تصويب انحرافات برنامج “تحديث المنظومة” وسقف بقاء حكومة الخصاونة لا يتجاوز العام
راي اليوم – لندن
في غُضون الأيام القليلة الماضية بُنيت في الأردن تصوّرات جديدة حول شكل وهوية التغيير النخبوي الذي قد يطال بعض المناصب الأساسية في مفاصل القرار في الدولة لاحقا للعرس أو حتى قبله بعدّة أيام.
وهنا يبرز الحديث عن تغييرات متوقعة علي مستوى الجهاز الاستشاري العامل مع المؤسسات الملكية.
وتغيرات هيكلية في الغاء بعض المواقع مثل موقع مدير المكتب الملكي واعادة وتصورات بعنوان اعادة المضمون السياسي لمن او لموقع ووظيفة رئيس الديوان الملكي، الأمر الذي يوحي ان وضع الطاقم الحالي الذي يدير الامور ليس مستقرا على الارجح.
وليس نهائيا وكل الاحتمالات واردة خلافا بطبيعة الحال لتغيرات في مواقع على الارجح ذات مسار أمني دون حسم ما الذي سيحصل على صعيد سيناريو التغيير الوزاري او حتى التعديل الوزاري.
والتقدير شديد برغم ضعف شعبية الحكومة الحالية برئاسة الدكتور بشر الخصاونة بان الحكومة باقية وقد تتمدد لان سيناريو إجراء الانتخابات المقبلة عام 2024 في موعدها الدستوري يساهم مع عدم وجود بديل جاهز وسريع لتشكيل حكومة جديدة في تثبيت أركان الحكومة الحالية والرهان والعمل معها لان سقفها أصبح لا يتجاوز عاما على أبعد تقدير.
وهو أمر يحول دون التورط في تغيير وزاري يمكن ان يتبعه تغيير وزاري اخر في اقل من سنة بعد الانتخابات وفقا طبعا للتقاليد واذا لجأت الحكومة الحالية الى سيناريو حل البرلمان وصعد سيناريو الانتخابات المبكرة يصبح التغيير الوزاري حكما من اسس وملامح التأسيس لمرحلة جديدة.
وبالتالي قد يكون الخيار الاسلم حتى الآن هو العمل على تعديل وزاري يؤسس لمفاصل أساسية في تركيبة الحكومة الحالية واستمرارها لكي تحصل على سقفها الزمني الذي لم يتجاوز العام المقبل في ابعد الاحوال مما يعيد انتاج التوقعات التي تفترض بتغييرات أساسية كبيرة في مناصب وزارية مرتبطة بالطاقم الاقتصادي حصرا خصوصا وان كانت الملاحظات كبيرة جدا على أداء الطاقم الاقتصادي فيما يخص مشروع التمكين الاقتصادي.
لكن ورشة عمل جانبية دشنت في الوقت نفسه في إطار مراجعة مسيرة برنامج تحديث المنظومة السياسية مع مؤشرات قوية على مرحلة معالجة الإنحرافات.
و مع غياب صورة إعلامية نمطية على مستوى الجمهور لرئاسة الوزراء و دور الحكومة في مواجهة تساؤلات واعتبارات وتكهنات الرأي العام يبنى الآن تصور جديد حول احتمالات وطبيعة وتركيبة التغيرات المقبلة في الاردن في الوقت الذي تستطيع فيه البلاد فتح صفحة جديدة نخبويا وبرامجيا وحكوميا وبرلمانيا بعد الانتهاء من الافراح الوطنية المرتبطة بعرس ولي العهد الامير الشاب الحسين بن عبد الله الذي يتصادف مع عبور البلاد إلى مئويتها الثانية.
وأغلب التقدير أن ورشة اصلاح الماكينة الداخلية تمهيدا لانطلاق فعاليات المئوية الثانية للدولة قد تبدأ بصورة مركزية بعد الانتهاء من فعاليات العرس الذي يترقبه جميع الاردنيين وسط إستذكار مقولة رئيس الوزراء الأردني الأسبق الدكتور عمر الرزاز الشهيرة حول “طيارة خربانة تحلق” و”تحتاج لصيانة أثناء التحليق”.
خاص رأي اليوم
