إذا أنت فقير ومحتاج …. أنا أفقر منك …وأحتاج صدقتك .. !

منذر إرشيد

ونحن على باب الشهر الكريم… اللهم إجعله شهر خير وبركة على كل مؤمن ومؤمنه.. وزد من إحسانهم جميعهم

إسمحوا لي أن أصارحكم بحقيقه ربما يجهلها الكثيرون ، وسأتحدث فيها بداية ًعن نفسي ومن تعجبه هذه الحقيقة فليقسها على نفسه لعله يشعر بشيء من راحة النفس والضمير .!

والحقيقة العارية أني فقير وفقير جداً …

وأتمنى من الله أن يغنيني عن السؤال الذي لا ولن يتوقف إلا بإنتهاء الأجل ..!

ربما يعتقد البعض وخاصة الأغنياء أن الله ميزهم بالثراء ولكن الحقيقة ورغم أنها نعمة إلا أنها نقمة وبلاء لمن لا يعرفون قيمه نعمة الله عليهم فيقضون حياتهم بالتنعم والرفاهية ناسين واجباتهم وضريبة النعمة التي يعيشونها

وهي ضريبة مفروضة كالزكاة والصدقات والتبرعات ومساعدة المحتاجين

كما الغنى نعمة ، الفقر أيضاً نعمة .. لا بل نعمة أعظم من نعمة الغنى ،

فالفقراء ميزهم الله بهذه النعمة الغير مُكلفة و التي لا يعرفها إلا الأغنياء عند المرض وذلك لعدم القدرة على الاستمتاع بالطعام او حتى حرمانهم من أكثر أنواع الطعام ، واهم من ذلك كله حين يأتي الحساب والعقاب ..

يوم يؤتى بأموالهم وذهبهم ملتهبة فتكوى بها جباههم وجنوبهم

أنا فقير ….نعم فقير مهما كنت غنيا ً فأنا فقير وكان من الممكن أن أكون معدماً بلا مأوى ولا مأكل ومشرب

ولربما حتى مشرد على أرصفه الشوارع كما نرى البعض .. أليسوا من البشر الذين خلقهم الله ..!

ولكن الله كرمني كبقية من كرمهم بأن جعلني إبن أمي وأبي وكان حظي أني من عائلة غنية ولي أرض وبيت وعايش عيشة هنية كما يعيش معظم الناس وليس لي فضل ولا منه على أحد ، بل الفضل كله من الله والحمد لله

ورغم ذلك أنا فقير و محتاج

نعم محتاج لمن يمد لي يد المساعدة وينقذني من فقري وحاجتي لله تعالى

وإذا كنت أنا اتصدق بدينار على فقير فأنا أعطي الدينار للفقير من مالي الخاص

ولكن هل المال الذي أتصدق به هو مني وهل أنا من رزقت نفسي … أم أن الله هو الرزاق ..!؟

إذا أنا أعطي من مالٍ رزقني به الله تعالى . فلا فضل لي

أما الفقير الذي تصدقت عليه فهو أكرم مني لأنه منحني الأجر والثواب الذي هو أعظم من المال

فالمال ليس مني وليس لي .. إنه مال الله وهبني إياه كي أنفقه على حاجتي وحاجة غيري

الفقير ربما هناك بعض الفقراء أكثر ثراءً من بعض الأغنياء وما عند بعض هؤلاء الفقراء لو وزعوا منه لكفى ماية غني

على سبيل المثال …. أنا غني ولكني كما قلت محتاج ..

السؤال ..ما هي حاجتي ..!؟

الجواب.. حاجتي عند الفقراء..

الفقير يحتاج من مالي الذي هو مال الله

وأنا أحتاج منه أن يهبني ما عنده من أجر وثواب

إذا الحاجة متبادلة بين الغني والفقير وليست مجرد إعطاء بدون مقابل ..

انا اعطيه من مال الله وهو يعطيني من نفسه .. فدعوة منه تكفيني من العذاب وظلمة القبر

الأقربون اولى بالمعروف….

وهو مثل شائع حتى ان كثيرا من الناس يعتقدون أنه حديث نبوي

انت قريبي ابن عمي إبن أي قريب لي .. المهم أنك من العائلة

إذا كنت محتاج فأنت أولى من الغريب ولا تخجل من أن تطلب مني مساعدة ،

فلربما تطلب من الغريب ولا تطلب مني

لماذا ..!؟

لأن كبريائك وكرامتك لا تسمح فتلجإ للغريب

أما كبريلئك يسمح لك ان تطلب من الغريب لانك تشعر بالدونية وهذا خطأ كبير

تفضل واتصل بي وقابلني واشرح لي ظروفك فمن واجبي أن أساعدك

ولكن على شرط … أن تكون صادقا وأمينا

هناك من لهم سوابق في سوء التعامل وتصرفات لا تليق

لا أريد منك إلا أن تتعهد أمام الله ان لا تعود إلى سوابقك السيئة

وأنا سأساعدك ودون معرفه أحد إلا الله تعالى

التكافل الآجتماعي والجماعي

يبدأ من الأسرة في البيت وبعده الى العائلة والعشيرة ومن ثم البلد

التنظيم واجب والفوضى فيها ظلم وإجحاف وفساد يصل إلى الحرام

لذلك يجب ان تنظم عملية المساعدة كلجان الزكاة مثلاً ولكن حتى لجان الزكاة بعضها ظالم

لماذا .. لان بعض القائمين عليها أصبحوا مرتزقة لا بل لصوص وهنا يصبح الأمر مفسدة وهذا امر منهي عنه

انا شخصيا لا أتعاون مع أي جهة غير منضبطة أو أشك أن فيها فساد ، فعدم الإنضباط فساد ، ولذلك أساعد من اراهم يستحقون المساعدة بشكل مباشر وهذا أمر مضيت عليه منذ عشرون عاما

اتمنى ان يكون التعاون والتعاضد في اي جماعة تعمل الخير لوجه الله تعالى وليس للمباهاة والترف

لا داعي لكثر الخوض في التفاصيل وأخذ الآراء والاجتهادات فذلك مضيعة للوقت والجهد وفيه تيأيس للمتحمسين

وكل عمل فيه إشهار واعلان أرفضه تماما .. واعتقد أن شخص واحد ثقة يحمل المسؤولية أمام الله أفضل من عدد من الأشخاص ولا أقول يتصرف لوحده .. بل يكون معه لجنة استشارية فقط

فالله يحب أن يرى زبده القول والعمل خالصة لوجهه تعالى

وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ..صدق الله العظيم

والله من وراء القصد

All reactions: