يعتقد عالم الفيزياء الفلكية في جامعة هارفارد، آفي لوب، أنه “عثر على دليل على وجود حياة خارج كوكب الأرض” في قاع المحيط الهادئ، وذلك عقب إجرائه رحلة استكشافية ممولة بقيمة 1.5 مليون دولار، واصفاً الاكتشاف الذي وصل إليه بأنه “معجزة”.
آفي لوب، كان قد قضى سنوات في دراسة سماء الليل، بحثاً عن علامات على وجود حياة خارج الأرض، وأكمل البروفيسور لوب للتو رحلته الاستكشافية للبحث عن علامات على نيزك غامض يُطلَق عليه IM1 تحطم قبالة ساحل بابوا غينيا الجديدة في عام 2014 ويعتقد أنه جاء من الفضاء.
البروفيسور البالغ من العمر 61 عاماً، قال في تصريح لصحيفة The Independent نشرته الأحد 2 يوليو/تموز 2023، إنه أشرف على فريق من مستكشفي أعماق البحار الذين عثروا على 50 جسماً كروياً صغيراً، أو قطرات منصهرة، باستخدام مزلقة مغناطيسية أُسقِطَت من سفينة الاستكشاف Silver Star، على بعد كيلومترين تحت سطح المحيط.
يُعتقَد أنَّ الأجسام الصغيرة، التي يبلغ حجمها نحو نصف ملليمتر، مصنوعة على الأرجح من مزيج من الصلب والتيتانيوم، أقوى بكثير من الحديد الموجود في النيازك العادية.
فيما تبرز الحاجة إلى إجراء مزيد من الاختبارات الآن، إلا أن البروفيسور لوب يعتقد أنَّ أصل هذه الأجسام “بينجمية” أو صنعتها حضارة متقدمة من خارج كوكب الأرض.
ترأس البروفيسور لوب قسم علم الفلك بجامعة هارفارد من 2011 إلى 2020، ويقود الآن مشروع “غاليليو” بالجامعة، الذي ينشئ مراصد مفتوحة المصدر في جميع أنحاء العالم، للبحث عن دلائل على وجود أجسام طائرة مجهولة وأجسام “بينجمية”.
ستُؤخَذ هذه الأجسام الآن إلى جامعة هارفارد لاختبارها للتأكد من تركيبتها، لكن بالنسبة للبروفيسور لوب، فإنَّ الاكتشاف “المعجزة” دليل إضافي على أنَّ أساليبه غير التقليدية تؤتي ثمارها.
بحسب الصحيفة البريطانية، فإن البروفيسور لوب جمع ما وصفه بأنه أفضل فريق من مستكشفي المحيطات في العالم، وفي منتصف يونيو/حزيران 2023، انطلق لوب من موطنه في ولاية كونيتيكت متجهاً إلى بابوا غينيا الجديدة.
كتب البروفيسور لوب في دورية استكشافية على موقع Medium في ذلك الوقت: “البحث عن حقائق خارج كوكب الأرض في قاع المحيط الهادئ أسهل من الحصول عليها من الحكومة”، وأشار إلى أنَّ الرأي السائد بين عامة الناس حول إمكانية وجود حياة فضائية آخذ في التغير.
انطلقت السفينة الاستكشافية “سيلفر ستار” إلى منطقة هبوط النيزك المُقدَّرة في المحيط الهادئ على بعد نحو 84 كيلومتراً شمال جزيرة مانوس في بابوا غينيا الجديدة، وبعد نحو أسبوع من بدء الرحلة، أحرز الفريق تقدماً عندما التقطت المزلقة أول “كرات معدنية كروية الشكل”.
تتشكّل الكُريّات عندما تنفجر النيازك والكويكبات، وقد عُثِر عليها في مواقع اصطدام هذه الأجسام في جميع أنحاء العالم، وقال لوب إنَّ “اللآلئ المعدنية الصغيرة” التي عثروا عليها صغيرة جداً بحيث كان من الصعب التقاطها بالملاقط.
كذلك أوضح لوب، على موقع Medium، أنَّ المواد بدت لهم في البداية كأنها شظايا من الحديد المتآكل، لكن بعد فحصها تحت المجهر، قال البروفيسور لوب لصحيفة The Independent إنها “جميلة. وواحدة منها تشبه الأرض، بينما كثير منها يشبه الذهب”.
عقب نقلها إلى مرصد هارفارد، سيعمل فريق من الباحثين على تحليلها لإجراء مقارنات مع حطام نيزكي آخر، وأضاف البروفيسور لوب للصحيفة: “هناك فرصة جديدة للبحث عن الحطام البينجمية في قاع المحيط”.
ولفت لوب إلى أن “المحيط يشبه نوعاً ما المتحف. لو سقطت في الصحراء، لكانت مغطاة بالرمال الآن. لكن هذه القطرات الصغيرة سقطت في قاع المحيط، حيث انتظرت تسعة أعوام ونصف إلى أن جذبها مغناطيسنا. هذه القصة بأكملها مذهلة”.
عربي بوست