الشخير مرتبط بمشكلات صحية أكبر

تشير نتائج الدراسات إلى أن العديد من الناس لا يدركون أن النعاس والشخير مؤشران لمشكلات أعمق

فيشوام سانكاران

قاً لدراسة جديدة، قد يعاني حوالى واحد من أصل خمسة أشخاص من انقطاع النفس الانسدادي النومي (OSA)، وهي حالة غالباً ما تجعل الأشخاص يشخرون بصوت عال. وغالباً ما يستيقظ الشخص المصاب بهذه الحالة عدة مرات في منتصف الليل بسبب توقف التنفس لديه أثناء النوم.

وقال الباحثون إن انقطاع النفس الانسدادي النومي يمكن أن يسبب التعب وقد يزيد أيضاً من مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية وأمراض القلب ومرض السكري من النوع الثاني.

في حين ثبت أن بعض العلاجات والتعديلات على نمط الحياة تساعد الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة، فإن الدراسة الجديدة التي نشرت أخيراً في مجلة “إي آر جي أوبن ريسيرش” ERJ Open Research، أشارت إلى أن نسبة صغيرة فقط من الأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس الانسدادي النومي قد تم تشخيصهم ويتلقون المساعدة.

وفي الدراسة، قام العلماء من بينهم علماء من جامعة باريس سيتي University of Paris-Cité في فرنسا، بتحليل بيانات عدد المشاركين وهم أكثر من 20100 من البالغين الفرنسيين، الذين تم تشخيصهم بالحالة وقيموا عدد المشاركين الذين قد يكون لديهم انقطاع النفس الانسدادي النومي غير المشخص، مستخدمين بذلك استبيان. بعد ذلك، استخدموا البيانات لاحتساب نسبة السكان الفرنسيين الذين يحتمل أن يتأثروا بنفس الحالة.

ولاحظوا من خلال الدراسة أن حوالى واحد من أصل خمسة، أو ما يزيد قليلاً على 20 في المئة من المشاركين، كانوا عرضة للإصابة بانقطاع النفس الانسدادي النومي. وبحسب العلماء فإن 3.5 في المئة فقط من المشاركين عولجوا من هذه الحالة.

وقال العلماء بأن الحالة كانت أكثر انتشاراً بين المدخنين والأشخاص الذين يعانون من أعراض الاكتئاب. وأن النساء هن أكثر عرضة للإصابة بانقطاع النفس الانسدادي النومي.

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة بولين بالاني في بيان “تشير دراستنا إلى أن انقطاع النفس الانسدادي النومي أصبح شائعاً، لكن الغالبية لا يعرفون أنهم مصابون بهذه الحالة، ونحن نعلم مدى خطورة انقطاع النفس الانسدادي النومي الخطير على الصحة، ولكن إذا تم تشخيص المرضى بهذه الحالة، فيمكن إعطاؤهم العلاج والنصائح لتخفيف المخاطر المحدقة بهم”. مضيفة “تتماشى النتائج التي توصلنا إليها مع الأبحاث في البلدان الأخرى التي تشير إلى أن انقطاع النفس الانسدادي النومي أصبح أكثر شيوعاً”.

ونقلاً عن أحد واضعي الدراسة، قال العلماء إن التحليل اعتمد على استبيان لقياس احتمال الإصابة بانقطاع النفس الانسدادي النومي بدلاً من اختبار المشاركين في عيادة النوم. وعلى حد قولهم، فإن قوة البحث تكمن في تقييم البيانات من مجموعة كبيرة من الأشخاص الذين يمثلون السكان الفرنسيين.

وأبرزت النتائج أن العديد من الأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس الانسدادي النومي لا يدركون أن النعاس والشخير لديهم هما مؤشران لمشكلات أعمق.

وأوضح وينفريد راندراث، خبير اضطرابات النوم من الجمعية الأوروبية للجهاز التنفسي، الذي لم يشارك في الدراسة، بأننا “بحاجة إلى زيادة الوعي بشأن انقطاع النفس الانسدادي النومي لأنه بمجرد تشخيص الأشخاص، يمكن إعطاؤهم العلاج والمشورة للمساعدة في تقليل مخاطر الإصابة بحالات خطيرة أخرى مثل السكتة الدماغية وأمراض القلب والسكري”، مضيفاً “على رغم أن انقطاع النفس الانسدادي النومي أكثر شيوعاً عند الرجال، إلا أن هذه الدراسة تشير إلى أننا بحاجة أيضاً إلى أن نكون أفضل بكثير في اكتشاف الحالة لدى النساء”.

© The Independent