فوالة العيد.. تقاليد راسخة تعزّز التواصل والترابط الاجتماعي

المصدر:

العين – جميلة إسماعيل البيان

تعد فوالة العيد تقليداً محلياً عريقاً، وعادة جميلة تتناقلها الأجيال بحيث تقتضي الترحيب بالزوار خلال أيام العيد وتقديم الحلويات والأطعمة الشهية لهم وليس هذا فحسب، إذ يشعرون أيضاً بحفاوة الاستقبال وحرارة الترحيب أينما حلّوا، وتستقبلهم الابتسامات النابعة من القلب مصحوبة بتهنئة العيد «عيدكم مبارك» مع أجمل روائح البخور والعطور الإماراتية، تأكيداً على تمسك المجتمع الإماراتي بتقاليد الضيافة العربية الأصيلة وإن كانت الفوالة في الماضي بسيطة، وتحرص البيوت المقتدرة على طبخ الأرز واللحم في العيد، إلى جانب إعداد وطبخ الخبيص والبلاليط، والثريد إلا أن فوالة اليوم تتسم بأنها عامرة بما لذ وطاب من الأكلات المحلية والشعبية، وغيرها من الحلويات اللذيذة والمتنوعة.
مائدة عامرة
وفي هذا الإطار قالت الجدة موزة الشحي: «فوالة العيد تبدأ عقب صلاة العيد مباشرة، حيث يقدم أهل المنزل مائدة من المأكولات للضيوف والزائرين والمهنئين بعيد الفطر السعيد، وذلك على مفرش كبير في مجلس المنزل يحتوي على الكثير من أصناف وأنواع المأكولات الشعبية والحلويات وخاصة الحلوى العُمانية بالإضافة إلى التمر والقهوة بشكل أساسي».


وأضافت: «نعم، تشكل فوالة العيد عادة اجتماعية تسهم في تعزيز التواصل والترابط الاجتماعي، كما أنها ترمز إلى كرم الضيافة وحسن الاستقبال، وتسهم في التعريف بالعادات والتقاليد الإماراتية».
وأوضحت عائشة محمد الكعبي أن الأسر الإماراتية تتفنن في إعداد فوالة العيد، وهذا يشكل في حد ذاته حضوراً آسراً للأطباق التراثية في العيد، وبشكل يمثل عنواناً للكرم الأصيل.

ونوهت إلى أن الزائر لمحلات الحلوى العمانية في ليلة العيد يرى إقبالاً شديداً على شراء الحلوى العُمانية، حيث تعد الحلوى العمانية طبقاً مميزاً وحاضراً في المناسبات لا سيما موسم الأعياد، وهي تعبر عن كرم مائدة العيد في منطقة الخليج العربي.


فيما أشارت سكينة أحمد الحجي إلى أن فوالة العيد تعتبر طقساً اجتماعياً متأصلاً في دولة الإمارات، تحرص على تجهيزه ربات البيوت، وهي دليل الترحيب بضيوف العيد المنتظرين. وأضافت: ومع تنوع السفرة وتجددها في الوقت الحالي وتزاحم الأطباق عليها، يبقى للسفرة التقليدية وقعها المحبّب. فالأطباق في الماضي كانت تُجهَّز بحب على أيدي الأمهات والجدات. ونستعيد في المناسبة أجمل ذكريات تجهيز فوالة العيد وما لحق بها من تجديد.


فرحة الصغار والكبار


وقال محمود القبيسي: «بالحجم الذي لا حدود له من الفرحة الذي يستقبل فيها الناس شهر رمضان المبارك، يستقبل الناس أيضاً وببهجة تامة عيد الفطر السعيد، فهو حتماً فرحة الصغار والكبار. إذ يعتبر العيد مناسبة جميلة يتجمع فيها الأهل والأحباب والجيران، ويزورون القريب والبعيد. كما أنه لا يمكن تخيل أجواء عيد الفطر السعيد من دون تهيئة مجالسنا لاستقبال المهنئين، وتجهيز الفوالة إكراماً للضيوف والمهنئين».
وأوضح راشد الحفيتي بأن فوالة العيد هي إحدى العادات والتقاليد التي تحرص العائلات الإماراتية على التفنن في إعدادها، وتسهم في تعزيز التقارب بين الأسر والعمل على تعزيز الترابط الاجتماعي خلال أيام العيد، وإكساب الأسر وأطفالها العادات الإماراتية في استقبال العيد، فضلاً عن تنمية التواصل والتلاقي بين الجميع لنشر مظاهر العيد السعيد وأجوائه الاجتماعية.
قيم وعادات
وقال عبدالله المر الكعبي الباحث في التراث الإماراتي: على الرغم من التطورات الكبيرة التي طرأت على الأسر الإماراتية، من الناحيتين الاجتماعية والاقتصادية، فإنها ما زالت تحرص على إحياء القيم والعادات المتعلقة بالاحتفاء بعيدي الفطر والأضحى. ومن جانب آخر فإن فوالة العيد هي المائدة الرئيسة التي يتم إعدادها لاستقبال العيد، وتشهد إقبالاً كبيراً من الكبار والصغار في الوقت نفسه، وتضم مجموعة منوعة ولذيذة من الأكلات والحلويات الشعبية الإماراتية.