رحلة تركيا في 100 عام.. من أتاتورك إلى أردوغان

في 29 أكتوبر 1923 بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى أعلن مصطفى كمال أتاتورك قيام الجمهورية التركية التي قادها حتى وفاته في 1938.

أدرج أتاتورك العلمانية ضمن مبادئ تركيا التأسيسية مع إلغاء الخلافة وإلغاء مؤسسات التعليم الديني، لكن الانتصار الساحق في 2002 لحزب العدالة والتنمية المنبثق عن التيار الإسلامي أنهى حقبة من عدم استقرار حكومي لكنه أثار قلقاً لدى الدوائر المتمسكة بالعلمانية.

تقع تركيا مفترق طرق بين أوروبا وآسيا، وتراجعت علاقة تركيا مع الاتحاد الأوروبي بعد محاولة الانقلاب في 2016، ووصلت المفاوضات بشأن انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي إلى طريق شبه مسدود.

وتركيا هي عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) منذ عام 1952 وتمتلك ثاني أكبر جيش (عددياً) بين دول الحلف بعد الولايات المتحدة التي تختلف معها حول عدد من النقاط بما في ذلك دعم واشنطن للأكراد السوريين، وحصول أنقرة على نظام دفاع صاروخي روسي.

وأصبح رجب طيب أردوغان أحد مؤسسي الحزب، رئيساً للوزراء في 2003 ثم رئيساً للجمهورية التركية في 2014، وقد جاء إلى السلطة حاملاً مشروعاً إسلامياً محافظاً يستحضر مجد السلاطين العثمانيين.

وفي العقد الأول من حكم أردوغان، انضمت تركيا إلى مجموعة الدول العشرين الأكثر ثراءً، وعمل على تحديث البلاد بتشييد مطارات وطرق وجسور ومستشفيات ومئات الآلاف من المنازل، لكن في 2013 بدأ ضعف النمو بسبب الأوضاع الاقتصادية.

وفي صيف 2018 أدت الأزمة بين واشنطن وأنقرة في السوق إلى انهيار الليرة التركية، وبلغت نسبة التضخم 85 بالمئة في أكتوبر 2022 وهو أعلى مستوى في 25 عاماً.

وشهدت الحياة السياسية في تركيا ثلاثة انقلابات عسكرية (1960 و1971 و 1980)، وفي 15 يوليو 2016 نجح أردوغان في إفشال محاولة انقلاب أسفرت عن مقتل 250 شخصاً وجرح 1500 آخرين. وفي 2017 انتقلت تركيا ذات الغالبية السنية والتي يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة من نظام برلماني إلى نظام رئاسي وسّع صلاحيات رئيس الجمهورية بشكل كبير.

عندما وصل إلى السلطة في 2002، كان حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان يتمتع بشعبية بين الأكراد أكبر أقلية في تركيا، عبر سعيه للتوصل إلى اتفاق لإنهاء مساعيهم من أجل حكم ذاتي، لكن فشل المحادثات في 2015 أدى إلى استئناف النزاع المسلح بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني، وأدرجت أنقرة وحلفاؤها الغربيون هذه المجموعة التي تخوض منذ 1984 تمرداً مسلحا أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، على لائحة المنظمات الإرهابية.

وأدى زلزال مدمر وقع في فبراير 2023 إلى مقتل خمسين ألف شخص في تركيا على الأقل وإلى أضرار تتجاوز قيمتها 34 مليار دولار، مما تسبب في تفاقم الأزمة الاقتصادية داخل تركيا.