (App Store)، فإن البيانات التي “قد يتم جمعها وربطها بهويتك الشخصية” بواسطة ثريدز، تتضمن معلومات مالية وحساسة. وهو ما يعتبر أكثر مما يستخدمه تطبيق تويتر في جمع المعلومات من حسابات المستخدمين.
لذلك قد يكون هذا مصدر قلق للمستخدمين الجديد، الذين لديهم حساسية عندما يتعلق الأمر بالشركات التي يمكنها تناول بياناتهم.
بالطبع لا يُعد هذا أمراً جديداً فيما يتعلق بشركة ميتا، التي لطالما طاردتها فضائح اختراق واستغلال البيانات الشخصية والمعلومات المتعلقة بالخصوصية، بما في ذلك التورط في فضيحة كامبريدج أناليتيكا لتمرير فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية، والتي تلقت عليها غرامة قياسية قدرها 1.3 مليار دولار في مايو؛ لانتهاكها قوانين الخصوصية في الاتحاد الأوروبي.
وبالنسبة لمقدار المعلومات الشخصية التي يمكن أن يجمعها ثريدز، فهي تشمل الصحة والمال ووجهات الاتصال وسجل التصفح والبحث وبيانات الموقع والمشتريات و”المعلومات الحساسة”.
عربي بوست